يسأل الكثير من الناس عن حكم الشر ع فى تقبيل اليد فأجاب الشيخ محمد فتحى من علماء الازهر الشريف فقال كان تقبيل اليد من الأفعال التي يقوم بها الناس إظهاراً لاحترامهم لشخصٍ عظيم، أو شيخٍ جليل، أو والدٍ أو والده، وقد كان أصحاب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُقبّلون يد النبيّ ويواظبون على ذلك؛ حيث يروي أسامة بن شريك -رضي الله عنه- قال: (قُمنا إلى النبيِّ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- فقبَّلنا يدَه). كما ثبت أنّه (لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الشَّامَ، اسْتَقْبَلَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَبَّلَ يَدَهُ، ثُمَّ خَلَوْا يَبْكِيَانِ، قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ تَمِيمٌ: تَقْبِيلُ الْيَدِ سُنَّةٌ)، أمّا حُكم تقبيل اليد شرعاً فبيانه فيما يأتي: يجوز تقبيل أيدي العُلماء والوالدين والصّالحين من أهل الدِّين والعِلم والفَضْل، بل إنَّ ذلك دليلٌ على صدق محبّة الناس لهم وبرِّهم بهم، وقيمتهم في المجتمع عند أبنائهم وأقوامهم، وفيه تعظيمٌ للعلم وأهله، ويُشترط لجواز تقبيل اليد في هذه الحالة أمران يجب توفُّرهما حتّى لا يخرج الجواز إلى الحُرمة أو الكَراهة، وهما ألّا يكون في تقبيل أيدي العلماء والصّالحين مُغالاةٌ وزيادةٌ في التّبجيل؛ لِما في ذلك من التّغاضي عن أخطائهم وزلّاتهم وهَفَواتهم، ولما فيه من البُعد عن الطّريق القويم، ممّا يؤدّي إلى قلب الغاية التي جاء لأجلها تقبيل أيديهم، ليصبح ناتجه عكسيّاً باستِبداد العلماء على العوامّ إن كانوا غير أهلٍ لذلك. ألّا يُزاد في تقبيل أيدي العلماء والصّالحين والدُّعاة عمّا أجازه الشّرع وسمح به من احترام العُلماء وإِجلالهم، حتّى يصل الناس إلى درجة تقديسهم في أمور أخرى، مثل: الرُّكوع لهم قبل تقبيل أيديهم، أو الانحناء لأجل تقبيل أيديهم، ممّا يؤدّي إلى إذلال خَلق الله وتكبُّر العلماء عليهم. يُكرَه تقبيل أيدي غير هؤلاء الذين أباحت الشّريعة الإسلاميّة تقبيل أيديهم، مثل: الوُلاة، وأصحاب الجاه، والمناصب، والأغنياء، وذوي السُّلطان والجبروت، يقول الإمام النوويّ رحمه الله: (يُستحَبّ تقبيل يد الرّجل الصّالح، والزّاهد، والعالم، ونحوِهم من أهل الآخرة، وأمّا تقبيل يدهِ لغِناه ودُنياه وشوكتِه ووَجاهتِه عند أهل الدُّنيا بالدُّنيا ونحو ذلك فمكروهٌ شديد الكراهَةِ، وقال المتولّي: لا يجوز).