الكتب السماوية التى نزلت على الأنبياء كثيرة، والواجب علينا هو الإيمان بذلك إجمالا، أما تفصيلا فالواجب هو الإيمان بما ورد ذكره فى القرآن الكريم ، وهى : صحف إبراهيم ، والتوراة التى نزلت على موسى والزبور الذى نزل على داود ، والإنجيل الذى نزل على عيسى، والقرآن الذى نزل على محمد عليهم جميعا صلاة الله وسلامه . يقول الشيخ محمود أبو دقيقة فى مذكرات التوحيد : أما الصحف فقد ورد فى شأنها آثار كثيرة وأرجحها أنها مائة صحيفة ، خمسون نزلت على شيث عليه السلام ، وثلاثون نزلت على إدريس عليه السلام ، وعشرة نزلت على إبراهيم عليه السلام ،وعشرة على موسى عليه السلام . والظاهر أن هذه الصحف كانت مشتملة على مواعظ وإرشادات إلى التحلى بمكارم الأخلاق والتخلى عن مساوئها ، ولم يعرف عنها شىء يقينا، لعدم وجود ما يفيد يقينا بشأنها "ج 3 ص 54" . أما نزولها فالظاهر أن جبريل عليه السلام هو أمين الوحى الذى بلغه إلى الرسل كافة فهو الذى حمل التوراة والإنجيل وأنزلهما مرة واحدة على موسى وعيسى ، وحمل القرآن وأنزله على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم منجما أى مفرقا كما نص عليه القرآن الكريم ، وكلام الله سبحانه للبشر حاء بعدة طرق ذكرها فى قوله تعالى : {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء} الشورى: 51 . جاء في تفسير القرطبى "ج 7 ص 281" عند قوله تعالى {وكتبنا له فى الألواح من كل شىء} الأعراف : 145 قال ربيع بن أنس : نزلت التوراة وهى سبعون وقر بعير، وأضاف الكتابة إلى نفسه "كتبنا" على جهة التشريف ، إذ هى مكتوبة بأمره كتبها جبريل بالقلم الذى كتب به الذكر . والأفضل ترك علم ذلك لله سبحانه ، فلا فائدة هامة من البحث.