لم يعد السمك أكلة الدمايطة الشعبية،وتحول إلى وجبة صعبة المنال، بعد أن قفزت أسعاره وتضاعفت فى شهور معدودة، ولم يعد لها كما يقول الدمايطة ورغم الركود الذى تشهده أسواق الأسماك بشكل عام، إلا أن الناس مجبرة على الشراء. حيث لا يزال السمك هو البروتين الأرخص للغلابة، عند مقارنته بأسعار الدواجن واللحوم ، وتبين أن التغيرات المناخية والتصدير بالتهريب وارتفاع أسعار الدولار، إضافة إلى موسم الهجرة ومنع الصيد فى مناطق معينة كان من أهم الأسباب ورغم أن دمياط تمتلك الأسطول الأكبر فى صيد الأسماك بعزبة البرج بنسبة 75 %، وكذلك وقوعها على ساحل البحر الأبيض المتوسط واشتراكها فى جزء كبير من بحيرة المنزلة، وكذلك مرور نهر النيل بها، إلا أنها تعانى من ارتفاع رهيب فى الأسعار. و تجولت " عدسة الوفد " فى أسواق دمياط لاستطلاع آراء المواطنين والصيادين وتجار الأسماك حول أسباب تلك الظاهرة وكان سوق الأسماك بدمياط لوقت قريب يشهد استقراراً نسبياً، حتى أشهر قليلة بدأت الأسعار فى الارتفاع بالتزامن مع موجة غلاء الأسعار، وتأثرت سوق الأسماك بارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء لأن الكثير من المواطنين يعتبر أكلة السمك هى الملاذ الوحيد فى ظل ارتفاع أسعار اللحوم للكثير من الأسر، ولاسيما أن الأسماك تحظى بشعبية كبيرة لدى المواطن الدمياطى في البداية يقول حاتم محمود - موظف ، زمان كنا لما يكون الحال ضيق شوية ويقولوا فى البيت هناكل إيه النهاردة ومفيش فلوس فتلاقى الكل يقول سمك وخلاص. و لأن تنوع الأسماك وكثرتها فى البلد كان بيخلى فرصة لكل الناس تاكل سمك وتتبسط، ولكن بصراحة اللى بنسمع عليه النهاردة ده حاجة العقل مش مستوعبها خالص، يعنى اللى عاوز ياكل شبار أخضر صغير الملقب بالبلطى الصغير يلاقى ثمن الكيلو 80 جنيهاً، يضاف إليها 5 جنيهات للشوى، يعنى كيلو شبار أخضر بالشوى ب85جنيهاً ولسه مجبش باقى المطلوب، ولا البورى والجران اللى أسعارهم بقت حاجة صعبة جداً، البورى الصغير يبدأ من 50 جنيهاً وصولاً إلى 80 و90جنيهاً، دا كتير جداً على الناس، أمس كان كيلو السردين ب12جنيه، السردين ده بجد كان أكل أكتر الناس الغلابة، النهاردة ثمنه 40 جنيه، إذا من لديها أربعة أولاد محتاجة تجيب على الأقل كيلو ونص ب60جنيه ولسه الشوى والخضرة وباقى التجهيزات، فمن أين نوفر كل ذلك . واشار حسين اغا - سائق ، شهدت أسعار الأسماك بأسواق دمياط، ارتفاعا كبيراً بنسبة 50%، وأرجع التجار وأصحاب المحلات أسباب الارتفاع إلى قلة إنتاج المزارع السمكية المصدر الوحيد للأسماك حاليا، بعد توقف أسطول الصيد بعزبة البرج وعدم وجود أسماك بحرية أو أسماك بحيرة المنزلة وشهد سوق القنطرة، إرتفاعا فى أسعار الأسماك بسبب قلة المعروض منها، وزيادة إقبال المواطنين عليها بسبب ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء والحمراء كما شهدت أسعار الاسماك بمحلات سوق الشرباصى الشعبى وسط مدينة دمياط، ارتفاعا كبيرا وارجع أصحاب المحلات إلى ارتفاع أسعار الاسماك بسوق الجملة نتيجة قلة المعروض وخاصة التغيرات المناخية وأرجع زين الجوادي صاحب محل أسماك، ارتفاع الأسعار اليوم، نتيجة قلة المعروض وكلها أسماك مزارع سمكية، لتوقف أعمال الصيد بالبحر وبحيرة المنزلة . وقال زين الجوادي، بائع أسماك، إن "أسعار الأسماك ارتفعت بلا سبب حيث وصل كيلو البوري إلي 60 إلي 70 جنيها اليوم في حين أمس بلغ 45 جنيها، وكذلك الشبار بالأمس وصل 30 جنيها واليوم وصل سعره إلى 50 جنيها وده وقف حال لكل البائعين في دمياط والله العظيم الخراب حل علينا وهنتسجن بسبب كثرة الديون علينا".