التدبر فى القرآن الكريم من اسباب زيادة الايمان والثبات على الطاعة وقال اهل العلم في الحديث عمَّا وردَ من تأملات في سورة النصر، بداية تجب الإشارة إلى أنَّ التأملات المقصودة في لمسات بيانية بلاغية في كلام الله تعالى وآياته العظيمة، وفي سورة النصر على وجه الخصوص يقول الله -سبحانه وتعالى-: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}. في هذه السورة يقول الله تعالى في الآية الأخيرة: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}. بينما يقول الله تعالى في سورة نوح: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}. يقول الدكتور فاضل السامرائي إنَّ سورة النصر جمعت بأسلوب الشرط الأول كلَّ أهداف الرسالة المحمدية، وهي نصر الله تعالى وفتحه ودخول الناس في دين الله أفواجًا، فجاءَت الآية الأخيرة تأمُرُ بالتسبيح والحمد والاستغفار، فتمام الرسالة هو تمام النِّعمة على رسول الله، والشكر على قدر النعمة، فنصر الله وفتحه ودخول الناس في دينه أفواجًا يقتضي التسبيح والحمد والاستغفار؛ لأنَّ الطاعة على قدر النِّعمة. أمَّا قوله تعالى: {إنَّه كان توَّابًا}، ففي هذه الكلمات إشعارٌ بالتوبة وفيها احتباك لمعنى وَتُبْ، أي المعنى في هذه الكلمات الأخيرة من السورة هو أمر إلهي لرسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالتوبة، وقد جاء عن أم سلمة -رضي الله عنها- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان يقول: "سبحانَك اللَّهمَّ وبحمدِك أستغفِرُك وأتوبُ إليك...". فالحديث الشريف يبيِّن أنَّ رسول الله كان يقرن التسبيح والحمد والاستغفار بدعاء التوبة دائمًا، وأمَّا سورة نوح فنبي الله نوح -عليه السلام- كان يدعو قومَه ويبشرهم بأنَّ الله تعالى غفَّار للذنوب حتَّى يرغبهم بالاستغفار والرجوع إلى الله تعالى.