دعا "المجمع الفقهي لكبار علماء العراق للدعوة والإفتاء" إلى إقامة صلاة جمعة موحدة بعد غد في العاصمة العراقية بغداد، في مسجد الإمام أبو حنيفة النعمان، في إطار فعاليات جمعة "نصرة أبو حنيفة" وذلك ردًا على الإجراءات الحكومية بإغلاق المسجد نفسه بوجه المصلين الجمعة الماضية. وفي بيان تلاه عدد من أعضاء المجمع الفقهي في جامع أبي حنيفة النعمان في بغداد مساء اليوم الأربعاء قال المجمع: "ندعو جميع المصلين من مختلف مناطق بغداد إلى الذهاب يوم الجمعة المقبل لأداء الصلاة الموحدة في جامع الإمام الأعظم (أبو حنيفة النعمان)". وأضاف البيان: "ندعو المصلين إلى اصطحاب سجادة وإن أوقفتهم القوات الأمنية فيصلون في المكان الذي تمنعهم فيه أو أقرب نقطة إليه ليعرف الناس من يمنع المصلين من أداء الصلاة". وحذر المجمع الفقهي، الجيش العراقي من منع المصلين من الدخول إلى منطقة الأعظمية شمالي بغداد والتي يقع بها مسجد أبي حنيفة، مشيرًا إلى أن ذلك "عين التصعيد الطائفي وأن على الحكومة العراقية السماح للمصلين بالتجمع والصلاة والتظاهر للتعبير عن الظلم" الذي لحق بهم. وبحسب بيان المجمع فإنه "في حال تكرار إجراءات القوات الأمنية بمنع المصلين من الدخول إلى الأعظمية فإننا سنقدم شكوى إلى الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي لنظهر سياسة الاضطهاد التي تتبعها الحكومة". وهدد البيان بأنه في حال استمرار الجيش بأساليبه فإنه "سيتم إغلاق مسجد الإمام الأعظم وعندها تتحمل الحكومة والجيش التبعات عن ذلك". وكان عبد الستار عبد الجبار إمام وخطيب جامع أبي حنيفة النعمان، أعلن الجمعة الماضية إلغاء صلاة الجمعة بسبب "الحصار الأمني والعسكري ومنع المصلين من دخول منطقة الأعظمية"، على حد قوله. وفي المقابل نفت قيادة عمليات بغداد (جهة تابعة للجيش وتقوم بالتنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والمخابرات في العاصمة) في اليوم نفسه منع قوات الجيش دخول مصلين إلى الجامع. وتأسس المجمع الفقهي لكبار علماء العراق في يوليو/ تموز 2012 وأعلن في بيانه التأسيسي حينها أنه جاء "لمداواة جراح الأمة وجمع شملها" كما ذكر البيان التأسيسي للمجمع أنه يشكل "مرجعية شرعية" ويضم في صفوفه "ذوي العلم والفضل في جوانب الفتوى والتعليم والوعظ من جميع محافظات العراق". وفي سياق متصل أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن حرصه تلبية المطالب المشروعة التي حملها وفد من عشائر الأنبار وأنه يعمل على تنفيذ ما يتعلق منها بصلاحياته كرئيس وزراء وسيدعمها في مجلس النواب وبقية مؤسسات الدولة. جاء ذلك خلال استقبال المالكي لوفد عشائري يمثل شيوخ وزعماء عشائر محافظات الأنبار والوسط والجنوب وتناول معهم مطالب المتظاهرين المشروعة. وذكر بيان لمكتب المالكي وحصلت مراسلة الأناضول على نسخة منه اليوم أن الشيوخ وزعماء العشائر أعربوا خلال اللقاء اليوم عن حرصهم على تفويت الفرصة على أعداء العراق ومثيري الفتن الطائفية. فيما قال المالكي – بحسب البيان - إن "عزة العراقيين من عزة بلدهم ومن واجب الجميع الدفاع عن وحدة العراق وسيادته واستقراره وأمنه". يذكر أن العديد من المدن العراقية تشهد مظاهرات واعتصامات منذ نحو ثلاثة أشهر احتجاجًا على سياسة الحكومة العراقية ومطالبة بإطلاق سراح المعتقلات من السجون والتخلي عن سياسة التهميش والإقصاء التي تتبعها الحكومة ضد فئة معينة من الشعب. وفي المقابل، يحذّر رئيس الحكومة العراقية من خطورة تسييس المظاهرات "خدمة لأجندات خارجية وحسابات سياسية فئوية ضيقة"، على حد قوله في تصريحات سابقة.