طارق تهامى: لقاء شباب الوفد بوزير الثقافة الأسبق مفتاح لباب العقل ومواجهة التطرف النحاس سيظل علامة فارقة فى تاريخ مصر.. وجماعة الإخوان فشلت فى العالمين العربى والإفريقى الحفاظ على حقوق مصر المائية دور وواجب الدولة ولن تنقص قطرة مياه واحدة اختتمت فعاليات اليوم الثالث من معسكر شباب الوفد 2021 بندوة حاضر فيها حلمى النمنم وزير الثقافة الأسبق الذى تحدث عن آليات مواجهة التطرف باستخدام الثقافة، وكيف ساهم حزب الوفد فى التصدى للجماعات الإرهابية والمحظورة وحارب وصولها إلى الحكم. وتتكون اللجنة المشرفة على معسكر شباب الوفد 2021 من محمد فؤاد سكرتير مساعد الوفد ورئيس اللجنة النوعية للشباب، وجمال شحاتة أمين الصندوق المساعد ل«الوفد»، ومقرر اللجنة النوعية للشباب، والدكتور هانى صبرى نائب رئيس اللجنة النوعية للشباب، والنائب طارق تهامى عضو مجلس الشيوخ، وعضو الهيئة العليا، والرئيس السابق للجنة النوعية للشباب. وقال النائب طارق تهامى عضو مجلس الشيوخ وعضو اللجنة المشرفة على معسكر شباب الوفد 2021، إن لقاء شباب الوفد بالوزير الأسبق للثقافة حلمى النمنم هو مفتاح لباب العقل وبحث عن تمكن الثقافة من مواجهة التطرف. وأشار «تهامى» إلى أن «النمنم» أستاذ ومفكر يعمل بالصحافة أو صحفيًا أصبح مفكرًا، فهو أحد المتحدثين بالمنطق ولا يضع هدفًا أمامه سوى مصلحة الوطن. وأكد عضو مجلس الشيوخ أن «النمنم» وزير الثقافة السابق هو أحد روافد مواجهة التطرف والإرهاب فى المنطقة العربية، وهو لم يُفكر بتلبية الدعوة للقاء شباب الوفد. وأعرب حلمى النمنم، وزير الثقافة الأسبق، عن سعادته بالتواجد مع شباب الوفد قائلا: «أتوجه بالشكر للمستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس الوفد على إعداد وتنظيم هذا المعسكر وحينما نكون فى حزب الوفد فيجب أن نعلم بأننا فى حضرة الوطنية المصرية التى تأسست فى ثورة 1919 بقيادة سعد باشا زغلول وبداية الحركة الوطنية المصرية». وأشار «النمنم» إلى أن الشعب المصرى قام بثورة 1919 رغم أن كان الغرب فى ذلك الوقت كان يصف الشعب المصرى بالحفاة العراة، ورغم ذلك الوصف خرج الشعب المصرى خلف سعد زغلول ليسقط الإمبراطورية البريطانية والتى كانت لا تغيب عنها الشمس ورغم ذلك هزمهم الشعب المصرى. وأضاف «النمنم» أن ثورة 1919 رسخت للوحدة الوطنية التى كان يريد أن يستغلها المستعمر من أجل إيقاف سعد باشا زغلول، ورفعت الثورة شعار الهلال يحتضن الصليب وشاهدنا رجال الدين المسيحى يخطبون بالناس فى مساجد مصر ومنها مسجد السيدة زينب والحسين وغيرهما وكذلك ذهب العديد من المشايخ إلى الكنائس المصرية لحث الناس على تحقيق الاستقلال التام.. وتتكون اللجنة المشرفة على معسكر شباب الوفد 2021 من محمد فؤاد سكرتير مساعد الوفد ورئيس اللجنة النوعية للشباب، وجمال شحاتة أمين الصندوق المساعد ل«الوفد»، ومقرر اللجنة النوعية للشباب، والدكتور هانى صبرى نائب رئيس اللجنة النوعية للشباب، والنائب طارق تهامى عضو مجلس الشيوخ، وعضو الهيئة العليا، والرئيس السابق للجنة النوعية للشباب. وقال حلمى النمنم وزير الثقافة الأسبق إنه بفضل انتصارات أكتوبر الجميع يجلس الآن فى معسكر شباب الوفد 2021، فقبل 6 أكتوبر 1973 لم يكن مسموحًا للمواطن المصرى الوصول إلى