لم تشهد السياحة المصرية في تاريخها وضعاً أسوأ مما تمر به الآن، فالفنادق المغلقة تتزايد يوماً بعد يوم ولحقت بها القرى والمخيمات البدوية ليصل عدد الاغلاق الى 259 منشأة سياحية، مما أدى الى سقوط اسم مصر من سوق السياحة الدولية، وتوقفت الحجوزات وألغى العديد من السياح رحلاتهم الى مصر بعد التحذيرات المتواصلة من دولهم بأنها دولة غير آمنة وقد تتعرض حياتهم وممتلكاتهم للخطر في أي لحظة حتى أن المحللين وصفوا الوضع الحالي للسياحة في مصر بأنه أسوأ من أيام اغتيال السادات وأسوأ من التفجيرات الارهابية وحادث مذبحة الدير البحري بالأقصر. وأكد الخبراء أن الهجمات على فندقي سميراميس وشبرد أطلقت رصاصة الرحمة على السياحة التي تحتضر منذ فترة. وأشاروا الى أن من يملك اكثر من فندق في شرم الشيخ أو طابا أو الغردقة فانه يلجأ الى اغلاقها ويبقى فندقا واحداً يعرض أسعار الاقامة فيه برخص التراب حتى لا يسرح العمالة بالكامل أو يغلق أبواب الامل في استعادة النشاط مرة اخرى، ولكن هذه المحاولات لم تتعد ارتعاشة ما قبل الموت أو صحوة الموت الأخيرة. الخبير السياحي حسين فوزي رئيس غرفة فنادق جنوبسيناء أكد أن العنف الذي ستشهده البلاد قتل السياحة، وخاصة ما حدث من اعتداء على فندق سميراميس وشبرد.. وقال: إن ما يمر به الشارع المصري من أحداث عنف ابشع على السياحة من فترة حادث مقتل الرئيس السادات، الأمر الذي أصاب السياح بحالة رعب من القدوم الى مصر.. مشيراً الى أن السياح ليسوا ضد التظاهر السلمي والدليل عندما قام العاملون بالقطاع السياحي في شرم الشيخ بتظاهرة ضد الدستور وقفوا ورفعوا اللافتات وكانوا في قمة السعادة لأن مثل تلك المظاهرات تحدث في بلادهم بعيداً عن العنف. وأكد فوزي أن ما زاد من الكارثة الاعتداء على أماكن تواجد الأجانب الأمر الذي أدى الى التراجع بشكل كبير في أعداد السائحين والاشغالات الموجودة لا تتعدى 40٪ في شرم الشيخ والاسعار متدنية ووصل الأمر بأصحاب الفنادق الذين يمتلكون أكثر من فندق الى اغلاقها والاكتفاء بفندق واحد بسبب احداث العنف. وأضاف: نحن أمام أزمة كبيرة فأسعار فنادق شرم الشيخ لا تتعدى 22 دولاراً في الليلة شاملة الوجبات و25 دولارا للأربعة نجوم وتتراوح ما بين 35 الى 60 دولارا للخمسة نجوم، اما المصريون فتتراوح الأسعار ما بين 150 الى 200 جنيه للفرد في الليلة شاملة الافطار والعشاء وتزداد خلال اجازات نصف العام الى 450 جنيهاً. ويؤكد الخبير السياحي أحمد بلبع رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال أن السياحة تحتضر وفي أنفاسها الأخيرة ونسب الاشغالات لا تتعدى 40٪ ويواكبها تراجع في الايرادات ليصل الى 50٪. ويؤكد الخبير السياحي سامي سليمان، رئيس جمعية مستثمري طابا ونويبع، أنه تم اغلاق ثمانية فنادق و40 قرية بدوية في كل من طابا ونويبع بسبب أحداث العنف الجارية في الشارع المصري وخاصة الاعتداء على السياح في فندق سميراميس وشبرد الى جانب الأزمات التي تمر بها المنطقة من انقطاع الكهرباء والمياه. وأكد سليمان أن سعر الغرفة في الليلة للفرد في فنادق الثلاث نجوم وصل 100 جنيه شاملة الافطار والعشاء وتتراوح الأسعار للفرد في الليلة للفنادق الأربع والخمس نجوم ما بين 150 و250 جنيها، ووجه سليمان نداء الى المصريين بالذهاب الى طابا ونويبع لانقاذ السياحة. وفي سفاجا أكد الخبير السياحي طارق أدهم أن نسب الاشغالات لا تتعدى 30٪ بسبب أحداث العنف التي يمر بها الشارع المصري مشيراً الى أن هناك مناطق سياحية تحتضر مثل جنوبسيناء وخط طابا - نويبع، ودهب، وكذا المراكب العائمة بالاقصر وأسوان وفنادق كثيرة بالقاهرة، وهناك مناطق مازالت تقاتل كالغردقة والجونة وسفاجا والقصير ومرسى علم. ويؤكد طارق شلبي، نائب رئيس جمعية مستثمري مرسى علم، أن الموقف صعب جداً الأمر الذي ادى الى اغلاق ثلاثة فنادق وهى فندق «أبو نواس» و«بدوية» و«كوبيدون» وازداد الموقف سوءا بعد احداث فندق سميراميس وشبرد، اضافة الى الأزمة التي تمر بها مرسى علم نتيجة انقطاع الكهرباء واختفاء السولار ولكن حصلنا اليوم على وعد من رئاسة الجمهورية بحل أزمة المستثمرين وتوفير السولار اللازم ونأمل أن تحل هذه الأزمة. وفي الأقصر يقول الخبير السياحي رمضان حجاج إن الفنادق العائمة تمر بأسوأ كارثة في التاريخ فتم اغلاق 208 فنادق عائمة ولا يعمل سوى 41 مركباً وبأبخس الأسعار فالخسائر فادحة ووصل سعر الليلة إلى 18 دولارا.. فالخسائر 100 ألف جنيه شهرياً لكل مركب و150 ألف جنيه خسائر لكل فندق ثابت، والشهر القادم في انتظار اغلاق باقي الفنادق العائمة.