«عندما أرى ضحكة على وجه طفل يتيم أو آخر من ذوى الاحتياجات، اشعر انى امتلكت الدنيا، واحلق فى السماء من السعادة»، بهذه الكلمات بدأ الشاب محمد محمود عبدالعال أو المعروف بلقب « الجوكر» كلامه معى، وكان قد انتهى لتوه من أحد عروض ألعاب السحر التى كان يقدمها بإحدى الجمعيات الخيرية. استوقفنى مظهرة الأنيق المحترم، وأسلوب كلامه المهذب، والذى يشير إلى تعليمه العالى، وإلى بيئة محترمة تربى بها، وأنه ليس مجرد أى شخص يقدم ألعاباً سحرية لأى مكان للحصول على المال، فقد اكتشفت أنه يقدم غالبًا هذه العروض بصورة مجانية إلى الجمعيات الخيرية وإلى بيوت الأيتام، أو مراكز تأهيل ذوى القدرات الخاصة، لإدخال السعادة على قلوبهم. محمد أو «الجوكر»، فنان خدع سحرية، عمره 27 سنة، خريج كلية سياحة وفنادق جامعة حلوان، والداه يحتلان مراكز اجتماعية محترمة، وقد اخترق عالم الخدع السحرية منذ الصغر، كان عمره 15 سنة عندما بدأ هواية ترفيه زملائه على المسرح المدرسى، وكان والداه يعارضان بشدة تلك الهواية الغريبة التى لجأ إليها ابنهما، لكنه كان يشترى سراً من مصروفه بعض الكتب التى تتحدث عن الألعاب السحرية والخدع البصرية، ويقرأها فى شغف، ويجرب هذه الألعاب، وكان يشعر بالسعادة أمام انبهار زملائه وهو يمارس أمامهم هذه الخدع، مما أجبر والديه على دعم هوايته الغريبة، بجانب وقوف الأصدقاء بجانبه، وهو ما ساهم فى نجاحه واحتواء موهبته الفنية. ثم انتقل «الجوكر» من ممارسة الفن كهواية إلى الاحتراف صدفة، عندما تلقى عرضًا بأجر فى عدة أماكن مثل الفنادق والقرى السياحية والمشاركة فى حفلات بعض المؤسسات، ويقول: كان حلمى أن تكتشفنى شركة إنتاج فنى لتقديم عروض فى التلفزيون مثل بعض فنانى الخدع السحرية فى دول الغرب، وبالفعل تلقيت عرضًا كبيراً من احدى الشركات بدولة خليجية، ولكن للأسف ظاهره تفشى فيرس كورونا عطلت إتمام التعاقد، وأمنيتى فى عام 2022 أن أتلقى دعماً معنوياً ومادياً لإظهار موهبتى الفنية، وتقديم فن يليق بمصر بل بالوطن العربى. ويقول إن سعادته الكبرى عندما يرى فرحة الأطفال بفنه من الخدع السحرية، ويطلب منه احدهم أن يدربه على بعض الألعاب، خاصة أنه يسعى لنقل رساله عبر هذا الفن، بأنه كل شىء ممكن مع استخدام العقل، ولا شىء اسمه مستحيل، وعلى الإنسان أن يسعى دائماً لتوسيع مداركه العقلية، وإسعاد من حوله، مشيراً إلى أن حوله من يدعمونه بقوة، وأهمهم حنين، لؤى، فهد. ويؤكد «الجوكر» انه يعمد إلى نشر رسالة هامة عبر فنه، بأنه لا شىء مستحيل أمام العقل، وعلى الآباء والأمهات ألا يخافوا، اذا وجدوا أن طفلهم لديه ميول لممارسة هذه الهواية، بل عليهم تشجيعه، فهى ألعاب ممتعة وتجلب السعادة لمن يمارسها ويشاهدها، وهى ليس لها علاقة بالسحر، ولا تسخير الجن أو غيرها من الخزعبلات، وإنما هى فنون راقية وخدع بصرية، يستخدم فيها الذكاء والعقل بقوة وتحكم. كلام الصور