«المريضة لا تعلم شيئًا عن زوجها» جملة صعبة ملصقة على باب غرفة الفنانة القديرة دلال عبدالعزيز بالمستشفى، التى مازالت تعانى تبعات ما بعد «كورونا» حتى هذه اللحظة، ذلك المرض اللعين الذى حرمها من وداع حبيب عمرها ورفيق دربها الفنان الراحل سمير غانم. أسرة الفنان الراحل، أكدوا تخوفهم الشديد من وصول أى أخبار سيئة لها، لما تعانيه من تأخر شديد فى حالتها الصحية بسبب إصابتها فى الجهاز التنفسى، ووضعها تحت أجهزة التنفس الاصطناعى ما يستلزم عدم تعرضها لأى مؤثرات خارجية، حيث كشفت مصادر طبية متابعة لحالة الفنانة دلال عبدالعزيز، أن الأطباء وضعوها على جهاز «هاى فلو نزيل» فقط لإمدادها بالأكسجين، بسبب عدم قدرتها على التنفس بشكل طبيعى. دلال عبدالعزيز ليست مجرد فنانة قدمت العديد من الأدوار المهمة، لكنها أم حقيقية، لكل العاملين بالوسط الفنى، سيدة اجتماعية من العيار الثقيل، تربطها علاقات قوية بكل زملائها فى الوسط الفنى، فهى أم لكل جيل الشباب، جسدت دور أمهم فى أعمالهم الفنية وكذلك فى الحقيقة، فحضرت أفراحهم، ووقفت بجانبهم فى أحزانهم لتصبح بالنسبة لهم جزءًا أساسيًا من العائلة، وهو ما يفسر دعوات الملايين لها. أما علاقتها بجيل الكبار فهى سيدة المجتمع الحقيقية مع رفيقتى عمرها ميرفت أمين والراحلة رجاء الجدواى، لم يتركن عزاء أو فرحًا أو أى حدث اجتماعى إلا وكن ملازمات لأصدقائهن، حتى أنهن كن لا يفترقن وعرفن فى الوسط بأنهن «أصحاب الواجب». ربما يجهل الكثيرون أن دلال عبدالعزيز إنسانة شديدة الالتزام فى منزلها، حيث الأسرة المتكاملة، الأم الحنون التى تجمع بناتها حولها دائمًا وربما علاقتها بأزواج بناتها علاقة خاصة جدًا، السيدة المتدينة التى يمن لها كل من حولها بالدعاء بسبب مواقفها الإنسانية، فهى سيدة معطاءة على المستوى الشخصى، ولعل ارتداءها السبحة الحمرا فى أغلب أعمالها وفى كل ظهور إعلامى لها خلفه قصة تفاؤل كبيرة تتخذها طريقًا فى مشوارها الإنسانى والفنى، ربما أن حياتها الشخصية كانت فى أحد الأوقات سببًا فى تفكيرها فى الاعتزال بسبب زيادة اهتمامها بمنزلها وهو ما صرح به سابقًا زوجها الراحل سمير غانم، وربما أعمالها الخيرية لم تنته وصرح زوج ابنتها المذيع رامى رضوان عن حبها للخير قائلًا «لحد دلوقتى وهى فى لحظة مرض وتعب، بتفكر فى مين محتاج إيه، وبتقولنا ابعتوا كذا لفلان وكذا لعلان». فى حياة الفنانة القديرة العديد من قصص الوفاء لزملائها ربما تكون كانت سببًا فى تغيير مشوار حياتها، أولهم الفنان الراحل جورج سيدهم، ربطتهما علاقة أخ وشقيقته أو ابنته، طوال فترة مرضه كانت دائمة السؤال والزيارة، وكانت مصدرًا للمعلومات عنه، وربما ترجع علاقتها أنه كان سببًا فى زواجها من الراحل سمير غانم. وتأتى قصة حب سمير ودلال الأشهر فى الوسط الفنى، لما شملته هذه القصة من كواليس جميلة تنم عن قصة حب حقيقية بدأت فى قلب دلال وقررت أن تكملها لتكتمل بأسرة فنية جميلة أثرت الفن العربى بنجمتين محبوبتين لجمهورهما ولأصدقائهما دنيا وإيمى. المقابلة الأولى