منطقة سيناء، مؤكدًا أن انتصارات أكتوبر هى جزء لا يتجزأ من المشروع الوطنى لبناء مصر الحديثة الآن. وأكد «النمنم» أن مصر فى 1919 وتحت قيادة الزعيم سعد زغلول وفى ظروف التفاوض بين مصر وبريطانيا لم يسمح للشعب بالتخلى عن سعد باشا زغلول زعيم الأمة متحدثًا باسمهم، وكان التمسك بالقيادة، وتكرر الموقف فى هزيمة يونيو 1967 ورغم ذلك تمسك الشعب بالقائد بعمقه السياسى وذكائه الحضارى ومن هنا كانت مسئولية إعادة بناء القوات المسلحة وفى مارس 1968 كانت كلمات الرئيس جمال عبدالناصر بأنه الآن اكتمل بناء الجيش المصرى، فكان نموذج إعادة بناء الجيش فى 10 أشهر نموذجاً يجب أن يُدرس. وأشار وزير الثقافة الأسبق إلى أن حرب أكتوبر دخلها الشعب المصرى وجيشه بروح الوطنية المصرية كل فى موقعه، وتسجل الأرقام أن فترة 1972 و1973 أنها كانت أقل معدلات للجريمة وأعلى معدلات الإنتاج، لأن إرادة الشعب وهدفه وبها تحقق تحرير سيناء فى 25 أبريل 1982. وأوضح أن ما كان يحدث فى سيناء فى السنوات الماضية من محاولة لتأسيس ولاية فى سيناء بنظام حكم وعلم وسياسة أخرى على أرض مصرية، وكانت عملية حق الشهيد عام 2017 وفرض السيطرة على الأراضى المصرية. وتابع، أن الاستقلال بدون تنمية حقيقية يبقى ناقصًا، فالتنمية حُرية وهذا ما نقوم به فى سيناء، هناك 6 أنفاق و600 مليار جنيه لتنمية سيناء، على الرغم من رصد 700 مليار لتنمية باقى المحافظات، ليس فقط من أجل تطهير الأراضى السيناوية، ولكن من أجل إرساء قواعد تنمية حقيقية. وقال وزير الثقافة الأسبق، إن مصطفى باشا النحاس الذى تولى زعامة الوفد بعد سعد باشا زغلول، وكان فى ذلك الوقت الحُزن يخيم على المصريين والأمة العربية، وفى هذا الوقت فكرت إثيوبيا في استغلال الأمر لبناء سد لكن المشروع لم يكتمل. وأشار إلى أن مصطفى باشا النحاس سيظل علامة فارقة فى تاريخ مصر، فكان الملك فاروق فى ذلك الوقت قد تولى حكم مصر وهو صغير السن وخضع للوصاية إلى أن يكتمل السن، وكان قريبًا من الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الأزهر، وكانت نصيحة المراغى للملك أن يكون الاحتفال بتنصيبه فى مسجد محمد على، وهو ما أزعج النحاس باشا ومكرم عبيد وصمموا على احترام الدستور وأن يكون خطاب العرش فى مجلس النواب وأمام نواب الأمة وتدخلت لندن فى المسألة لكن فى نهاية الأمر تم لمصطفى باشا النحاس ما أراد. ولفت وزير الثقافة الأسبق إلى أن الوثائق أثبتت بأن حلم الملك فاروق أن يتولى خلافة المسلمين لكى يتولى زعامة العالم الإسلامى، لكن تصدى النحاس باشا بضراوة وقوة، ولكن أهم ما قام به النحاس باشا هو تصديه لحسن أفندى البنا مرشد جماعة الإخوان الإرهابية الذى أراد أن يدخل البرلمان تحت شعار الجماعة لكن النحاس باشا رفض تمامًا، لأنها ليست جماعة سياسية ولا يجوز الخلط بين الدين والسياسية. وبيّن «النمنم» أن جماعة الإخوان فى زمن حسن البنا لم تكن تتمدد إلا فى فترة بعض حكومات الأقليات، وتحصل أيضاً على امتيازات لأن الشارع فى ذلك الوقت مع الوفد فقط، مشيرًا إلى أن قضية العدالة الاجتماعية لم تظهر بقوة إلا فى 1946 لذا كان مشروع مجانية التعليم على يد العميد طه حسين الذى قدّم المشروع للنحاس باشا فوجد مساندة قوية وحقيقية للمشروع منه ومن الزعيم الراحل فؤاد باشا سراج الدين، وكان سبق ذلك 1942 التعليم الابتدائى مجانيًا، لكن المفاجأة أن من تصدى لهذا ليس الباشوات ولكن قدامى المتعلمين. ونوّه بأن فى دراسة سابقة أعدها تحت عنوان ماذا لو لم يقبل النحاس باشا رئاسة الوزراء؟