في مثل هذا اليوم من عام 2003 قرر المجرم جورج بوش الابن ومعه المجرم توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق غزو واحتلال العراق بحجة امتلاك العراق أسلحة تدمير شامل وبعد اكتشاف عدم صحة هذه الذريعة تذرعا أيضاً بالديمقراطية وحقوق الإنسان وثبت أيضاً أن هذه الذريعة كاذبة. هذه المبررات الكاذبة.. هذه الذرائع الخادعة جاءت لتنفيذ المخطط الصهيوني – الأمريكي برسم خريطة للشرق الأوسط الكبير، الذي اعترفت به الإدارة الأمريكية أخيراً وبعد الغزو والاحتلال مباشرة يعتمد على تفتيت المفتت وتقسيم المقسم بخلق كيانات طائفية ومذهبية وعرقية وقومية وهذا المخطط أصبح واضحا ولا يحتاج إلى دليل والبرهان الأكيد عليه هو تلك المحاصصة الطائفية التي تحكم العراق الآن بموجب دستور الحاكم العسكري الأمريكي – بريمر– ، الذي يحكم العراق بموجبه حتى الآن، والذي أيضاً ألغى الهوية العربية للعراق بعد أن وضع مادة فيه تقول إن الشعب العربي في العراق جزء من الأمة العربية. عشر سنوات مضت على هذا الاحتلال ولا يزال العراق ينزف والشعب العراقي يقتل ويعاني وبالأمس وقع حوالي عشرين انفجاراً أودت بحياة مئات الأشخاص بين قتيل وجريح ليضافوا إلى مليون ونصف المليون الذين قتلهم الاحتلال وعملاء هذا الاحتلال وشرد هذا الاحتلال حوالي أربعة ملايين عراقي. ورغم ادعاء حكومة المالكي بأن قوات الاحتلال انسحبت فإن هذا الادعاء كاذب لأن آثار الاحتلال لا تزال مستمرة، فالقتل لا يزال مستمرا ودستور بريمر لايزال قائما والطائفية والعرقية والمذهبية التي جاء الاحتلال بها لا تزال تنهش بالجسد العراقي. ورغم ادعاء نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي بأن حكومته تحارب الطائفية فإنه وحزبه حزب الدعوة هو حزب طائفي بامتياز وهو شخصياً طائفي بامتياز وهذا يؤكد أيضاً أن الاحتلال لا يزال قائما ومستمرا في العراق لأن المالكي والحكومة العراقية وقبلها الحكومات التي جاءت وجاء بها الاحتلال لا تزال تمارس نفس النهج ونفس طريقة الحكم الطائفية التي رسمها لها الاحتلال الأمريكي-البريطاني. آثار الاحتلال الأمريكي للعراق لا تزال باقية رغم مرور عشر سنوات على بدئه ورغم انسحاب قواته منذ عدة سنوات لكن المالكي وحكومته هو استمرار لهذا الاحتلال ولأن كل ما خطط له هذا الاحتلال مازال ينفذ حتى الآن، فالعراق لم يعد كما كان بنسيجه الاجتماعي المتماسك وبوطنيته الثابتة وقوميته العربية المعهودة وهذه الأهداف هي أهداف المشروع الصهيوني-الأمريكي من احتلال العراق وغزوه مما يعني أن العراق لايزال تحت الاحتلال. نقلا عن صحيفة الشرق القطرية