وتابع، أما بالنسبة لأسعار أسماك بحيرة المنزلة والمزارع السمكية فتشهد حاليا استقرارا كبيرا بعكس الأيام المقبلة مع دخول موسم شم النسيم. وأشار بائع آخر يدعى سمير عيسي "في هذه الأيام كان المواطنون يطلبون بأربعة والخمسة كيلو بوري للتمليح قبل شم النسيم بأسبوعين ولغلاء الفاحش للأسماك توقف البيع والشراء تماما بسبب الزيادات المتلاحقة يوميا في غياب تام من المسئولين بالمحافظة"، وناشد الدكتورة منال عوض محافظ دمياط بنزول لجان متابعة للسوق وحلقة شطا لضبط الأسعار.يتابع قائلاً: وصل سعر الدنيس متوسط الحجم إلى 100 جنيه للكيلو وكبير الحجم من 120 إلى 150 جنيهاً للكيلو، والجمبرى الصغير يبدأ من 70 جنيهاً حتى 500 جنيه للكيلو، والبربونى يبدأ من 70 جنيهاً إلى 130 جنيهاً، والبلطى يبدأ من 40 جنيهاً للصغير حتى 60 جنيهاً للكبير، والبورى من 35 جنيهاً حتى 70 جنيهاً، والمرجان يبدأ أسعاره من 35 جنيهاً حتى 70 جنيهاً، والسردين البلدى ب35 جنيهاً. ويعترف يونس بأن الأسعار مرتفعة عن معدلها الطبيعى. كما أشار عبدالسلام القاضى - موظف ، حول ما أشيع عن أن أحد أسباب ارتفاع الأسماك، وتصديرها بالفعل يتم تصدير كميات كبيرة من الأسماك إلى دول عربية وأجنبية، حيث يحصل التجار على الأسماك من الصيادين ويقومون بتصديره للاستفادة من فروق السعر. وأضاف القاضى قبل ما تحاسبوا الصيادين شوفوا الأسعار بقت بكام دلوقتى، لافتاً إلى أن المركب يستهلك فى المرة الواحدة للصيد سولار ب4000 جنيه، بخلاف تكلفة طعام ومبيت العمال، التى قد تصل ل1200 جنيه، إضافة إلى غلاء باقى المستلزمات، ورغم وقف التصدير، إلا أن ارتفاع أسعار الأسماك كما هى وأصبح حديث المواطن المطحون هناكل إية. أما السيد موسى - صياد - فيقول إن ارتفاع أسعار السولار وعدم سهولة الحصول عليه وارتفاع أسعار باقى السلع أدى إلى ارتفاع أجر العمال على المراكب والتضييق الذى تمارسه السواحل فى أحيان كثيرة أدى إلى إحجام الكثير من أصحاب المراكب عن الخروج لعرض البحر للصيد، وهناك أيضاً عدم الشعور بالأمان من قبل أصحاب المراكب والصيادين بسبب القرصنة الخارجية التى تمارس على مراكب الصيد سواء من الدول المجاورة أو غيرها، حيث تم إجبار بعض المراكب على دخول مياه إقليمية لدول أخرى حتى نقع تحت طائلة قانونها ولا نجد أى نجدة من الدولة وتتركنا للتفاوض، كما حدث من قبل، وأضاف نتعرض أحياناً لبلطجة داخلية ونحن فى عرض البحر أمام سواحلنا من قبل عاطلين ونضطر لدفع أموال للحفاظ على سلامة المراكب والصيادين كل هذا يتم تحميله على ثمن الأسماك فيؤدى إلى ارتفاع كبير، لكن إن عادت الأمور إلى طبيعتها، فإن المؤكد أن الأسعار ستعود إلى نصابها. و عن أنور إبراهيم أحد المواطنين فيقول إن ارتفاع أسعار الأسماك فى هذه الأيام سابقة لم نشهدها من قبل، ويقول كنا نشترى كيلو البلطى فى المتوسط ب10جنيهات، لكن الوقتى علشان تجيب كيلو بلطى متوسط الحجم تبقى بتتكلم في 30 أو 50 جنيهاً، وطبعا اللى أسرته 5 أو 6 أفراد محتاج مش أقل من 2 كيلو يعنى تكلفة عالية ده، فضلاً عن أنه لو حب يجيب بورى مثلاً الكيلو سعره بقى أكثر من 50 جنيهاً فى المتوسط، يعنى المواطن الغلبان اللى كان بيعتبر أن أكلة السمك موفرة بالنسبة له أصبحت عبئاً عليه.