* يسأل أحمد سعد محاسب بالجيزة: ما حكم الايمان بالكتب السماوية.. وماذا يعني الايمان بها جميعاً؟! ** يجيب الشيخ طلعت يونس أحمد بمنطقة الإسكندرية الأزهرية: الكتب السماوية المنزلة من عند الله هي تلك التي جاءت عن طريق الوحي المنزلة علي الأنبياء والمرسلين الكتب السماوية: القرآن الكريم: وهو الكتاب المعجز الذي أنزله الله علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته والمنقول إلينا بالتواتر المتحدي به والقائم إلي يوم القيامة. وأننا قد عرفنا الكتب السماوية المنزلة عن طريقه. وقد ذكر الله عز وجل في القرآن الكريم من الكتب المنزلة: صحف إبراهيم وموسي عليهما السلام: وهي التي أنزلها الله عز وجل علي إبراهيم وموسي عليهما السلام قال تعالي:"أم لم ينبأ بما في صحف موسي وإبراهيم الذي وفي" وقال سبحانه:" إن هذا لفي الصحف الأولي.. صحف إبراهيم وموسي". وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: قلت: يارسول الله ما كانت صحف إبراهيم عليه السلام؟ قال:"كانت أمثالاً كلها. ايها الملك المسلط المبتلي المغرور. اني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها علي بعض. ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم. فإني لا أردها وإن كانت من كافر. وعلي العاقل ما لم يكن مغلوباً علي عقله ساعات: ساعة يناجي فيها ربه. وساعة يحاسب فيها نفسه. وساعة يتفكر فيها في صنع الله عز وجل وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب. وعلي العاقل ألا يكون ظاعنا إلا لثلاث: تزود لمعاد. أو مرمة أي إصلاح لمعاش. أو لذة في غير محرم. وعلي العاقل أن يكون بصيراً بزمانه. مقبلاً علي شأنه وحافظاً للسانه.. ومن حسب كلامه من عمله. قل كلامه إلا فيما يعنيه" قلت: يارسول الله فما كانت صحف موسي عليه السلام قال:"كانت عبراً كلها: عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح. عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك عجبت لمن أيقن بالنذر ثم هو ينصب "أي يتعب" عجبت لمن رأي الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها. عجبت لمن ايقن بالحساب غداً ثم لا يعمل" "ابن حبان والحاكم". التوراة: وهي الكتاب الذي انزله الله علي موسي عليه السلام وأمر النبيين من بعده أن يقيموا احكامه. لأن الله عز وجل ارسلهم ولم يرسل معهم كتباً. بل جعل التوراة. كتابهم وشريعتهم. قال تعالي:" إنا أنزلنا التوراة فيها هدي ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء" "المائدة: 44". الزبور: وهو من الكتب السماوية أنزله الله عز وجل علي داود عليه السلام قال تعالي:"وآتينا داود زبوراً" وكان داود كثير القراءة في الزبور. الذي سماه الرسول "قرآناً للتشابه بينهما في الاعجاز. فقال "خفف علي داود عليه السلام القرآن. فكان يأمر بدوابه فتسرج فيقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه. ولا يأكل إلا من عمل يده" "البخاري" وانزل الله عز وجل في الزبور المواعظ الغالية. والثناء عليه سبحانه ولم ينزل الله فيه احكام الحلال والحرام. لانهم كانوا يأخذون احكامهم من التوراة. الانجيل: أنزله الله علي عيسي عليه السلام قال تعالي:" وقفينا علي آثارهم بعيسي بن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدي ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة وهدي وموعظة للمتقين. والغاية من إنزال الكتب: أن المسلم يؤمن أن هذه الكتب نزلت من عند الله. وهي تدعو إلي توحيده وعدم الشرك به قال تعالي:" ولقد بعثنا في كل أمه رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت" "النحل: 36" ويؤمن بأن الغاية من إنزال الكتب هي هداية البشر إلي طريق الله المستقيم. وإزالة ما بينهم من اختلاف. وتبشيرهم برضوان الله عز وجل إن اطاعوه وبعذابه سبحانه إن عصوه. * يسأل محمد فتحي من القاهرة: في كثير من الاحيان اسمع الآذان وقت العمل.. فهل أتم ما في يدي من عمل. أم أتركه وألبي المؤذن علي الفور؟!. **يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: إجابة المؤذن واجبة لقوله صلي الله عليه وسلم:" إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول.. وأداء الأعمال من المباحات.. وبمقتضي ذلك لا يترك الواجب لأجل المباح. ولكن ذهب بعض الفقهاء إلي أن الأمر يشعر بالجواز حيث يجوز أداء بعض الأعمال اثناء الأذان كالأكل والشرب وتعليم العلم. ولذلك قال صلي الله عليه وسلم:" إذا سمع النداء أحدكم والإناء في يده فلا يضعه حتي يقضي حاجته منه "اخرجه أبوداود" وجاء:"أو كان في أكل أو تعليم علم أو تعلمه" والأولي ترك المباحات مطلقاً من أجل تحصيل الثواب وإيتان الواجب مالم يكن هناك ما يمنع من ذلك.