بين سمير غانم ودلال عبدالعزيز بدأت منذ كانت دلال عبدالعزيز فى مرحلة الطفولة، كانت فى أحد المصايف مع عائلتها بالإسكندرية، وكانت برفقة المربية الخاصة بها، وعندما رأت سمير غانم، هرولت وراءه مسُرعة من أجل رؤية النجم المشهور، وتوقف وقتها وداعبها بشعرها. وبعد 15 عاماً يتجدد اللقاء بينهما من خلال عمل فنى. وجاءت البداية بالبحث عن بديلة للفنانة آثار الحكيم لبطولة مسرحية «أهلاً يا دكتور» التى يقدمها سمير غانم، ورشّح جورج سيدهم، دلال، وأكد لها أن الفن ليس به واسطة، وذهبت إلى مسرح الهوسابير وبالفعل قدّمت بروفة فى المسرحية وأعجب الجميع بأدائها. 4 سنوات يعرضان المسرحية، وتبادلا خلال الكواليس عبارات الحب والإعجاب دون التصريح بأى شىء، ولكن دلال عبدالعزيز قرّرت وقتها الاقتراب منه بصورة أكبر، ورغم أن لديه عدداً كبيراً من المعجبات، إلا أنها قررت أن تكون هى الوحيدة فى حياته، من وقتها كانت تلازمه فى الكواليس وخلال العرض المسرحى، وبعد الانتهاء منه، كانت تطلب منه أن يرجعها منزلها، ومن هنا بدأ سمير غانم يلتفت إليها بصورة ملحوظة. «سمير» تزوج قبل «دلال» مرتين، أول زيجة استغرقت ما يقرب من شهرين من سيدة صومالية، ولكنهما سرعان ما انفصلا بسبب اختلاف الطباع بينهما، والثانية كانت أسبوعاً واحداً، ووصف سمير غانم زواجه من «دلال» فى أحد اللقاءات التليفزيونية، قائلاً: «تجربة الزواج غلط، ولكن أجمل غلطة». كون الثنائى دويتو ناجحًا، حيث قدما معًا العديد من الأعمال الفنية الناجحة منها «فوازير فطوطة»، وقدم سمير غانم خلال هذا الجزء من فوازير فطوطة المحببة للأطفال، فزورة متعلقة بشخصية تاريخية مختلفة يوميًا. وظهرت دلال عبدالعزيز مع سمير غانم كضيفة شرف فى هذه الفوازير التى تم إنتاجها عام 1982. أيضاً نهاية رجل تزوج، وقدم سمير غانم دور شمشون، الرجل الذى تزوج من ابنة رجل جعله يوقع على عدد من الشيكات فلا يستطيع التخلص من هذه الزيجة، ويتجه إلى الريف ليتزوج من فتاة ريفية بسيطة لعلها تطيعه ولكنها تتطلع إلى من حولها وتتمرد عليه، وقدمت دلال عبدالعزيز شخصية زوجة الطرابلسى الذى قدمه سيد زيان، والفيلم إنتاج عام 1983. فيلم «يارب ولد»، أول فيلم يجمعهما بشكل كبير، حيث جسد سمير غانم شخصية زوج اختها-إسعاد يونس- ابنة الأسيوطى، أيضاً أفلام «إنقاذ ما يمكن إنقاذه» و«حادى بادى»، و«أرباب السوابق» و«عريس فى اليانصيب»، «المطب»، «الأغبياء الثلاثة»، «النصاب والكلب»، «الرجالة فى خطر»، أيضاً قدما العديد من المسرحيات منها «فارس وبنى خيبان»، و«أخويا هايص وأنا لايص». وجمعتهما العديد من المسلسلات منها مسلسل «عائلة أستاذ أمين» عام 2005، «سيت كوم عبدالحميد أكاديمى» 2005، «الكبير أوى» الجزء الثالث (ضيوف شرف). «لهفة» مع دنيا سمير غانم 2015، «نيللى وشريهان» مع «إيمى ودنيا» 2016. وآخرها «بدل الحدوتة تلاتة» مع «دنيا» 2019. حققت دلال على المستوى الفنى نجاحًا كبيرًا أيضًا، حيث بدأت مسيرتها الفنية فى العام 1977م، بأدوار صغيرة كمشاركتها فى مسلسل «بنت