أدى الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء، العمرة، ولا غرابة فى ذلك فهى رحلة محببة إلى قلب كل مسلم لزيارة الأراضى المقدسة والطواف حول الكعبة المشرفة، خاصة أن زيارة الدكتور قنديل تمت فى وقت يعتبر ذروة فيما يعرف بعمرة المولد النبوى الشريف، لكن ما يلفت النظر فى عمرة الحاج قنديل هو أنه أدلى بأول تصريح بعد ساعات من عودته من الأراضى المقدسة بأن جميع تكاليف الرحلة تمت من جيبه، وليس على حساب الدولة، وربما أراد الدكتور قنديل بالحديث عن تحمل نفقات عمرته من ماله الخاص هو لقطع الطريق أمام الإعلام أبو لسان طويل الذى كان سيتساءل عن الجهة التى تحملت تكاليف الرحلة ومنعاً للقيل والقال، وحتى تخرس الألسنة فقد بادر الدكتور قنديل بالتصريح بأن عمرته من حر ماله، المسئولون فقسوا أسئلة الصحفيين، أصبحوا جاهزين بالإجابة، قنديل كان عارف أن الإعلام لن يترك هذه الرحلة التى قام بها إلى الأراضى المقدسة لأداء العمرة فى «33 ساعة» دون أن يسأل عن التكلفة، فقال ريحوا أنفسكم الحساب من جيبى، قبل ما تسأل الوزير يرد عليك أنا مش إخوانى، ياعم هو كان حد سألك هو حد كان قال لكم الإخوان مرض معدى هو كلام وخلاص احنا عارفين انتم إخوانيون الهوى، ولم يقل الدكتور قنديل إنه رجل فوق مستوى الشبهات، كما قال المستشار أحمد مكى وزير العدل عندما سئل عن ندب ابنه للعمل بالمجلس الأعلى للقضاء القطرى! وبما أن البلد هادئ، والوضع مستقر، والأمن مستتب، والعلاقة بين المعارضة والأكثرية أحلى من السمن على العسل، وشايلين بعض من على الأرض شيل من كثرة المحبة، بفضل السياسة الحكيمة للحكومة فمن حق الكبير يدلع، ويسافر لأداء العمرة، ومن حقه علينا أن نقول له كما قال المسلمون الأوائل لعمر بن الخطاب، حكمت.. فعدلت، فأمنت فاعتمرت ياقنديل! وأنا شخصياً مصدق الدكتور قنديل أن عمرته على حسابه الخاص، لأنه رجل بسيط مثلنا، وأتصور أنه اشترك فى جمعية ب«200» جنيه فى الشهر، وكان ينوى العمرة، وعندما قبض الجمعية سافر على طول حتى لا يطير المبلغ، كما أن هناك هدفاً سياسياً جعل قنديل يسرع فى العمرة هو أنه قرر أن يؤديها وهو فى المنصب، لأن هناك فرق بين رئيس الوزراء يؤدى العمرة، وكلنا شفنا الأمن الذى كان حوله وهو يطوف حول الكعبة، وبين رئيس وزراء سابق حيث لا أمن،ولا قبضايات ولا حراسة، أو اهتمام من الحرس السعودى ولا بشىء من هذا القبيل. وأود أن أسأل الدكتور قنديل كيف استقبلت الكعبة المشرفة، وماذا كان دعاؤك وأنت تقف فى مقام إبراهيم وحجر إسماعيل وأمام الحجر الأسود، وانت تطوف، ماذا طلبت من ربك فى سجودك فى الكعبة المشرفة، هل طلبت منه يخرجك من ورطة المنصب بسلام أم بمد فى بقائك، وهل شكوت قلة حيلتك، ماذا قلت عن شهداء ومصابى الثورة الذين سقطوا فى عهدك، وفشلت فى انقاذهم، أو في القصاص لهم.. هل تذكرت جيكا وكريستى والجندى، وأطفال أسيوط الذين دهسهم القطار، وهل طلبت من الله أن يغفر لك قيامك برمى المحصنات من رعيتك فى تصريحاتك عن «الرضاعة والزنا»! وهل سألت أحداً عن مناسبة قيامك بأداء العمرة فى هذا الوقت شديد الخطورة على مصر والتى أوشكت على حرب أهلية، مما يتطلب استغلالك كل دقيقة فى البحث عن مهدئ للأزمة، صحيح بماذا دعوت يادكتور قنديل، هل دعوت على مرسى أم دعوت له، هل ترى أنه ورطك بهذا المنصب الواسع عليك، ومازال يتمسك بك لأسباب غير مفهومة، هل تذكرت الملايين التى تطالب برحيلك، فرجوت الله أن يهديك ويلهمك الشجاعة وتقرر الاستقالة إذا كان ذلك ينزع فتيل الأزمة، صديقك «مكى» قال إنه سيستقيل بعد عيد الفطر، ياريت يادكتور قنديل تقنعه بأن يعجل فى قراره وترحلا اليوم أنت وباقى وزرائك وسافروا إلى عمرة ولا أقولك الحج قريب، اعقدوا النية وأدعو اللهم تقبل منا ومنكم.