، كانت الإجابة المستنتجة أنه اعتقد أن الاحتلال البريطانى كان سيعود مرة أخرى. وعلّق النمنم على فشل الإخوان فى تونس، مؤكدًا أن ذلك يرجع إلى عدم وجود مشروع يمكن تقديمه إلى الناس، وكذلك كان فشلهم فى المغرب فى الانتخابات الأخيرة لدرجة أن المغرب تختار سيدات لبلادها الثلاثة. وأشار «النمنم» إلى فشل الإخوان فى السودان والعالم العربى الإفريقى بالكامل، وكذلك فى سوريا كان الفشل الذريع رغم إقرار الناس بمشكلات فى حكم الأسد إلا أنهم لم يستطيعوا أن يجبروهم عن التخلى عنه، وكذلك ما حدث فى العراق من تقسيم إلى فئات وعناصر وجماعات ونسفهم مساجد فريدة من نوعها تاريخية وأثرية فى الموصل، وهو ما يكشف الفارق بين تكوين عصابة وما بين أن تكون عصابة تبحث عن الحكم. وأكد وزير الثقافة الأسبق أن هذا الفشل الذريع للجماعة الإرهابية فى العالم بسبب الغشم السياسى الذى يتصفون به، فمشروع جماعة الإخوان الإرهابية لا يصلح للحكم ولا يقبل الاستمرار. وكشف النمنم، عن أن المستعمر البريطانى فى مصر قام بتمويل حسن البنا بمبلغ 500 جنيه لإنشاء جماعة تنشر فكرة وضع دستور وقانون التراجع عن فكرة الاستقلال. وأشار «النمنم» إلى أن البنا أسس جماعة الإخوان وكانت تضم 14 فردًا وكانوا جميعهم من البسطاء لا يملكون أملاكاً أو أموالًا حتى يستطيعوا الإنفاق على الجماعة، ولكن كان الاحتلال هو من يقوم بتمويل الجماعة من أجل تحقيق هدف وهو إيقاف سعد زغلول والشعب المصرى عن فكرة الاستقلال وضرب مصر من الداخل لتفتيت الوحدة المصرية من خلال هدم حزب الوفد الذى يعبر عن فكرة مهمة جداً وهى فكرة الوطنية المصرية. وأكد «النمنم» أن فكرة الجماعات السرية دخلت فى مصر على يد المستعمر البريطانى بعد أن شاهد الأداء السياسى المميز والترابط المجتمعى القوى وترسيخ فكرة الاستقلال التام بسبب ثورة 1919 قرر المستعمر أن يغير فكرة الاستقلال من خلال نشر هذه الفكرة بين المصريين ولكن رفض الشعب أى حديث إلا عن الاستقلال. وقال إنه بجانب العمل السياسى الطبيعى الذى يتم ممارسته فى العالم هناك دائما تظهر جماعات سرية تقوم بعمليات اغتيال وجرائم أخرى مريبة، مشيرا إلى أن من أسس لهذا الفكر الاستعمار الإنجليزى، حيث اعتمد الاستعمار على هذه الجماعات لتحقيق مصالحها كما حدث فى الهند وفلسطين وغيرهما من الدول. ولفت «النمنم» إلى أن الجماعة قامت باغتيال النقراشى باشا والجماعة كانت بارعة فى عملية الاغتيال والتصفية الجسدية وقتل حتى يصاب الجميع بالخوف ولا يقف أحد أمامهم وكانت دائما الحكومة تتصدى لهم من خلال القانون وهذه الجماعات دائما تصدر بأن اختلافها مع شخص وليس دولة. وأوضح وزير الثقافة الأسبق أن 3 يوليو 2013 تاريخ مهم فى تاريخ مصر الحديث لأنه السبب فى ثورة 30 يونيو، حيث كان تفويضاً من الشعب المصرى المطلق لإنقاذ الدولة المصرية من الجماعة ونزول الشعب المصرى فى 30 يونيو لتحقيق ذلك وكان هتاف الشعب «يسقط يسقط حكم المرشد» وكان هذا هو المطلب الوحيد للشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو