الصعيد يكتسى باللون الأخضر

استصلاح أراضٍ.. وتبطين ترع.. والاهتمام بالفلاح أهم أولويات الدولة

صادرات مصر الزراعية تتجاوز ال5 ملايين طن لأول مرة
مشروعات زراعية وبيئية لخدمة أبناء الجنوب
مجدى ملك: الحكومة تسعى لسد الفجوة الغذائية
طفرة كبيرة يشهدها القطاع الزراعى بمحافظات الصعيد، بعدما أولت الدولة اهتماماً كبيراً لهذا القطاع منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم البلاد فى شهر يونيه 2014، حيث استطاع خلال سنوات معدودة أن يضع مصر على طريق النهضة الزراعية، وجاء مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان، ومشروعات الصوب الزراعية الكبرى على رأس قائمة الأولويات، واستهدفت هذه المشروعات تعزيز الأمن الغذائى وتحسين التغذية بشكل صحى وآمن مع تعزيز الزراعة المستدامة وزيادة القدرات التنافسية للصادرات الزراعية.
وانعكس هذا الاهتمام على الصادرات الزراعية المصرية التى شهدت خلال السنوات الست الماضية طفرة غير مسبوقة وتجاوزت 5 ملايين طن، ونجحت فى الحفاظ على سمعة مصر التصديرية، من خلال فتح العديد من الأسواق الزراعية فى العديد من الدول على مستوى العالم، مثل دول أمريكا اللاتينية والصين وكندا وتايوان وكينيا وتنزانيا وجنوب إفريقيا وموريشيوس وبعض دول الاتحاد الأوروبى.
وكانت مشروعات استصلاح وزراعة ال1,5 مليون فدان، وال100 ألف صوبة زراعية تمثل تحدياً كبيراً أمام الدولة، إلا أنها اتخذت خطوات ملموسة لإنجاز هذه المشروعات على مدار السنوات الماضية، بالتزامن مع مشروعات أخرى حيث بلغ إجمالى مساحة الأراضى المستصلحة خلال تلك الفترة، نحو 2 مليون و86 ألف فدان، ما أدى لزيادة مساحة أراضى الاستصلاح إلى 3 ملايين و300 ألف فدان تمثل 35% من مساحة الأرض الزراعية فى مصر، التى بلغت 9 ملايين فدان.
ويشمل المشروع القومى لاستصلاح 1,5 مليون فدان 13 منطقة فى 8 محافظات معظمها فى صعيد مصر، وتم اختيارها طبقاً لحالة المناخ وتحليل التربة ودرجة ملوحة المياه، وهى: قنا، وأسوان، والمنيا، والوادى الجديد، ومطروح، وجنوب سيناء، والإسماعيلية، والجيزة، وتم اختيارها بعد دراسات متعمقة، بحيث تكون قريبة من المناطق الحضرية وخطوط الاتصال بين المحافظات وشبكة الطرق.
ويتضمن هذا المشروع استصلاح 20 ألف فدان غرب المنيا، وهو أحد المشروعات الزراعية العملاقة، التى بدأت الدولة تجنى ثمارها بالفعل، حيث يعد مشروع غرب المنيا بمثابة مزرعة بحثية استرشادية تشتمل على مزارع للإنتاج الحيوانى والزراعات المحمية بالصوب، ويقع ضمن منطقة مساحتها أكثر من 420 ألف فدان.
وضمت مشروعات تنمية الصعيد فى محافظة الفيوم، على سبيل المثال، رفع كفاءة مشروع تطوير الدواجن التكاملى بقرية «العزب»، وأيضاً رفع كفاءة ومشروع الحفاظ على الحرف التراثية.
ومن ضمن المشروعات التى تم تنفيذها بالقطاع الزراعى المشروع القومى لتبطين وتغطية الترع والمصارف والمجارى المائية فى المحافظات، وتوفير المياه وتطوير منظومة الزراعة فى شمال وجنوب سيناء، وإنشاء 13 تجمعاً زراعياً بهما، وتطوير نظم استخدام الميكنة الزراعية بمحافظتى المنيا والفيوم، وتطوير مركز الخدمات المتكاملة للإنتاج الزراعى بمحافظات الصعيد، ومزرعة اللاهون للزراعات المحمية بالفيوم، ومزرعة العاشر من رمضان للزراعات المحمية، ومشروع زراعة 1640 فداناً شرق الإسماعيلية، ومشروع الصوب الزراعية بالعاشر من رمضان، ومشروع الصوب الزراعية بأبوسلطان بالإسماعيلية، ومشروع الصوب الزراعية بقرية الأمل بالقنطرة شرق، وإنشاء شبكة صرف زراعى بشرق البحيرات بالإسماعيلية، وإنشاء شبكة صرف زراعى بالمراشدة بقنا، وتطوير مصرف غرب جرجا بسوهاج، واستصلاح 15 ألف فدان فى بئر العبد شمال سيناء، واستصلاح 45 ألف فدان بأساليب الرى الحديثة بمناطق الفرافرة، عين دالة، سهل قروين، سهل بركة، المغارة، توشكى، شرق العوينات، وثواب المنيا، وتطوير الرى الحقلى بكفر الشيخ، وأكبر مزرعة للتمور فى العالم بالوادى الجديد، وحفر 50 بئراً بالفرافرة بالوادى الجديد.
