التأمل فى كتاب الله من اسباب زيادة الايمان والثبات على الحق وقال اهل العلم يقبض الأرواح عند الممات بأمره وقدرته ، ويضيق الأسباب على قوم ، ويوسع على آخرين ابتلاءً وامتحاناً ، وقبضه تعالى وإمساكه وصف حقيقي ، لا نعلم كيفيته ، تجد بلاداً تنعم بأمطار غزيرة ، والنبات ينمو ، وفي بلاد أخرى أمطارها قليلة ، والنبات يموت . يؤمن به على ظاهره وحقيقته ، لا نمثل ، ولا نكيف ، ولا نعطل ، ولا نحرف ، فالإيمان بصفات الله فرع من الإيمان بذاته ، والقول في صفاته كالقول في ذاته ، لأننا ما رأينا الله تعالى وما رأينا بذاته مثيلاً ، فهو أعلم بكيفية قبضه وبسطه ، وإمساكه وأخذه ، ولا داعي للتأويل الذي انتهجه المتكلمون بكل شيء ، فنؤمن أن هذا من العقيدة الصحيحة ، فنؤمن بما أخبر الله جلّ جلاله بلا تمثيل ولا تعطيل ، وهكذا كان اعتقاد الأمة في جميع الصفات والأفعال ، قال تعالى : " وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " [الزمر:67] . وقد ورد : " إنَّ الله تباركَ وتعالى خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبضَةٍ قَبضها مِنْ جَميع الأرضِ ، فجاءَ بَنو آدَمَ على قدر الأرض ، منهم الأحَمرُ ، والأبيَضُ ، والأسوَدُ ، وبين ذلك ، والسَّهلُ والحَزْنُ والخَبيث ، والطَّيِّبُ " [أبو داود] . دائماً وأبداً بالأسماء الحسنى يوجد أسماء يجب أن تلفظ معاً : إخواننا الكرام ، لا ينبغي أن يقول أحدنا إن الله قابض ، تصفه بالمنع والبخل ، ولكن ينبغي أن تقول إن الله قابض باسط، معنى ذلك أنك وصفته بالقدرة المطلقة وبالحكمة ، لا تقل ضار ، قل ضار نافع ، لا تقل مذل ، مذل معز ، لا تقل مانع ، مانع معطي ، لا تقل خافض ، خافض رافع ، يعني يخفض ليرفع ، يأخذ ليعطي ، يبتلي ليجزي ، يذل ليعز ، يضر لينفع ، هذه الأسماء الأولى أن تذكر مثنى مثنى ، قال تعالى : " مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " [البقرة:245] .