أكد الدكتور فاروق الباز مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن بالولايات المتحدةالأمريكية، على أن الشباب المصري هم قاطرة التنمية الحقيقية والشريك الأساسي فى عملية الإصلاح و التنمية المستدامة وبناء المستقبل ومواجهة تحدياته. وأكد «الباز» على ضرورة الاستفادة من طاقتهم للعمل و الاجتهاد و حماسهم وشغفهم الزائد بصورة تفيد مجتمعهم، من خلال تسلحهم بالعلم والعمل وتطوير مهاراتهم الذاتية وقدراتهم العملية وتغذيتها بكافة الوسائل، والمناهج العلمية الحديثة لمواكبة كل ما هو جديد في عمليات التنمية الشاملة؛ في ظل ما يشهده العالم من تطور هائل في كافة المجالات و القطاعات التنموية و التكنولوجية. جاء ذلك خلال مشاركته أون لاين بمحاضرة علمية بعنوان "كيف تتعلم الأجيال ممر التنمية من نجاح وكالة الفضاء ناسا"؛ ضمن فعاليات ختام اليوم الثاني للمؤتمر الدولي الحادي عشر للتنمية و البيئة في الوطن العربي والذي تنظمه إدارة الجامعة على مدار ثلاث أيام . وأوضحت الدكتورة مها غانم، نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ورئيس المؤتمر، أن المحاضرات شهدت حضور الدكتور أحمد المنشاوي نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون الدراسات العليا و البحوث، والدكتور ثابت عبد المنعم أمين عام المؤتمر ،و الدكتور محمد أبو القاسم مقرر المؤتمر، والدكتور أحمد يحيى راشد أستاذ العمارة بكلية الهندسة ومدير مركز الإستدامة و دراسات المستقبل بالجامعة البريطانية بمصر، والدكتور محمد حلمى الحفناوى مستشار رئيس جامعة أسيوط للشئون الهندسية، ووكيل كلية الفنون الجميلة للدراسات العليا و البحوث، فضلاَ عن لفيف من عمداء و وكلاء الكليات ونخبة من أعضاء هيئة التدريس بمختلف كليات الجامعة. وأكد الدكتور فاروق الباز، على فخره و اعتزازه بانتمائه لجامعة أسيوط، وبفترة عمله بها كونه إحدى خريجيها، واستعرض فكرة و أنشاء وكالة الفضاء ناسا و مراحل تطورها، مؤكداَ على سعادته بفترة عمله بها، والتي استمرت 6 سنوات و أثرت كثيراّ في مشواره العلمي، وكانت سبباَ في نجاحاته العلمية وما وصل إليه من مكانة عالمية في علوم الفضاء، ساعد في اكتشاف العديد من الكوكب وتحديد أفضل الأماكن لهبوط رواد الفضاء على سطح القمر حتى أطلقت الإدارة الوطنية للملاحة الجوية و الفضاء "ناسا " اسمه على أحد الكويكبات الجديدة المكتشفة تقديراَ لمجهوداته و تاريخه العلمى ، مشيراَ إلى أن هناك خمس عوامل تساعد في تحقيق ممر التنمية و تشمل اختيار المؤسسة بطريقة صحيحة ، تحديد الوقت ، إدارة المؤسسة ، دعم الشباب ، تقدير التميز، موجهاَ رسالة نصح الى طلاب جامعة أسيوط بضرورة التفوق و الاجتهاد و التسلح بالعلم و أدوات البحث العلمي باعتبارهم هم المستقبل المشرق لوطنهم . وأشاد الدكتور أحمد المنشاوي، بحرص الدكتور فاروق الباز بالمشاركة فى وقائع المؤتمر بمحاضرته العلمية القيمة وما تتضمنه من معلومات و تجارب ناجحة تحفز و تشجع أبناءنا الطلاب على التفوق و التميز ، مؤكداَ على أن الأبحاث و الدراسات العلمية و البحثية تهدف الى خدمة المجتمع و تنمية البيئة من خلال تطبيق نتائجها فى أهم التحديات التي تواجه