أكد فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أن الهجرة النبوية الشريفة كانت حدثا فارقا غير مجري التاريخ والحياة علي وجه الأرض وبدأت معه رحلة الأمة في مسيرتها الحضارية ببناء الدولة الإسلامية. وانطلقت بعدها نحو ترسيخ مبادئ الوسطية والتسامح والارتقاء بالمعاني الإنسانية، ووضعت الإنسان في مقدمة الاهتمامات أخذا بالنص الواضحا علي ان الآدمي بنيان الرب، ملعون من هدمه. واضاف المفتي في بيان اصدرته دار الافتاء أمس بمناسبة العام الهجري الجديد، أن الدولة الإسلامية منذ الهجرة المشرفة قامت بتفعيل وتطبيق أسس ومفاهيم المساواة وعدم التفرقة أو التمييز أو العنصرية بين بني البشر أجمعين بسبب اللون أو العصبية والقبلية أو الدينية مشددة علي أنه لا فرق بين أبيض وأسود ولاعربي ولا أعجمي إلا بالتقوي وما يقدمه من عمل صالح يخدم البشرية وجميع خلق الله علي الأرض. وطالب المفتي في كلمته ابناء الأمة الإسلامية في كل مكان علي وجه الأرض بالاخلاص الكامل في النية والقول والعمل لنصرة دين الله ونصرة إخوانهم المسلمين أينما وجدوا والاهتداء بالدروس والعبر من الهجرة النبوية الشريفة التي كانت تضحية كبيرة من النبي صلي الله عليه وسلم وصحابته الكرام ودليلاً واضحاً علي الاخلاص لدعوة الحق فكانت بمثابة تحويل في التاريخ الإنساني وهو ما نحتاج إليه كمسلمين في العصر الحاضر. وشدد المفتي علي ان الأمة الإسلامية التي تعاني حاليا ضعفا في مقومات وجودها وبقائها علي خريطة العالم المعاصر تمتلك مقومات وعناصر السبق التي تؤهلها من جديد إلي القيام بدورها الريادي الحضاري والإنساني وقادرة علي احداث التغيير في الحياة المعاصرة واظهار سماحة ورحمة الدين الإسلامي للعالمين. وأضاف المفتي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما قرر انه لا هجرة بعد الفتح ، وان الواجب المتبقي هو الجهاد والنية كان يقرأ خريطة المستقبل الإسلامي الذي يحتاج إلي مجاهدة الرغبات والأهواء في سبيل بقاء أمة الإسلام مرفوعة الراية عزيزة الجانب مع اعتبار النية في سائر الاعمال في الإسلام هي المحرك الداعم والأساسي لصحة الأعمال وصلاحية الأفعال.