مشروعات بيئية
كما أولت الدولة اهتماماً لفكرة إنشاء مشروع تدوير المخلفات الزراعية لمضاعفة الاهتمام بالأبعاد البيئية، بالإضافة إلى الاهتمام بمصادر طاقة جديدة،
حيث أصبح تحويل النفايات إلى مصدر للطاقة أمراً ضرورياً، ومن خلال هذا المشروع يتم تحويل المخلفات الزراعية الناتجة عن عملية عصر قصب السكر بمصانع العسل الأسود بالصعيد إلى صورة وسيطة لإنتاج الطاقة الحرارية، حيث يعمل هذا المشروع على تحقيق أعلى طاقة متجددة من النفايات وخفض المخلفات المطلوب التخلص منها بالدفن مع توفير بيئة نظيفة وصحية وأيضاً رفع الجدوى الاقتصادية للمخلفات الزراعية.
ومن المشروعات المهمة مشروع بناء مرونة نظم الأمن الغذائى «التغيرات المناخية فى صعيد مصر»، وهو مشروع يعمل على بناء قدرات صغار المزارعين لمجابهة التغيرات والتقلبات الجوية وتأثيرها السيئ على الإنتاج الزراعى فى محافظات: أسيوط، سوهاج، قنا، والأقصر، وأسوان حيث يعمل المشروع من خلال عدد من المحاور هى: الحشد المجتمعى لمواجهة التغيرات المناخية، تنمية وزيادة إنتاجية النشاط الزراعى، تنمية وزيادة الإنتاج الحيوانى، زيادة كفاءة الرى الحقلى، بناء قدرات جمعيات المجتمع المدنى والشركاء الحكوميين، ومنظومة الإنذار المناخى المبكر.
وقام المشروع بتسوية أكثر من 3 آلاف فدان بالليزر بالمجان، وتطوير 60 كيلومتراً طولياً من المساقى الفرعية و20 وحدة بيطرية، و10 وحدات رى لتعمل بالطاقة الشمسية، وتقديم قروض عينية بمشاركة جمعيات المجتمع المدنى بهذه القرى لتربية البط، الماعز، ومناحل العسل، كما تم إدخال طرق زراعة وأصناف نباتية جديدة لدعم صغار المزارعين، وكذلك إنشاء منظومة الإنذار المناخى المبكر، التى تعمل على الهاتف المحمول وأجهزة الحاسب الآلى، وهى تعطى رؤية واضحة عن حالة الجو والمعاملات الزراعية الموصى بها لكل محصول.
وقال النائب مجدى ملك، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى وضع قطاع الزراعة خلال السنوات السبع الماضية، ضمن أولويات الدولة، وأطلق العديد من المبادرات التى تهتم بتطوير الزراعة، منها مشروع المليون ونصف فدان، و2 مليون فدان بالدلتا، والتوسعات الأفقية بتوشكى والفرافره وجنوب الوادى بالإضافة للمشروع القومى لتبطين الترع، وأكد أن الدولة قامت بمشروعات كبيرة فى كل أنحاء الجمهورية، بالإضافة للمشروع القومى لتبطين الترع.
وأكد أن الدولة فى الوقت الراهن تولى اهتماماً لقطاع الزراعة بمحافظات الصعيد، خاصة أن هناك فجوة غذائية بمصر، حيث تستورد مصر 50% من احتياجاتها الغذائية من الخارج، نتيجة الزيادة السكانية التى تمثل عبئاً على الدولة، مضيفاً أن زيادة الإنتاج الزراعى من خلال التوسع فى الرقعة الزراعية واستصلاح الأراضى والقيام بأبحاث لزيادة الإنتاج الزراعى من أهم الحلول التى تنتهجها الدولة للقضاء على هذه الفجوة.