أعرب متظاهرون عراقيون عن غضبهم من قيام قوات الأمن، اليوم الجمعة، بمنع المصلين من الوصول إلى جامع الإمام "أبي حنيفة النعمان" في الأعظمية شمال بغداد، لأداء صلاتهم الموحدة في جمعة "نصرة الإمام الأعظم". وقال عدد منهم، إن "إسرائيل لم تمنع إقامة صلاة الجمعة في المسجد الأقصى اليوم، ولم يغلق الاحتلال الأمريكي والبريطاني أي مسجد في العراق طوال أكثر من 8 أعوام من احتلالهم لهذا البلد، ولم يتم منع الصلاة في جامع أبي حنيفة النعمان إلا في ظل حكومة المالكي". وأغلقت قوات الأمن العراقية جامع أبي حنيفة النعمان، الجمعة الماضي، أمام المصلين، فيما قامت، اليوم الجمعة، بمنع المصلين من خارج بغداد من الوصول للجامع؛ لتقتصر الصلاة داخله على المئات من قاطني بغداد. وانتقد إمام الجامع الشيخ عبد الستار، في خطبته اليوم، غلق جامع الإمام أبي حنيفة الجمعة الماضي، لافتا إلى أن هذا الجامع لم يغلق منذ أكثر من ألف سنة أمام المصلين. وتساءل متعجبًا: "لماذا الخوف من المصلين؟، فهم يؤدون فريضة الدين الإسلامي من خلال التجمع لذكر الله تعالى يوم الجمعة!" أحد منظمي صلاة الجمعة الموحدة في جامع الإمام "أبي حنيفة النعمان" أعرب أيضا عن استنكاره الشديد لغلق الجامع الجمعة الماضي أمام المصلين. وفي تصريحات لمراسل الأناضول، مفضلا عن الكشف عن هويته، قال: "لأول مرة في تاريخ العالم الإسلامي يتم غلق مسجد كبير يعتبر مرجعًا للملايين من قبل الحاكم". وعدّ قرار غلق الجامع في وجه المصلين "كارثة ضد الإنسانية"، لافتًا إلى أن إسرائيل "لم تمنع الفلسطينيين من أداة صلاة الجمعة، لكن الحكومة العراقية منعت المواطنيين من أدائها في جامع الإمام الأعظم الجمعة الماضي. وتفرض قوات الجيش الإسرائيلي إجراءات أمنية مشددة على مرتادي المسجد الأقصى خاصة أيام الجمعة، حيث تتوافد على المسجد حشود من مختلف أنحاء الضفة الغربية، وتشمل هذه الإجراءات: منع وصول من تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عامًا إلى المسجد، متذرعة ب"حجج أمنية". وكان "المجمع الفقهي لكبار علماء العراق للدعوة والإفتاء" قد دعا إلى إقامة صلاة جمعة موحدة في جامع "الإمام أبي حنيفة النعمان"؛ ردًا على الإجراءات الحكومية بإغلاقه في وجه المصلين الجمعة الماضي. إلا أن قوات من عمليات بغداد تمركزت حول مدينة الأعظمية وقطعت، اليوم الجمعة، الطرق المؤدية إليها أمام السيارات، رغم تعهدات منظمي هذا الصلاة الموحدة بأن تكون سلمية. الغضب من غلق جامع أبي حنيفة النعمان في بغداد انتقل إلى المتظاهرين والمعتصمين في مدينة الرمادي، غرب العراق، الذين قدرت أعدادهم بعدة آلاف. وفي ساحة الاعتصام، شدد الشيخ قصي الزين، إمام جمعة الرمادي، في خطبته على أن قوات الاحتلال البريطاني والأمريكي لم تغلق أي مسجد في العراق منذ دخولها إليه في مارس/آذار 2003 وخروجها منه في ديسمبر 2011. ولفت إلى أن إقامة الصلاة في جامع أبي حنيفة النعمان لم يمنع إلا في ظل الحكومة الحالية. واتهم حكومة المالكي بالتعامل الطائفي مع الشعب العراقي. وقال: "حكومة المالكي لم تتكلم حتى الآن عن المجازر التي ارتكبتها في قتل المتظاهرين في الفلوجة والموصل وتتهم المتظاهرين بالإرهاب وأنهم مدعومون من دول خارجية، في حين تباكى أعضاء حزب المالكي على قتلى مظاهرات البحرين المستمرة بشكل متقطع منذ فبراير 2011". وأكد الزين أنهم "ماضون في اعتصاماتهم ومظاهراتهم السلمية رغم أنف الحكومة من أجل إحقاق الحق وعودة الحقوق المسلوبة إلى أهلها". وكان المجمع الفقهي، الذي تأسس في يوليو 2012، قد حذّر الجيش العراقي من منع المصلين مجددًا من بلوغ منطقة الأعظمية. ومنذ 23 ديسمبر الماضي، تشهد العديد من المدن العراقية مظاهرات واعتصامات؛ احتجاجًا على سياسة الحكومة، ومطالبة بإطلاق سراح المعتقلات من السجون والتخلي عن سياسة التهميش والإقصاء التي تتبعها الحكومة ضد فئة معينة من الشعب، على حد قول المحتجين. وفي المقابل، يحذّر رئيس الحكومة العراقية من خطورة تسييس المظاهرات "لخدمة أجندات خارجية وحسابات سياسية فئوية ضيقة"، على حد قوله.