"ياعادل يلا نروح ميدان التحرير وخليك فاكر اننا اتفقنا من 25 سنة إن اللي يموت الأول الثاني يربي الأولاد" هذه الكلمات قالها أستاذنا المرحوم عادل القاضي رئيس تحرير بوابة الوفد الالكترونية لصديقه وزميله ورفيق عمره الاستاذ عادل صبري اثناء المظاهرات والاعتصامات في ميدان التحرير، وبمجرد ان سمعت خبر وفاة القاضي تذكرت هذه الكلمات علي الفور وقلت كان الله في عونك يا عادل يا صبري لفقدانك لرفيقك وحبيبك. وفي إحدي الليالي في ميدان التحرير قبل سقوط نظام مبارك قلت للأستاذ عادل "انت تعبان ولاتتحمل المبيت في الميدان"فقال لي"انا هتغطي بالبالطو بتاعي وانام معاكم ومتقلقش علي"وبعد ساعات كان لي الشرف أن التقط صوره له وهو نائم في ساحة الميدان. ورغم علاقتي القصيرة بأستاذنا عادل القاضي والتي بدأت تحديدا مع انطلاق بوابة الوفد الا انني لم اشعر ولو للحظة انني أتعامل مع رئيس تحرير رغم فارق السن الذي يزيد بيني وبينه على 24 عاما فقد كان بمثابة الاخ الأكبر والزميل ذو الخبرة الطويلة هكذا عودنا القاضي علي التعامل معه وكنت دائما أجلس في مكتبه دون اي حواجز لأتناول معه الطعام أو لآداء صلاة الجماعة. لقد فقدت الصحافة المصرية بوفاة القاضي ابناً بارًا اتسم بالخلق الرفيع والنقاهة دون ان يلوث في زمن رديء وصعب حيث كان من القلائل الذين جمعوا بين الاخلاق والحيادية وعدم الانسياق في تجريح الآخرين علي عكس كثير من الآخرين. لقد تركت فينا ألما موجعا برحيلك المفاجئ فقد كنت القاضي العادل الذي لايظلم أحدًا واجتمع الكثيرون علي حبك رغم اختلاف مواقفهم وكان عزاؤك خير دليل علي ذلك بعد ان اجتمع المختلفون في الشهادة بحس خلقك ودقة عملك وتربيتك الفاضلة. والآن بعد أن ودعنا حبيبنا عادل القاضي ندعو الله ان يتغمده بالرحمة والمغفرة وأقول للأستاذ عادل صبري رئيس التحرير لاتنسى مقولة حبيبك عندما قال لك"خلي بالك من الأولاد ياعادل".