من أجل إنقاذ الدولة. وردًا على تساؤلات الشباب، أكد وزير الثقافة الأسبق أن العمل السياسى يحتاج إلى جهد واستمرارية وتراكم للخبرات، مشيرًا إلى أن الشارع هو الفيصل وهو من يختار كما فعل مع جماعة الإخوان ولفظهم فى ثورة 30 يونيو بعد ما كان يؤكد الإخوان زيفاً أنهم مسيطرون فى الشارع. وشدد النمنم على أنه لا يوجد تجاهل من قبل الدولة للأحزاب السياسية والدولة لا تتدخل فى أى شيء، ولكن اختيار الأحزاب يرجع للشارع والشعب ومدى تفاعل الأحزاب مع الشارع. وتابع قائلا: «أتذكر واقعة عبدالعزيز باشا فهمى الذى كان ينجح باكتساح فى الانتخابات البرلمانية حتى حدث اختلاف بين صدقى وسعد باشا فقرر الوفد الدفع بمرشح لينافس صدقى فى الانتخابات عن قائمة الوفد فى نفس المحافظة وطلب حزب الوفد من المرشح الجديد عدم النزول للمحافظة أو عقد مؤتمر جماهيرى والاكتفاء فقط بالإعلان أنه مرشح الوفد ورغم الخدمات الكثيرة التى قدمها عبدالعزيز صدقى لأبناء المحافظة على مدار سنوات، إلا أنه لم يفز بالانتخابات وحصل على صفر فى الانتخابات ونجح مرشح الوفد، وهذا يؤكد أن الشارع هو من يختار وليس أحداً آخر». وأضاف «النمنم» أن فؤاد باشا سراج الدين حكم عليه فى إحدى الجلسات بالإعدام وتمت مصادرة أمواله ولم يستسلم وخرج للناس بالشكل الذى تعودوا أن يشاهدوه عليه من جديد، ليعلن أنه لن يستسلم، قائلًا: «هذا هو العمل الحزبى والسياسى، ويجب على كل من يعمل فى العمل السياسى والحزبى أن يكون على دراية كاملة بالحرب النفسية التى تحدث من المنافسين ولو هزمت فى معركة أو اثنين فهذا أمر طبيعى فى العمل السياسى، ولكن التقييم الحقيقى هو قدرتك على المواصلة والاستمرار لتحقيق الهدف وهناك آليات قانونية ودستورية تُعطى لكل ذى حق حقه». وحول الدراما المصرية قال النمنم: «أنا بشكل شخصى الدراما المصرية مش عجبانى ولكن لا يستطيع أحد التدخل فى عمل كاتب أو مخرج حتى لا يقال إنك تقمع الحريات ولكن فى الدراما الاجتماعية، لدينا أقل مما ينبغى أن يكون، وفى رمضان الماضى وقبل الماضى نجحنا فى الأعمال الدرامية الوطنية والسياسية وشاهدنا مسلسل الاختيار 1 والاختيار 2 ومسلسل هجمة مرتدة، ولكن لم نقدم عملاً درامياً يعبر عن المجتمع، وفى الماضى كنا نصنع مسلسل رأفت الهجان ومسلسل ليالى الحلمية وشاهدت أيضاً مسلسل نسل الأغراب وهو يتحدث عن المجتمع الصعيدى ولا يمكن أن يكون هذا هو مجتمع الصعيد المصرى ولم أشاهد غير حلقة واحدة من المسلسل». وأكد «النمنم» أن للثقافة دوراً مهماً جداً وبالغ الأهمية مشيرا إلى أن طوال التاريخ علاقة مصر وإفريقيا علاقات قوية ولكن تراخينا فيها بعد محاولة اغتيال الرئيس الراحل حسنى مبارك ولكن فى ظل وجود الرئيس عبدالفتاح السيسى تغير الأمر، وأصبح هناك تعاون وشغل كبير بين مصر والدول الإفريقية، والعلاقات الثقافية مع الدول الإفريقية على أعلى مستوى والدولة تسير بشكل إيجابى فى هذا الأمر. وعن حقوق مصر المائية قال: «الحفاظ على حقوق مصر المائية دور وواجب الدولة المصرية ودورها ألا ينقص من حقوق مصر المائية قطرة مياه واحدة وهذا التزام على الدولة أما غير ذلك من حديث حول تفاصيل هذا الأمر يجب ألا يحدث ولا نتحدث فيها لكى لا نصبح أدوات ضغط على الدولة ونحن لا نشعر».