لا يفقد المصرى خفة دمه حتى فى أحلك الظروف.. على مواقع التواصل الاجتماعى كتب أحد الشباب معلقا على أسباب تأخير بث حوار الرئيس مرسى الذى أجراه معه الإعلامى عمرو الليثى والذى انتهى بثه فى حوالى الساعة الرابعة إلا عشر دقائق فجر أمس، إن سبب التأخير هو محاولة ترجمة الحوار إلى اللغة العربية! وسبب تركيزى على هذا التعليق من بين مئات التعليقات خفيفة الظل هو أننى اكتشفت بعد مشاهدتى للحوار بالكامل، والذى كلفنى الجلوس أمام التليفزيون من الساعة الثامنة مساء إلى نهاية البث، حيث بدأ فى الواحدة إلا الثلث مساء اكتشفت أن الحوار فى حاجة إلى ترجمة للعربية فعلاً، بعد أن قام الرئيس بتقديم معان للكلمات غير التى تعلمناها فى المدارس، مثلا عندما سأله «الليثى» عن رأيه فى المظاهرات التى تطالب برحيله قال مرسى: كلمة ارحل هى تعبير عن الرأى، وتختلف عن إرادة الشعب، وهناك مسافة بعيدة بين ارحل كرأى ضده، وبين موقف ارحل فى السابق يقصد أيام مبارك، والآراء أجراس تدق بجوار أذن الرئيس ولكنها ليست موقف أمة، لف ودوران وتحريف للمعانى، مع أن كلمة ارحل ترجمتها إمشى! هتف المتظاهرون ضد مبارك ارحل.. ارحل، وعندما اعتقدوا أنه مش فاهم معناها، مثل مرسى حاليا قالوا له ارحل يعنى امشى، هو أنت ما بتفهمشى، وتنحى مبارك نزولا على رغبة المتظاهرين، حتى الاستقالة رفضها مرسى وقال مستحيل« أنا معلق بمسئولية دونها رقبتى، وعندى استحقاق 4 سنوات ولن أكون إلا بمنتهى القوة.. وعاوز أسيطر على مفاصل الدولة» ثم استدرك قائلا: مفهوم السيطرة عندى ليس الكبت، لكن السيطرة بكفاءة وقال: الناس بتطالبنى بحسم المواقف وضرب من يعتدى، ويقولون هذا صبر أم ضعف منى، وأنا بطبعى حاسم، لكن أصبر مع أهلى لأخرج المجرم من وسط المخلصين إنجليزى ده يا مرسى! من يشهد لقنديل غير مرسى، الرئيس ضرب عرض الحائط بمطالبات القوى السياسية بإقالة حكومة قنديل الفاشلة وتعيين حكومة جديدة تجرى انتخابات برلمانية محايدة، انفعل مرسى عندما سأله «الليثى» لماذا تحمى حكومة قنديل الفاشلة وقال أختلف فى موضوع الحكومة الفاشلة هناك من يرى أن لها ايجابيات ومن يرى لها سلبيات وهى تؤدى بشكل إيجابى، نعم هناك تقصير، وبعد الاستحقاق الانتخابى ستكون هناك حكومة جديدة. لم يهتم «مرسى» بدعوات مقاطعة الانتخابات وقال أحزاب كثيرة داخلة الانتخابات وهو شايف الأجواء مناسبة لإجرائها، ودعا كل القوى السياسية إلى حوار المفروض أمس لمناقشة ضمانات نزاهة الانتخابات، وقال أحب الحوار وأريده وأنزل لإرادة المتحاورين، وما يتفقون عليه لا أقف ضده» طبعا ده كلام رئاسى لا ينفذ، فالرئيس اعتاد على القرارات المفاجئة، ودعوات الحوار للاستهلاك فقط، الحوار انتهى فى الساعة الرابعة فجرا، فمتى سيكون «بكرة» يا سيادة الرئيس!! الناس نامت، معظمها لم يسمع الحوار والدعوة لن يستجيب لها أحد لأنك بتوعد وتخلف. الرئيس دموعه قريبة، قال إنه يبكى بينه وبين نفسه، وبكى عندما قيل له إنه تم ضبط طفل فى إحدى المظاهرات ولقوا فى جيبه شهادة ميلاد، والطفل عمره 13 سنة، وسألوه قال الطفل: «أمى حد» إداها 600 جنيه علشان أحدف مولوتوف، وحطت فى جيبى شهادة ميلادى حتى يستدلون على لو استشهدت، طب يا سيادة الرئيس عملت ايه للطفل هل حليت مشاكله، أم أعتقلوه!! الحكاية دى جديدة أول مرة نسمعها. هواة السهر، قلبوها ترفيه، وتريقة على تأخير حوار الرئيس ولم نعرف أسبابه الحقيقية حتى الآن، واحد قال الرئاسة بتقول لكم اتقلوا تاخدوا حاجة نظيفة، وهات يا تعليقات من نوعية اطلع يا مرسى الواحد عاوز يضحك شوية، قناة المحور تناشد الرئيس سرعة الظهور الأغانى خلصت، بعد السهر لحد دلوقتى يبقى بكره عطلة رسمية بقرار جمهورى، الحوار اتمسك فى لجنة على المحور، واحدة قالت: أنا مش لاقية وقت على باب جامع علشان اسمع مرسى، عمرو الليثى كل شوية يسيب الناس، يروح يتكلم فى الموبايل لحد ما الناس زهقت وبتسأله رد وقال أصلى «حمدين» كل شوية يتصل ويقول أنا جاهز آجى، جرى ايه يا مرسى داحنا لو مستنيين رئيس جمهورية مكناش نستنى كل ده. كما قيل إن سبب تأخير الحوار خلاف بين مرسى والشاطر على أولوية كتابة الأسماء على التتر. منك لله يا قناة المحور، الناس نامت، ومراحوش والشغل، 9 ساعات كاملة مرت عليهم ما بين انتظار ومتابعة وأنتم مصدرين اشارة بعد قليل نذيع الحوار، لكن الدكتور عادل اليمانى المدير التنفيذى للقناة برر هذه المهزلة، وقال: اتفق إن المدة أكثر طولا، والأمر كان فنيا للغاية، والمحور استضافت مرسى، ومرسى استضاف الليثى فى القصر لإجراء الحوار، ومن الأدبيات يتم مراعاة البروتوكول، والاعتبارات المهنية، مثل متابعة الشغل ومشاهدة العمل، ولم يحدث مونتاج ولا حذف والتسجيل تم فى مكان والمونتاج فى مكان آخر والحوار ولع الشارع نار.