اليوم»، أما بدايتها الفعلية فكانت عندما رشحها الفنان نور الدمرداش للعمل فى المسرح. فى فترة الثمانينيات شاركت فى مسلسلات تليفزيونية ومنها مسلسل «أبواب المدينة» بجزأيه الأول والثانى و«عالم العم أمين» و«دعونى أعيش» و«ليالى الحلمية» بكل أجزائه التى كان آخرها عام 1995 و«الضابط والمجرم». فى عام 1986، ظهرت دلال فى فيلم «الانتقام» مع يونس شلبى ولبلبة، كما ظهرت فى عام 1987 فى فيلم «بئر الخيانة» للمخرج على عبدالخالق، وفى عام 1988، ظهرت فى فيلم «بوليس نسائى»، حيث شاركت البطولة مع إلهام شاهين وهالة صدقى. فى عام 1993، ظهرت فى مسلسل «دموع صاحبة الجلالة» بدور «سوسن هانم» مع المخرج يحيى العلمى، كما أدت دور البطولة مع يحيى الفخرانى فى مسلسل «لا» فى عام 1994، وظهرت أيضاً مع يحيى الفخرانى فى المسلسل الشهير «للعدالة وجوه كثيرة» بدور زوجة «جابر». وفى عام 1996، أيضًا لعبت البطولة فى فيلم «الزمن والكلاب» وهو فيلم أكشن وجريمة، وفى نفس العام أيضًا ظهرت مع الفنان عادل إمام فى «النوم فى العسل»، كما أدت دور البطولة مع يحيى الفخرانى وماجدة زكى فى فيلم «مبروك». فى عام 2001، أدت البطولة فى فيلم «أسرار البنات» مع سوسن بدر وشريف رمزى للمخرج مجدى أحمد على، وفى نفس العام شاركت البطولة مع ليلى علوى وعبلة كامل فى مسلسل «حديث الصباح والمساء». وفى عام 2008، ظهرت بدور البطولة إلى جانب أحمد حلمى ومحمود حميدة فى فيلم «آسف على الإزعاج»، وفى عام 2009، كما شاركت البطولة إلى جانب يحيى الفخرانى فى مسلسل «ابن الأرندلى» للمخرجة رشا شربتجى. وفى العام 2010، كان لديها مشاركة بالمسلسل الإذاعى «يانا يا أنت» و«سى عمر» و«ليلى أفندى»، ومن الأفلام الحديثة التى شاركت فيها فيلم «لا تراجع ولا استسلام» وفيلم «عصافير النيل»، و«سمير وشهير وبهير». وفى العام 2011م شاركت أيضاً بالمسلسلين «دوران شبرا» و«مكتوب على الجبين»، وفى العام 2012م شاركت دلال ب«الخفافيش» و«سيت كوم» و«لسة بدرى» و«الهروب» و«عرفة البحر»، وفى عام 2013م شاركت فى «القشاش». فى عام 2014، شاركت دلال البطولة مع أحمد حلمى وياسمين رئيس فى فيلم «صنع فى مصر»، من إخراج عمرو سلامة وكتابة مصطفى حلمى، أما عام 2017، فقد ظهرت دلال بدور البطولة، حيث لعبت شخصية «لمياء» فى مسلسل «سابع جار»، وهو الدور الذى لفت الانظار وتصدرت به مواقع «السوشيال ميديا» بشكل كبير. وفى عام 2018، شاركت البطولة إلى جانب تامر حسنى وأكرم حسنى فى فيلم الكوميدى «البدلة»، وفى رمضان 2018، ظهرت بدور البطولة على قناة «إس بى سى» فى مسلسل «أرض النفاق»، وتلتها بالعديد من الأعمال المهمة آخرها مسلسل «ملوك الجدعنة». أما فى المسرح فقد كان لها حضور دائم ومن أهمها، «هالة حبيبتى» و«أخويا هايص وأنا لايص» و«حب فى التخشيبة» و«فارس بنى خيبان»، وقد نالت دلال عبدالعزيز عددًا من الجوائز، حيث حصلت على جائزة أحسن ممثلة فى مهرجان التلفزيون 1988م. وتتمنى «نجوم وفنون» الاطمئنان على صحة الفنانة الكبيرة وأن تمر من الأزمة الصحية على خير.