خصص د. محمد بديع, المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين, رسالته الأسبوعية اليوم الخميس فى ذكرى عيد الحب لإحياء ذكرى الإمام الشهيد حسن البنا والذى وصفه بأنه من غرس معنى الحب في الشعوب من أجل حب الأوطان. وقال "بديع": "هذه الأيام من كل عام تُذكِّرنا بدماء الإمام الشَّهِيد حَسَن البَنَّا، الذي بذل روحه في سبيل رفعة الوطن، وحُبِّه الصادق، والعمل على نهضته الدائمة، رغم أن الذي قتلته أيْدي مصرية آثمة تتبرَّأ مصر منها، وساعدها إرهاب مؤسسات فاسدة، وحضر جنازته النِّساء فقط بالقهر ورجل شُجاع مسيحي مصري واحد يذكره التاريخ ولا ينساه، ولم يسترد أولاده حقّهم الدنيوي حتى الآن، ولكن القيم التي غرسها والرجال الذين ربَّاهم لخير مصر والعالم يشهدون له، ويضيفون بإذن الله تعالى لحسناته الخير الكثير. وأضاف "بديع": "من أجل هذا تبقى هذه الأسس التي أحياها الإمام في الأمة، من مطاردة اليأس والإحباط، وغرس الأمل والتفاؤل، خاصة وهي تواجه المحن والشدائد؛ لتحقيق آمال الشعوب ونهضتها، خاصة وهي تواجه الكثير من الصعاب والفتن، ومن السعي إلى التَّقدُّم المنشود، وإقامة العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، رغم كيد الخصوم، ومكر المتربِّصين ببلداننا، وكأنِّي بدماء الشَّهيد تقول لأبناء الأمة: إن النصرَ آتٍ لا ريب فيه بمقتضى سنن الله تعالى، فما أحوجنا اليوم قبل الغد، إلى أن نستلهم من العمل والإنتاج ما يحقِّق طموحات الشعوب التي تحتاج إلى الهمم الكبيرة والأنفس المخلصة". وأشار المرشد إلى أنه في "رسالة المؤتمر الخامس" يقول الإمام البنَّا عن فريضة حب الوطن، والتفاني في خدمته: "إن الإسلام قد فرضها فريضة لازمة لا مناص منها: أن يعمل كل إنسان لخير بلده وأن يتفانى في خدمته، وأن يُقدِّم أكبر ما يستطيع من الخير للأمة التي يعيش فيها، فكل مسلم مفروض عليه أن يسدَّ الثغرة التي هو عليها، وأن يخدم الوطن الذي نشأ فيه، ومن هنا كان المسلم أعمق الناس وطنية, وأعظمهم نفعًا لمواطنيه؛ لأن ذلك مفروض عليه من رب العالمين". وتابع المرشد: "معنى حب الوطن والتعلق به: فذلك أمر مركوز في فِطَر النفوس من جهة، مأمور به في الإسلام من جهة أخرى، ومن يُحبّ الوطن لا يُخرِّب أو يقتل أو يُدمِّر أو يُروِّع الآمنين أو يُثِير الفوضى أو يهدم البناء". واختتم المرشد رسالته، قائلا: "حب الوطن أيضا يحتاج لمعنى الانتماء إلى مصر وحُبِّها، والعمل على النهوض بها".