القضايا البيئية بهدف المساهمة فى عملية التنمية المجتمعية و البيئية و فق أسس علمية صحيحة. وأعربت الدكتورة مها غانم عن سعادتها بمشاركة تلك القامات العلمية المتميزة و المشهود لها بنجاحاتها على المستوى الدولي في وقائع المؤتمر و التي تعد نموذجاَ عليماَ يحتذى به و فخر لوطننا العربى ، مؤكدة على حرص إدارة الجامعة على القيام بدورها الخدمي و التنموي و تعزيز كافة أوجه التعاون الدولي و البحثي لخدمة المجتمع و الوطن العربى. و أشارت الدكتورة مها غانم إلى قيام الدكتور أحمد راشد بإلقاء محاضرته العلمية بعنوان "حقوق حضارة لبناء حضارة " والتي سلط الضوء من خلالها على المكان والمكانة التي تتمتع بها الحضارة المصرية و التراث المصري في الخارج وفي المقابل تجد المعاناة للتراث والحضارة في مواقعها الأصلية، رغم جهود الدولة في الكشف والحفاظ وتنمية التراث على عدة مستويات مؤكداَ أن حضارة مصر وتراثها، مسئولية كلاَ من الدولة ومن كل أفراد المجتمع المصري وأيضا كل منصف من المجتمع الدولي، طرحاَ تساؤل كيف يمكن أن يكون لنا دور وموقف أمام كل من يتربح من حضارتنا في الداخل والخارج دون أن يكون في ذلك ما يرتقي بالحضارة ويحافظ عليها ويضمن استدامتها لأجيال قادمة ، مستعرضاَ المبادرة القومية برعاية أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا والتي قدمت من خلال مركز فاروق الباز للاستدامة ودراسات المستقبل بالجامعة البريطانية في مصر بمشروع بعنوان "حقوق حضارة لبناء حضارة"، تم خلاله اكتشاف وإقرار علم جديد باسم "حقوق حضارة" تجاوز قصور ما يرتبط بحقوق الملكية الفكرية في شأن التراث الإنساني، وفي نفس الوقت استند على بعض قواعد الملكية الفكرية في بناء الإطار الخاص المنهجي والمنطقي لطرحه وشرحه مشيراَ إلى أن حقوق الحضارة. وتحتاج إلى وقت ليس بالقصير حتى تصبح قوانين مفعلة وملزمة في المجتمع الدولي، وأنه تم فعليا في يوليو 2020 إصدار كتاب "حقوق حضارة لبناء حضارة" بنشر دولي ليكون مرجعا لطرح علمي به عديد من الأحداث والمجهودات والدراسات والفرضيات العملية القابلة للنقاش والحوار والجدال من خلال سيناريوهات منطقية تدرس وتبحث من المستحيل والممكن والمتاح ما يتعلق بمستقبل حقوق الحضارة لبناء الحضارة ليس فقط على حقوق حضارة مصر، ولكن كافة حقوق الحضارات الإنسانية ، كما أهدى الدكتور أحمد راشد نسخة من كتابه الذى يحمل عنوان حقوق حضارة لبناء حضارة إلى الدكتورة مها غانم . و أشار الدكتور ثابت عبد المنعم، إلى قيام الدكتور محمد حلمي الحفناوى بتسليط الضوء و التعريف بمشروع شارع الحضارة بجامعة أسيوط حيث أوضح أن الفكرة العامة للمشروع هي تخصيص شارع المدينة الجامعية بجوار مسجد عمر مكرم مقراً له، وذلك تحت إشراف قطاع خدمة المجتمع و تنمية البيئة من خلال إعادة تأهيله ليكون مشروعاَ تنويرياَ جديداَ لإحياء تراث محافظة أسيوط، مشيراَ إلى أن محددات التصميم ومكونات المشروع سيتم تصميمه باستخدام المفردات التراثية سواء عند اختيار مواد التشطيب للأرضيات أو تصميم حيزات وأماكن للمعروضات التى سوف تضم أهم منتجات الحرف اليدوية و المشغولات و المطبوعات التي تعبر عن تراث محافظة أسيوط و تاريخها