استكمل الدكتور طارق عادل عبدالغني استشاري التربية الخاصة والصحة النفسية، محكات ومؤشرات التعرف على ذوي صعوبات التعلم ، خلال الحلقة السادسة من سلسلة صعوبات التعلم من الألف إلى الياء. قال الدكتور طارق: إن التلاميذ ذوى صعوبات التعلم لا تصلح لهم طرق التدريس المتبعة مع التلاميذ العاديين فضلاً عن عدم صلاحية الطرق المتبعة مع المعاقين وإنما يتعين توفير لون من التربية الخاصة (تشخيصًا وتصنيفًا وتسكينًا وتعليميًا ورعاية نفسية واجتماعية) تختلف عما يهيأ للفئات الأخرى. ويشير هذا المحك إلى أنه لا يمكن تعليم هؤلاء الأطفال بالطرق العادية أو بالأساليب والوسائل التى تستخدمها مع الأطفال العاديين فى المدرسة، وإنما يجب تعليمهم المهارات الأكاديمية وذلك عن طريق اتباع طرق التربية الخاصة وتوفير خدمات خاصة وطرق وأساليب تعلم وبرامج تصميم لمعالجة مشكلاتهم التحصيلية، ومعلمين متخصصين ومن أمثلة طرق التربية الخاصة استخدام الطريقة الحس حركية kitesthetic (كتابة كلمات وجمل من الذاكرة ) مع الأطفال ذوي صعوبات التعلم الخاصة بالقراءة (محمد عبدالمطلب جاد،2003، 18). محك العلامات النيورولوجية: (العصبية ) Neurological Signs Criterion يركز محك العلامات النيورولوجية فى التعرف على صعوبات التعلم على بعض المؤشرات النيورولوجية التي قد تكون بسيطة أو شديدة، حيث إن ذوى صعوبات التعلم يظهرون بوضوح كثيراً من الإشارات العصبية البسيطة أكثر من أقرانهم العاديين تظهر فى شكل اضطرابات سلوكية (عادل محمد العدل، 2011، 124). ويتم التعرف على هذه الاضطرابات من خلال الأداء على اختبارات مناسبة مثل اختبار بندر جشطلت البصرى/ الحركى، أو اختبار الفرز العصبى السريع (خيرى المغازى، 2004، 21). محك المشكلات المرتبطة بتأخر النضج : تذكر فائقة محمد بدر (2006، 403) أن محك المشكلات المرتبطة بتأخر النضج هو عدم الانتظام في نمو الوظائف والعمليات العقلية المسئولة عن الأداء، يعكس هذا المحك الفروق الفردية بين الجنسين في القدرة على التحصيل والنضج أما فيما يتعلق بالمؤشرات الدالة على صعوبات التعلم الأكاديمية يذكر (عادل عبدالله ، 2006 ، 185 - 187) أن هناك العديد من المؤشرات المنبئة بذلك والتى تتعلق بمجموعة المهارات المختلفة التى يمثل القصور فيها جوهراً لتلك الصعوبات مع الأخذ فى الاعتبار أنها ذات مصدر نمائى وتتعلق تلك المهارات بالوعي أو الإدراك الفونولوجى من جانبه، وقدرته على معرفة الحروف الهجائية، والأرقام، والأشكال، والألوان حيث أنه عادة ما يجد مشكلة فى معرفة الألوان الأساسية والتمييز بينها ولا يتمكن من معرفة الأشكال المختلفة أو إدراك التشابه والاختلاف بينها أو القيام حتى بأبسط العمليات الحسابية. كذلك فإنه يجد صعوبة كبيرة فى معرفة الحروف الهجائية أو التمييز بين الحروف المتشابهة ، ويجد صعوبة فى تجزئة الكلمة إلى وحداتها الصوتية الأصغر، أو ربط الحرف الهجائى بالصوت الذى يدل عليه، أو تجزئة الجملة إلى كلمات، أو النطق بالمقاطع التى تتضمنها الكلمة، أو ربط أكثر من مقطع واحد معا حتى تتكون كلمة. ومن الجدير بالذكر أنه من غير المحتمل بالنسبة لأولئك التلاميذ ذوي صعوبات التعلم كما يرى (دنيال هالاهان، وجود لويد، وجيمس كوفمان، ومارجريت ويس، وإليزابيف مارتنيز(2007) أن يتم تشخيصهم قبل أن يخبروا الفشل الأكاديمى، وفى هذا الإطار فإننا نرى بالرجوع إلى السلوك الراهن لأولئك الأطفال، وخصائصهم التى ترتبط بالتعلم أو الظروف الحياتية فإن الأطفال الأصغر سنا الذين يكونون من المحتمل بالنسبة لهم أن يفشلوا فى دراستهم الأكاديمية لا يتلقون بشكل نمطى انتباها خاصا، ومع ذلك فإن تحديد العوامل التى تعرض الطفل لخطر صعوبات التعلم تثير العديد من التساؤلات التى لا يعد من السهل الإجابة عنها ومن أمثلة هذه الأسئلة ما يلى: ما الذى يجب أن نبحث عنه فى خصائص الأطفال ما قبل المدرسة أو أحداث الحياة التى تجعلهم معرضين لخطر صعوبات التعلم؟ ما هى بالتحديد الخصائص السلوكية أو الانفعالية أو التعليمية التى تعد بمثابة مؤشرات ثابتة لصعوبات التعلم؟ ج- هل يعتبر الطفل فعلا معرضا لخطر المشكلات النمائية أم أنه يصدر فقط سلوكا يختلف عما نتوقعه منه فى المدرسة؛ وذلك بسبب الظروف المختلفة أو الثقافة التى يتم تنشئته فيها؟