يثير الهجوم الذي يشنه أعضاء جماعة الإخوان بين الحين والآخر علي الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" العديد من التساؤلات حول العداء الذي يضمره الإخوان لعبد الناصر, ولماذا يعيشون في الماضي، ولا يتفرغون لبناء الحاضر؟!, خاصة أن الشعب لم ينتخب الإخوان لانتقاد "ناصر" فقط. العريان وصف عبد الناصر مؤخرًا بالقاتل الذي ذبح بيده 70 ألف جندي مصري في سيناء واليمن بسبب شهوة السلطة. لم تكن تلك المرة الأولي التي يهاجم فيها العريان "عبد الناصر"، فقد سبق وطالب اليهود المصريين بالعودة إلى مصر، معتبراً أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر طردهم وهجرهم. بدأ العداء بين جمال عبد الناصر والإخوان في خمسينيات القرن الماضي، حيث كان الإخوان المسلمون حريصين منذ اليوم الأول لقيام ثورة 1952 على تحريض مجلس قيادة الثورة ضد الأحزاب وتكوين قناعة بضرورة حلها. وعندما اقتنع قادة الثورة بعدم قدرة الأحزاب على تحقيق التغيير المنشود، طلبت وزارة الداخلية آنذاك من الأحزاب أن تقدم إخطارات عن تكوينها، فقدم المرشد العام إخطارا "رسمياً" للداخلية، بأن الإخوان جمعية دينية دعوية، وأن أعضاءها وتكويناتها، وأنصارها لا يعملون في المجال السياسي، ولا يسعون لتحقيق أهدافهم عن طريق أسباب الحكم كالانتخابات. وحاول "جمال عبدالناصر" التنسيق مع المرشد العام للإخوان المسلمين وقتها "حسن الهضيبي" على أساس أن يكون هناك تعاون وتنسيق بين "الثورة" و"الإخوان" بعيداً عن الوصاية الدينية أو السياسية، لكنه فوجئ بأن الهضيبي يطالبه بإصدار مراسيم بفرض الحجاب على النساء، وإقفال دور السينما والمسارح وتحريم الأغاني والموسيقى، وتعميم الأناشيد الدينية وإصدار مرسوم يلزم القائمين على حفلات وقاعات الأفراح باستخدام أناشيد مصحوبة بإيقاعات الصاجات (الدفوف) فقط، ومنع النساء من العمل وإزالة كافة التماثيل القديمة والحديثة من القاهرة وكل أنحاء مصر. وهي المطالب التي رفضها جمال عبد الناصر كليًا واعتبرها رجوعا للوراء, وتتنافي مع أحلامه في بناء دولة متقدمة وحديثة. ولا يمكن الحديث عن عبد الناصر دون الإشارة لعلاقته بسيد قطب مرشد الإخوان الأسبق، الذي حكم عليه بالإعدام في عصر عبد الناصر, ويعد السبب الرئيسي في عداء الإخوان مع "ناصر"، خاصة أن قيادات الجماعة الحالية ومكتب الإرشاد ينتمون للتيار القطبي. كان سيد قطب من أشد المؤمنين بثورة يوليو 1952 وكان شديد القرب من جمال عبد الناصر حتى اختاره نائبا له فى هيئة التحرير وهى التنظيم السياسى الأول للثورة، حتى انقلب علي الثورة ووقعت أحداث المنشية عام 1954 التي حاول فيها الإخوان اغتيال عبد الناصر، فتم القبض على قطب، وحكم عليه ب 15 عاما على أثر حادث المنشية. وفي أغسطس 1965 قدم سيد قطب وعدد من أعضاء التنظيم السري لجماعة الإخوان للمحاكمة بتهمة محاولة تغيير نظام الحكم القائم بالقوة باغتيال رئيس الجمهورية والقائمين علي الحكم وتخريب المنشآت العامة وإثارة الفتنة، وتزودوا في سبيل ذلك بالمال اللازم وأحرزوا مفرقعات وأسلحة وذخائر وقاموا بتدريب أعضاء التنظيم علي استعمال تلك الأسلحة والمفرقعات. وأصدرت محكمة أمن الدولة العليا آنذاك حكمها بإعدام سيد قطب زعيم التنظيم، ونائبه محمد يوسف هواش ومسئول الاتصالات الخارجية للتنظيم عبدالفتاح إسماعيل، وبمعاقبة المتهمين الآخرين بعقوبات تتراوح بين الأشغال الشاقة المؤبدة والسجن. وتكثف الصفحات غير الرسمية المؤيدة للإخوان المسلمين علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" والتي يتبعها الآلاف من الشباب من هجومها على "عبد الناصر" وأفكاره مع إظهار مساوئ عصره مستخدمة الصور والفيديوهات, وكذلك نشر الآراء السلبية لبعض المفكرين والشيوخ عن حكم عبد الناصر أمثال الشيخ عبد الحميد كشك والشيخ متولي الشعراوى, ود.مصطفي محمود . وكان الفيديو الأكثر انتشارًا والذي نشرته أغلب الصفحات الإخوانية والسلفية التي ساندت الإخوان في الهجوم علي "جمال عبد الناصر" الفيديو الذي يسخر فيه "عبد الناصر" من اشتراط مرشد جماعة الإخوان المسلمين عليه حتي يتعاون معه في حكم البلاد أن يلزم النساء في مصر بارتداء الحجاب, واعتبرت الصفحات الإخوانية هذا الفيديو الدليل الأقوي علي استهزاء عبد الناصر وأنصاره بالدين الإسلامي. وتركز الصفحات الإخوانية كذلك على ملفات تعذيب أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أمثال د.سيد قطب, ود.زينب الغزالي, وحميدة قطب في عهد جمال عبد الناصر, وأشاروا إلي أن عبد الناصر أعدم قيادات الإخوان من فوق جبل المقطم لذلك قام الإخوان بإقامة مقر الجماعة الرئيسي هناك.