تختتم اليوم الأربعاء فعاليات الدورة ال23 من مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، برئاسة المخرج سعد هنداوى، بعد أن استمرت فعالياته على مدار 7 أيام شارك خلالها 107 أفلام من 32 دولة، كما كرم المهرجان المخرج خيرى بشارة والمخرج عواد شكرى. شهد المهرجان الكثير من الفعاليات، ولكن كان أهمها: الاحتفال بمئوية اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، بعرض فيلم «كرسى توت عنخ آمون» للمخرج شادى عبدالسلام بعد ترميمه وبحضور الدكتور محمود مبروك، مستشار وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العنانى والدكتورة رحمة منتصر. جاء ذلك فى إطار احتفال المهرجان بمرور 100 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون و200 عام على فك رموز حجر رشيد. نظمت إدارة المهرجان أيضاً احتفالية خاصة للمخرج خيرى بشارة، تحت عنوان «الاحتفاء بالبدايات» ضمن فعاليات المهرجان، التى حرص خلالها بشارة على دعوة الحضور على الوقوف دقيقة حداداً على روح الممثل الراحل زكى فطين عبدالوهاب، مشيراً إلى أنه صديق عزيز افتقدته السينما المصرية. شهدت الاحتفالية توقيع كتاب بعنوان «السينما والواقع» الذى قام بكتابته «بشارة» عن تجربته فى السينما التسجيلية قبل أن يتجه إلى السينما الروائية والذى يحتوى على نماذج من سيناريوهات أفلامه التسجيلية والمقالات الهامة التى تم نشرها عن هذه الأفلام، وقال بشارة خلال الندوة: إن هذا الكتاب كتبه منذ 20 عاماً، ولم يجد أحداً ينشره. حيث تم عرض كل من فيلم «أبيض وأسود»، و«كوواب»، و«مايلز يذهب بعيداً»، و«الأحد»، و«ديودروم»، وشارك بالعرض مجموعة من طلاب مدارس الإسماعيلية الذين عبروا عن سعادتهم البالغة بالمشاركة بالمهرجان وبمشاهدة الأفلام. قدم أيضاً المهرجان مجموعة ورش، منها ورشة للمنتج حسام علوان، المحاضر فى صناعة السينما فى الجامعة الأمريكية، واحتوت الورشة على كيفية تعلم أساسيات تقديم مشروع سينمائى فى أسواق الفيلم، وكيفية البحث عن تمويل، وما هى فرص التوزيع المتاحة. بمناسبة مرور 100 عام على ميلاد المخرج الكبير صلاح التهامى نظمت إدارة مهرجان الإسماعيلية احتفالية تكريم خاصة، تم خلالها عرض مجموعة من أفلام المخرج الكبير صلاح التهامى التى حملت اسم أربعة أيام مجيدة رصدت لحظات تحويل مجرى النيل وإنشاء السد العالى. عقد المهرجان أيضاً ماستر كلاس للمخرج الفرنسى «لادج لى» الذى رشح فيلمه «البؤساء» لجائزة الأوسكار، حيث قال: «مسيرتى بدأت فى 2017، وكنت أهوى التصوير وكانت معى كاميرا صغيرة، أطوف بها الشوارع وخاصة الأحياء الفقيرة لتصوير معاناة مواطنيها، وبدأت بفيلم قصير لصعوبة التمويل». وأضاف: «صناعة السينما تواجه صعوبات وتحديات، لهذا بدأت بالفيلم القصير ولم أكن أتوقع نجاحه بهذا الشكل، وهو ما كان سبباً لأن يتحول لفيلم روائى طويل وقتها». وأشار «لادج لى» إلى قيامه بتأسيس 5 مدارس للفيلم التسجيلى القصير لتعليم الطلاب حول كيفية عمل أفلام قصيرة، وبعد فترة يتم اختيار أفضل المشاريع وتطويرها إلى فيلم طويل، كما أكد أن قصة فيلمه Les Misérables، مستوحاة من حياته بالحى الفقير الذى كان يعيش فيه على مدار 40 عاماً، وهو ما جعله يهتم بتناول معاناة الفقراء فى الأحياء المعدومة. على جانب آخر، أكد المخرج سعد هنداوى رئيس مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، أن قرار مشاركة أفلام المركز القومى للسينما ضمن مسابقات المهرجان لم يكن صعباً، وقال: لا يوجد تعارض أو شبهات مجاملات فى مشاركة أفلام المركز القومى للسينما، وهذا أمر يحدث على المستوى الدولى فى كثير من المهرجانات، فعلى سبيل المثال فى فرنسا، يقدم المركز الوطنى دعمه للعديد من الأفلام، وفى الوقت نفسه يساهم فى فعاليات المهرجانات المحلية، ولا يوجد ما يمنع من مشاركة هذه الأفلام فى تلك المهرجانات لأن قرار قبول أو رفض الفيلم يخضع لإدارة المهرجان. وأضاف: يعتقد البعض أن العمل على تشكيل لجان المهرجان أمر سهل، ولكن فى الواقع هو أمر صعب جداً يحدث بعد تدقيق ومراسلات وتفاوض يستغرق وقتاً طويلاً، خاصة لجان التحكيم التى واجهنا صعوبة فى اختيار أعضائها بسبب تخوف الكثيرين من السفر حول العالم، وهو ما قابله اعتذارات الكثيرين. وبسؤاله عن أسباب قرار عرض أفلام المهرجان هذا العام لأول مرة بجودة dcp؟.. قال: أى مهرجان كبير فى العالم جميع قاعاته مجهزة بتقنيات متطورة على مستوى الصوت والصورة، لذلك عندما تتحدث عن جودة dcp هو أمر بديهى لا يحتاج إلى التركيز فيه، ورغم التكلفة المادية فى التجهيزات لكن ذلك الأمر كان ضرورياً لتحسين مستوى الصورة والصوت. وأشار إلى أن عمله مخرجاً جعله يفكر فى الجوانب الفنية، والتدخل والتفكير فى أكثر من اتجاه للاطمئنان على جودة العمل. وواصل حديثه قائلاً: قدم المهرجان هذا العام معرضاً للصور الفوتوغرافية بواسطة الفيلم الخام، انطلاقاً من دور المهرجان فى دعم الحركة الفنية فى العالم، حيث إنه نشأت مؤخراً صحوة بين كثير من هواة التصوير الفوتوغرافى فى العالم، لإحياء التصوير بواسطة الفيلم الخام. وعن الصعوبات التى واجهته فى ترميم أكثر من فيلم هذا العام، قال: لقد تعاونت مع مؤسسات عدة للتحقق من جودة المعامل سواء داخل أو خارج مصر، وبحثت عن مالكى حقوق هذه الأفلام، حتى استطعنا ترميم 3 أفلام تسجيلية للمخرج خيرى بشارة، وفيلم «كرسى توت عنخ آمون» احتفاء بمئوية اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، وهذا أمر كان أكبر من طاقة ميزانية أى مهرجان.