سجل الوسط الثقافي والأدبي في مصر، استنكاراً لواقعة اختفاء رأس تمثال عميد الأدب العربي الدكتور «طه حسين» الذي كان مثبتاً علي قاعدة هرمية وسط الميدان الكائن بمدينة «المنيا» مسقط رأس العميد، حيث فوجئ أهالي المنيا بواقعة اختفاء التمثال الذي تعودوا رؤيته منذ عشرات السنين ولم يعرفوا سبباً لاختفائه مما أثار غضب العديد من المواطنين والقوي الأدبية والسياسية بالمحافظة. وطالب الكاتب شعبان يوسف من خلال صفحته علي مواقع التواصل الاجتماعي الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة بتقديم بلاغ للنائب العام في واقعة اغتيال تمثال الدكتور طه حسين، خاصة أن هذا العام تمر الذكري الأربعون لرحيل السيد العميد، وأكد أن الواقعة تعد حلقة من سلسلة محكمة للانتقام من رموز الفكر الليبرالي المصري، مثلها مثل تحطيم التماثيل عموما واعتبارها نوعا من المسخوطات. كذلك أكدت حملة «احميها بالمنيا» أن إزالة تمثال طه حسين، من مكانه واختفاءه، يعتبر هجمة ظلامية جديدة ضد رموز ثقافية وفنية مصرية، والذي سبقه قيام مجهولين بتشويه تمثال أم كلثوم، بمدينة المنصورة الأسبوع الماضي، واصفة اختفاء التمثال وإزالته من موقعه بأنه اغتيال لذكري عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين. ومن جهته أعرب نادي الأدب بالمنطقة المذكورة عبر صفحته علي مواقع التواصل الاجتماعي عن استنكاره وتعجبه من الواقعة التي إضافة إلي كونها هاجمت أهم رموز الأدب والثقافة في مصر، فقد قامت أيضا بافتقاد «الميدان»، أهم مميزاته وهو من أهم المزارات السياحية بالمدينة، كذلك طالب أعضاء النادي بالتحقيق الفوري في واقعة اختفاء تمثال الدكتور طه حسين، والذي أثار اختفاؤه حمية الأهالي والمثقفين والنشطاء السياسيين والحقوقيين بالمحافظة، خاصة أن الواقعة تأتي بعد تغطية تمثال للفنانة أم كلثوم بالنقاب بإحدي المحافظات. في الوقت الذي قلل فيه بعض المسئولين من أمر اختفاء التمثال مستبعدين أن يكون عملا تخريبيا، استنكر عدد من المثقفين الواقعة وحالة التراخي من قبل القيادات التنفيذية، وأكد بعضهم أن التمثال في حالة سيئة منذ فترة طويلة ويحتاج إلي الترميم، مرجعين اختفاء رأس التمثال إلي الانفلات الأمني وغياب السيطرة علي الميادين العامة بالمحافظة وانتشار أعمال البلطجة، مؤكدين أن التمثال مصنوع من المعدن. وأضافوا أنه في حالة التأكد من تدخل التيارات المتشددة في سرقة رأس التمثال، سيكون للنخبة المثقفة دور نضالي لمواجهة مَن وصفوهم بأتباع العصر الجاهلي، مؤكدين أن هذا التمثال يعد الأثر الوحيد الباقي لعميد الأدب العربي بالمحافظة بعد أن تم بيع منزل أسرته. وأضافوا أن نادي أدب المنيا سيعقد ندوة خاصة عن اغتيال أثر طه حسين خاصة في ظل التجاهل الأمني للواقعة وعدم دون أي من المسئولين.. وتابعوا أن هذا الفعل عمل لا أخلاقي ولا إنساني ولا ديني لأن أمثال طه حسين هم رموز ثقافية ووطنية وتشويههم تشويه لدور مصر، خاصة أن طه حسين قيمة تاريخية وأدبية ليس لمحافظة المنيا فقط بل لمصر ككل وشددوا علي أن المسئولين ملزمون بإجراء تحقيق وتحديد هوية الفاعل لعدم التمادي في مثل هذه الأفعال، محذرين من أن الفاعلين لو لم يواجهوا علي تعديهم علي رمز كهذا، فغداً سيتوجهون للرموز التاريخية والأثرية ولا نلوم إلا أنفسنا حين نستيقظ علي واقعة تدمير المعالم الأثرية بالمنيا التي تأتي في مقدمة المحافظات الأثرية في مصر وفي محافظات مصر كلها، وأشاروا إلي أن القيادة التنفيذية للمحافظة مسئولة عن حفظ التراث وهي المعنية بتأمين وتشديد الحراسة للآثار والمنافع العامة، مؤكدين علي ضرورة تأمين الدولة لكل المقتنيات الأثرية والأماكن الرمزية بالمنيا. اللافت في الأمر أن يأتي هذا التصرف علي بعد أيام قليلة من افتتاح الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، والدكتور علي عبدالرحمن محافظ الجيزة، والدكتور صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية متحف عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين بعد الانتهاء من تطويره. حيث قال المليجي خلال الافتتاح إن عميد الأدب العربي طه حسين رمز من رموز الحركة الثقافية المصرية وأشهر من حمل شعلة التنوير بها، حتي صار أيقونة للإبداع وللتحدي، وهو ما يجعل من منزله الشهير بفيلا رامتان (متحف طه حسين) سجلاً تاريخياً وثقافياً غاية في الأهمية لمن أراد أن يري حياة طه حسين، إذ حفظت لنا جنبات المتحف ذكرياته وأهم مراحل حياته.. وهي كذلك تحكي قصة كفاحه وتؤرخ للثقافة العربية في مصر خلال حقبة طويلة من الزمن.