مرض تسمم ما بعد الولادة من الأمراض النادرة التى تصيب الأمهات الحوامل, ويمكن حدوثه بعد الولادة مباشرة خلال 24 ساعة وفى بعض الأبحاث العلمية حتى ثلاثة أيام, ومن أخطر المضاعفات التى تساهم فى زيادة معدل وفيات الأمهات خصوصًا فى الدول النامية, وهو من الأمراض التى يمكن تجنبها وعدم حدوثها إذا ما تم التعامل مع الحمل من خلال المراكز الطبية الأولية ومكاتب رعاية الأمومة والتوسع فى إنشاء وحدات رعاية مركزة خاصة بالأمهات والتعامل مع مضاعفات الحمل والولادة لمنع مرض تسمم الحمل والذى بدوره يؤدى إلى مرض تسمم ما بعد الولادة. وتسمم الحمل عبارة عن تشنجات تحدث بعد الولادة ناتجة عن اضطراب الجهاز العصبى الناتج عن ارتفاع ضغط الدم الذى قد يؤدى إلى وفاة الأم. أفادت دراسة طبية حديثة أن النساء اللاتى يتعرضن للإصابة بتسمم الحمل قد يواجهن تغيرات فى طبيعة أوعيتهن الدموية بشكل دائم، مما يزيد من خطر إصابتهن بأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد توصل الباحثون إلى أنه بعد الولادة، تختلف وظائف الأوعية الدموية للنساء اللائى عانين من مرحلة ما قبل تسمم الحمل، وقالت آنا ستانهويتز، الاستاذة فى كلية «الصحة والتنمية البشرية» فى نيويورك: «لقد تمكنا من إظهار أنه على الرغم من اختفاء أعراض تسمم الحمل بمجرد ولادة الأم، فإنه يصبح هناك خلل وظيفى فى الأوعية الدموية، وهو ما يشير إلى شىء ما يحدث أثناء الحمل يعمد على تغيير الآلية الوظيفية للأوعية الدموية بشكل دائم. ويوضح الدكتور شريف عبدالحميد، أستاذ النساء والتوليد والعقم بطب عين شمس، أهم مضاعفات تسمم ما بعد الولادة وتشمل التشنجات التى قد تحدث قبل الولادة أو أثناء أو بعد الولادة ويعتبر حدوث التشنجات بعد الولادة علامة خطر تشير إلى استمرار حالة تسمم الحمل لخلل فى الأعضاء الحيوية والأوعية الدموية لدى الأم. وهذه التشنجات قد تؤدى إلى مضاعفات خطيرة مثل نزيف المخ والهبوط فى القلب والفشل الكلوى والكبد وحدوث جلطات بالأعضاء الحيوية وخلل فى الصفائح الدموية وعوامل التجلط مما قد يؤدى لحدوث نزف فى المخ أو فى أى عضو آخر. ومن أهم النقاط فى التعامل مع هذه التشنجات كإجراء إسعافى أولى والتى يجب أن يكون على دراية بها كل العاملات فى مجال الولادة لأنها إنقاذ سريع لحياة المريضة وهى منع إصابة اللسان عن طريق الأسنان والذى قد يؤدى إلى فشل تنفسى ووفاة المريضة ويمكن تجنب هذه المضاعفة بسهولة شديدة بوضع أى شئ أو قطعة معينة من البلاستيك بين الأسنان لتجنب قطع اللسان. ومن الضرورى أثناء متابعة الحمل متابعة ضغط الدم وزيادة وزن الحامل ووجود الزلال بالبول ويكون ذلك فى فترات أكثر تقارباً فى المريضات المعرضات لتسمم الحمل مثل كبار السن وحمل البكر والمدخنات ومرضى داء السكر والذئبة الحمراء وأمراض الكلى والأوعية الدموية حيث تعتبر هذه الفئات الأكثر عرضه للإصابة بهذا المرض. ويتم التعامل مع حالات تسمم ما بعد الولادة من خلال فريق طبى يضم طبيب الرعاية المركزة وطبيب باطنى وطبيب أمراض كلى وأمراض الدم مع أخصائى النساء والتوليد ويتم التعامل مع المريضات فى الرعاية المركزة. والعلاج يكون عبارة عن إعطاء عقاقير تؤدى إلى تهدئة التوصيل العصبى لدى المريضة مع أخذ أدوية عن طريق الوريد للتحكم فى ضغط الدم واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على وظيفة القلب والكلى وتكون المريضة تحت ملاحظة تامة عن طريق الأجهزة التى تراقب حالة القلب والأوعية الدموية والوظائف الحيوية.