الذي يحدث الآن في مصر، أقل ما يوصف بأنه عار شديد سيظل يلاحق الرئيس محمد مرسي وجماعته الحاكمة التي فعلت ما لم يستطع حتي فراعنة مصر الجبابرة فعله، أين الرئيس من كل ما يحدث؟!.. أين الرئيس من هذه الفوضي العارمة التي ضربت كل بقاع الأرض المصرية؟!.. أين هذا الرئيس الذي انتشرت في عهده كل المهازل التي لم تحدث أبداً في التاريخ المصري علي مدي طوله الممتد منذ آلاف السنين. الذين يقرأون التاريخ المصري منذ عهد الفراعنة وحتي الآن، لا يجدون مثل هذه المهازل علي الإطلاق اللهم إلا في فترات ضعف الدولة العثمانية وحروبها مع فلول الصعاليك، ولم تدم تلك الفترة طويلاً وانقشعت إلي غير رجعة، لكن يبدو ان التاريخ كتب علي مصر أن تواجه مثل هذه الظروف غير الطبيعية علي يد جماعة الإخوان المسلمين وأذنابها الذين ارتكبوا من الحماقات السياسية الكثير ومن الحماقات غير الأخلاقية الأكثر والأكثر. أين الدولة من حالة الانهيار الشديدة التي تسود حالياً؟!.. ماذا قدم الرئيس، والقاهرة يتم حرقها نهاراً جهاراً والفاعل معلوم؟!.. أين الدولة ونحن نعيش الآن عصر الصعاليك؟. وقد يسأل سائل ومن هم الصعاليك؟!.. هم جماعة من الشعراء المتحذلقين الذين اتخذوا من البادية والصحراء مأوي لهم، يقومون بقطع الطرق، ويستولون علي أموال المارة ويروعون الآمنين والمطمئنين؟.. انهم جماعة تقوم بالسلب والنهب وتحويل الأخضر إلي يابس، والخراب هو منهجها وطريقها.. انهم فئة عاشت في عصر الجاهلية، ولذلك هم كانوا أشد من الجاهليين أنفسهم.. والذي يحدث في مصر الآن هو عصر الصعاليك علي كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. فالدولة لا توجد والرئيس «غائب» عما يجري حوله ولا ندري ماذا ينتظر؟!.. يا سيادة الرئيس انت الآن رئيس لدولة خراب والغضب العارم يزداد ساعة وراء الأخري والجميع قام بالطرق المشروعة للاحتجاج من اعتصامات ومظاهرات وعصيان، والحياة شبه معطلة ومواقع الانتاج توقفت.. وثورة المصريين تشتعل بشكل لم يحدث من ذي قبل. يا سيادة الرئيس لقد اتخذت جانب جماعتك وتركت حال المصريين يزداد سوءاً علي سوء، الأكرم لك ولمصر أن ترحل، وعيب عليك أن تحّمل الإعلام مسئولية الأحداث الجارية في البلاد فهذه «شماعة» تعلق عليها خيبة الأمل التي حاقت بحكم «الجماعة» الذي أوصل البلاد إلي هذا الخراب. يا سيادة رئيس مصر أين أنت مما حدث يوم «السبت» من الأحداث التي أصابت مصر من حرق وترويع وفوضي أمنية لم تحدث في تاريخ مصر.. يا سيادة الرئيس ماذا تريد بعد هذا الخراب؟!.. هل تريد المزيد وهل هناك مزيد بعد هذا كله؟!. كل هذه الأحداث التي تقع والرئيس لم يكلف خاطره بمخاطبة الأمة المكلومة التي أصابها الحزن علي هذا الحال المايل.. لقد ترك الرئيس الدنيا تموج بكل هذه الأحداث وكأنه يعيش في عالم آخر غير عالمنا. لقد أصيب المصريون بخيبة أمل في رئيسهم الذي جاء بشرعية الصندوق والتي سقطت عنه ولم يمر علي حكمه تسعة شهور.. لقد تصور الرئيس ان انتخابه يمنحه صكاً بأن يتجبر ويستبد وهذا اعتقاد خاطئ، فلا القانون ولا الديمقراطية تمنحه هذا الحق حتي يقول انه لن يترك الحكم ولو علي رقبته ليس هذا كلامي إنما هو حديثه الذي أدلي به في آخر ظهور له «وش الفجر» والناس نيام!. لن يرحم التاريخ كل الذين شاركوا في خراب مصر التي تحتاج إلي عقود طويلة من الزمن حتي تعود إلي مكانتها وريادتها، فالذي يحدث الآن فاق بمراحل كل ما فعله النظام السابق علي مدار ثلاثين عاماً، ورغم الفساد الكبير الذي استشري في الزمن السابق، فإن ما يحدث الآن تعدي الحدود والوصف ولم يعد أحد يتحمل أكثر من ذلك.. القضاء علي هذا الخراب لن يتأتي إلا إذا تركت «الجماعة» الحكم فوراً والذين يطالبون بمنح الإخوان فرصة، إنما هم واهمون بل ومغيبون عن الوعي.. ولن تقوم للدولة المصرية قائمة أبداً في ظل هذا الحكم الذي يؤسس للفوضي والخراب.. فاللهم احفظ مصر وشعبها من أتون هذا الخراب وتلك الفوضي.