قالت إنها لا تعرف مشروع النهضة

سوسن بدر: أحفادى نصحونى بعدم الذهاب للمسرح

استطاعت سوسن بدر بملامحها المصرية البسيطة وموهبتها الخلاقة أن تمنح شخصياتها السينمائية مذاقاً مختلفاً وهو ما أهلها للعب جميع الأدوار النسائية ببراعة جعلتها جديرة بالحصول على لقب نفرتيتى السينما المصرية وتوجت نجاحاتها الجماهيرية بنجاحات أخرى على مستوى المهرجانات السينمائية لتحصد العديد من الجوائز المهمة مثل جائزة أفضل ممثلة من مهرجان القاهرة السينمائى ومهرجان وهران وجائزة «إنجاز العمر» من مهرجان أبو ظبى السينمائى.
كما حجزت لنفسها مكاناً دائماً على مائدة الدراما التليفزيونية لتطل على جمهور التليفزيون بشكل شبه سنوى، ورغم قدراتها المسرحية الهائلة، إلا أنها غابت عن المسرح لأربع سنوات قبل أن تعود بعرض «المحروسة والمحروس» الذى تعرضه فرقة المسرح القومى على خشبة ميامى. وفى هذا الحوار سألنا سوسن بدر عن شخصية «شجرة الدر» التى تجسدها فى العرض ومدى ارتباط ما يقدمه الفن والأحداث التى تمر بها مصر وعن جائزة «إنجاز العمر».
فى البداية حدثينا عن دورك فى المسرحية؟
- أقوم بدور صاحبة حانة كانت جارية عند شجرة الدر قبل مقتلها فتقرر أن تقدم يومياً عرضاً مسرحياً فى الحانة وتلعب دور شجرة الدر لتوضح سبب مقتلها والمسرحية تعتمد على تكنيك المسرح داخل المسرح.
ألم تترددى فى قبول العرض، خاصة أن المسرح الذى يستضيف العرض فى قلب الأحداث؟
- الأعمار بيد الله وإذا تملكنا الخوف جميعاً لن يعمل أحد، فأحفادى نصحونى بعدم مغادرة المنزل والذهاب إلى المسرح بسبب أعمال الشغب والمظاهرات ولكنى كنت أذهب لإيمانى بالعمل الذى أقوم به. هناك أدوار لا يجب التفكير فى قبولها لأنك لو فكرت سوف تخسر خاصة وسط تلك الظروف التى نمر بها، فأنا أحضر إلى المسرح من أكتوبر يومياً فى وجود مظاهرات، وأعمال عنف، فتم غلق المسرح علينا من قبل أكثر من مرة بسبب ضرب المولوتوف خارج المسرح، فالمهم عندى ماذا أقدم؟ وما أهميته؟ وإلا سوف أكون أهدرت وقتى وموهبتى فى أمور ليس لى أى علاقة بها.
كيف قمت بالتحضير للعمل؟
- قمت بالتحضير للعمل طوال 4 شهور، خاصة أن الذى كتب عن شجرة الدر فى التاريخ قليل جداً، لا يتعدى بضعة أسطر ضمن فقرة، فهى لم تأخذ حقها من التاريخ، والكاتب أبو العلا السلامونى كتب باستفاضة كبيرة والمخرج شادى سرور اهتم بكل تفاصيل العمل.
تم تناول شخصية شجرة الدر فى أكثر من عمل.. ما الجديد الذى تقدمينه فى المسرحية؟
- المسرحية إسقاط على ما يحدث الآن فى الشارع المصرى، فالمحروسة هى مصر، والمحروس هو كل شخص يأتى لحكم مصر، كما تتناول حكم شجرة الدر بعد موت زوجها نجم الدين عندما كانت مصر على وشك الغزو الفرنسى واجتيازها تلك المرحلة، وسخرية المستعصم بالله منها ومقتلها والفترة الأخيرة من حياتها.
قلت إنك سوف تراعى اختياراتك بعد فوزك بجائزة «إنجاز العمر» هل حدث ذلك فى مسرحية «المحروسة والمحروس»؟
- معاييرى لم تختلف، منذ أن أصبحت فنانة قادرة على الاختيار، ففى بداية المشوار لا ننظر لمعايير العمل بحثاً عن المال والانتشار والشهرة، ولا يكون لديك القدرة على الاختيار، وعندما قلت ذلك قصدت أن عندى الكثير لأقدمه ولن أتوقف عند تلك الجائزة لأنى مازلت لم أمثل حتى الآن، فأنا إذا استمتعت بالعمل أمتع الجمهور به حتى لو مشهد واحد.
كيف سوف تكون المنافسة الرمضانية هذا العام؟
- المنافسة الرمضانية لم تظهر ملامحها حتى الآن، ولكننا نتمنى ألا تكون منافسة بقدر ما تكون استكمال لبعضنا البعض.
كل عام تظهرين بأكثر من عمل فى رمضان هل سنجد ذلك هذا العام؟
- الحمد لله أظهر بعمل واحد فى رمضان وهو مسلسل «الوالدة باشا» وأجسد من خلاله شخصية محروسة الأم المصرية التى تكون الأب والأم فى نفس الوقت، وهى شخصية غريبة ذات حالة خاصة وأعتبر نفسى محظوظة لاختيارى فى هذا العمل ولم أتعاقد حتى الآن على أعمال أخرى.
هل اختلفت الأعمال الفنية فى ظل حكم الإخوان؟
- لا نستطيع أن نحكم على مستوى الفن فى حكم الإخوان أو وجود فارق من عدمه لأننا لم يكن عندنا مقاييس للأعمال قبل توليهم وأنا لم أتعرض لأى موقف بشكل خاص معهم.
ما رأيك فيما يحدث من هجوم على الفنانات؟
- ما حدث كان حالة شبه فردية ولا يجب تعميمها فهى ليست الحالة السائدة.
كيف تشاهدى ما يحدث فى الشارع المصرى؟
- ما يحدث فى الشارع المصرى هو مجرد مرحلة انتقالية، ولابد أن تنتهى، فالشعب المصرى أكبر من أى دسائس، ولقد قمنا بثورة حتى ننظر لوجه بعض ونبتسم ونضحك وليس لرشق بعضنا بالحجارة.
ما رأيك فى مشروع النهضة؟
- «معرفوش» ولا أعرف شيئاً عنه.