كل يوم شهيد وكل يوم مصاب هذا هو حال مصر الآن في ظل الأوضاع السياسية المتردية التي أوقعت فيها «جماعة الإخوان» مصر.. متي تتوقف بحور الدم التي تجري للمصريين الذين يعبرون عن رأيهم بصراحة وحرية؟! لماذا تصر «الجماعة» التي عانت من ويلات النظام السابق، أن تذيق الشعب المصري من نفس الكأس التي شربت منها؟!.. الذي أعرفه أن الذي ذاق طعم القهر والاستبداد ألا يمارسه، لكن الأمور تعدت إذاقة الشعب من نفس الكأس إلي القتل والإرهاب والترويع وبث الرعب والفزع بين الناس. مساء أمس الأول وقعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين السلميين أمام قصر القبة وقسم شرطة سيدي جابر بالإسكندرية وفي المدينة العمالية العظيمة المحلة الكبري وسقط فيها شهيد جديد صدمته سيارة أثناء هروبه من مطاردة الخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع.. لماذا تصر جماعة الإخوان علي ارتكاب كل هذ العنف؟!. هل من الممكن أن ينفع هذا العنف مع المصريين الذين بلغوا الفطام السياسي، وقاموا بأعظم ثورة في التاريخ؟!.. إن سياسة العنف لن تجدي، إلا المزيد من الشهداء والمصابين، والمصريون مهما تعرضوا من أذي نفسي وبدني، لن يتراجعوا عن مسيرة المطالبة بحقوقهم التي ضيعها النظام السابق، وتصر «الجماعة» التي وصلت إلي سدة الحكم علي أن تستكمل هذا الضياع، وتخطئ «الجماعة» لو تصورت للحظات أن مصر ممكن أن يحتلها المتاجرون بالدين من أي فصيل سياسي، فالحركة الوطنية صاحبة التاريخ الوطني المشرف لن تهدأ أبداً مهما فعل الإخوان وأمثالهم أو أتباعهم وأذنابهم.. لن تهدأ للمصريين سريرة حتي لو قدموا أنفسهم شهداء لهذا الوطن الغالي. سياسة الإرهاب والترويع من أجل تنفيذ مخطط أخونة الدولة قد ينفع مع من يدينون بالولاء لهم، ولا يمكن أن ينسحب أبداً علي باقي أبناء مصر الشرفاء الذين لن يتهاونوا أبداً في سبيل العبور بمصر إلي بر الأمان والعودة إلي الاستقرار فمصر ليست ملكاً لفصيل سياسي بعينه ولا حزب بذاته، إنما مصر ملك لكل المصريين بكل طوائفهم. المصريون سيستمرون في نضالهم ضد كل قمع أو استبداد او قهر حتي لو فقدوا أرواحهم جميعاً في سبيل الحفاظ علي هوية مصر المدنية وحتي تعود إلي مصر مكانتها، وحتي يتم استكمال مسيرة الثورة المصرية.. ومهما طال هذا النضال لن يتخلي المصريون عن إرادتهم في سبيل تحقيق ذلك. ما تفعله «الجماعة» والتيارات الدينية الأخري، لن يكون إلا سهماً يرد إلي نحورهم، طالما أنهم لا يعرفون إلا سياسة الاستحواذ والاقصاء والسمع والطاعة ويضربون بكل السبل الديمقراطية عرض الحائط.. وطالما أن الدم المصري الذي يسيل بات مستباحاً إلي هذا الحد الذي فاق كل تصور وكل الحدود. تحالفات «الجماعة» مع قطر أو حماس أو حتي إيران لن تثبت حكم الإخوان، والذي يثبت الرئيس في حكمه هو أن يكون رئيساً لكل المصريين بلا استثناء، ويتخلي عن سياسة تلقي التعليمات والأوامر من مكتب الارشاد.. فهل يفعل ذلك؟ أم أنه يريد أن يظل رئيساً تابعاً لأفكار جماعته ويستمر نضال المصريين ضد ذلك؟!.. هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة، خاصة أن الرئيس فقد شرعيته التي جاء بها أمام بحور الدم الغزيرة الآن.