الكتب السماويّة هي الكتب التي أُنزلت من الله -تعالى- للأنبياء والرّسل عليهم الصّلاة والسّلام؛ ليبلّغوا رسالة التوحيد، وليكونوا مبشّرين ومنذرين لأقوامهم الذين ضلّوا عن الطريق القويم. والإيمان بالكتب السماويّة يعدّ ركناً من أركان العقيدة الإسلاميّة، وقد ثبت ذلك في القرآن الكريم والسنة النبويّة والإجماع، قال الله تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)،[12]. وروى عمر بن الخطّاب-رضي الله عنه- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (الإيمانُ أن تُؤْمِنَ باللَّهِ وملائِكَتِهِ وَكُتبِهِ ورسلِهِ واليومِ الآخرِ والقدرِ كلِّهِ خيرِهِ وشرِّه)،[13] ولا يكون الإيمان بكتابٍ واحد وإنكار الكتب الأخرى، بل يجب الإيمان بجميع كتب الله -عزّ وجلّ- على حدٍ سواء؛ ليكتمل إيمان الفرد، فأنزل الله -تعالى- الصّحف على إبراهيم، والتّوراة على موسى، والزّبور على داوود، والإنجيل على عيسى، والقرآن الكريم على محمّد صلّى الله عليه وسلّم، فكان القرآن الكريم آخر الكتب السماويّة، وكان محمّد خاتم النبيّن والمُرسلين عليهم الصّلاة والسّلام.