قال مصدر قريب من مفاوضات مصر مع صندوق النقد الدولي، إن بعثة الصندوق التي أجرت مباحثات مع الحكومة، أمس الأحد، حاولت إقناع مصر بالعدول عن قرارها برفض تمويل عاجل تبلغ قيمته 750 مليون دولار لحين عودة الاستقرار إلى الشارع السياسي وإجراء الانتخابات البرلمانية . وأضاف المصدر ، اليوم الأثنين، أن مسئولي البعثة حذروا من فشل مصر في الحصول على تأييد ثلثي أعضاء مجلس إدارة الصندوق على البرنامج الاقتصادي المعدل الذي أقرته الحكومة مؤخرا بسبب الظروف السياسية لمصر. كانت مصر قد اعلنت الأسبوع الماضي، رفض قرضا عاجلا من صندوق النقد بقيمة 750 مليون دولار، وأنها مصرّة على استئناف مفاوضات بشأن قرض بقيمة 4.8 مليار دولار، بعدما عدّلت الحكومة برنامجها الاقتصادي ليرضي الشارع المصري من جهة، وصندوق النقد من جهة أخرى. وتابع المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته:" هناك قلق داخل مجلس إدارة الصندوق بشأن الوضع في مصر، لذا تصر بعض الدول الأعضاء على إرجاء القرض الذي طلبته مصر والبالغ 4.8 مليار دولار إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية". وأضاف المصدر، أنه ليس هناك بديلا أمام مصر سوى الحصول على القرض العاجل الذي طرحه الصندوق، باعتباره الخيار الأمثل من بين 5 خيارات يمكن الحصول من خلالها على قروض من صندوق النقد، بينما الخيارات الأربع الأخرى لا تنطبق على مصر وتتطلب إعادة هيكلة شديدة للاقتصاد وتضيف في الغالب أعباء على الفقراء. وأشار إلى أن هناك أطرافا متشددة داخل مجلس إدارة صندوق النقد الدولي ترفض الموافقة على منح مصر قرضا بقيمة 4.8 مليار دولار، تصل نسبة تصويتهم إلى 30%، بينما النسبة المؤيدة في الوقت الحالي لا تتجاوز 38%، وهو ما ينذر بفشل مصر في الحصول على القرض المطلوب. كان مسعود أحمد مدير منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بصندوق النقد الدولي، قال في تصريحات له عقب لقائه ممثلي الحكومة المصرية أمس، إنه تم الاتفاق بين مصر والصندوق على مواصلة المناقشات خلال الأسابيع المقبلة، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن الدعم المالي الممكن من الصندوق. وأشار إلى أن صندوق النقد سيعمل مع الحكومة المصرية خلال الفترة المقبلة من خلال لجنة فنية تابعة للصندوق. وقال الدكتور فخرى الفقي مساعد المدير التنفيذي السابق لصندوق النقد الدولي، إنه يمكن لمصر الاستفادة مؤقتا من القرض العاجل الذي طرحه الصندوق، لمساندة احتياطي النقد الأجنبي للبلاد، لاسيما أنه لا يعد جزءا من قرض ال4.8 مليار دولار. وأضاف الفقي أن الحكومة المصرية تصر على رفض القرض العاجل لأن قبولها به يعني فشلها في الاتفاق مع صندوق النقد على القرض الأساسي. وغادر أعضاء بعثة صندوق النقد الدولي القاهرة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأثنين متجهين إلى لندن.