«البوسعيدى»: نتضامن حكومةً وشعباً مع أشقائنا فى فلسطين.. و«المعولى»: العُمانيون جنباً إلى جنب مع توحيد الصف يظل موقف سلطنة عُمان تجاه نصرة القضية الفلسطينية ثابتاً لا يتغير، ويتمثل فى الدعم الكامل للشعب الفلسطينى لنيل حريته وحقوقه المشروعة نحو قيام دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدسالشرقية، وهو مبدأ أرساه المغفور له السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - خلال عصر النهضة العُمانية الحديثة.. ويسير على نفس الدرب، السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان «مؤسس النهضة المتجددة»، الذى أكد منذ أول يوم لتوليه مسئولية الحكم فى 11 يناير 2020م، أن السياسة الخارجية للسلطنة ثابتة سيراً على خطى السلطان الراحل.. ولطالما كان السلطان هيثم بن طارق داعماً لقضية فلسطين، وتجلى ذلك فى رسالته الخطية للرئيس الفلسطينى محمود عباس فى أواخر شهر يناير الماضى، التى أكدت موقف السلطنة الثابت والداعم للفلسطينيين، ومواصلة المساعى العُمانية لخدمة القضية الفلسطينية. مواقف ثابتة وقد ظهر الموقف العُمانى من العدوان الإسرائيلى الأخير على الأراضى الفلسطينية، منذ الوهلة الأولى، حيث أصدرت وزارة الخارجية العُمانية فى 8 مايو الماضى، بياناً أعربت خلاله عن إدانة السلطنة لاقتحام القوات الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى المبارك، ورفضها لسياسات وإجراءات تهجير الشعب الفلسطينى الشقيق من منازله فى مدينة القدس، وأكد البيان موقف عُمان الثابت فى دعم الحقوق المشروعة فى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدسالشرقية. ومع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً فى 11 مايو الماضى لبحث تدهور الأوضاع، وألقى وزير الخارجية العُمانى بدر بن حمد بن حمود البوسعيدى كلمة قوية خلال ذلك الاجتماع، أعرب خلالها عن تضامن السلطنة مع شعب فلسطين الشقيق وتأييدها الثابت لمطالبه العادلة فى الحرية والاستقلال، وشدد على أن استمرار إسرائيل فى احتلالها للأراضى الفلسطينية دون حق وانتهاكاتها المتواصلة للقانون الدولى والقيم والأعراف الإنسانية، أمر يحتاج إلى تحرك دولى حاسم من المجتمع الدولى ومجلس الأمن. معاناة إنسانية وقال وزير الخارجية العُمانى خلال رئاسته لوفد السلطنة بذلك الاجتماع الوزارى العربى، إن 70 سنة من المعاناة والآلام والمآسى يخوضها الشعب الفلسطينى الأعزل تحت وطأة الاحتلال دون الحصول على حقه فى تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة، رغم المحاولات العديدة والمضنية على مر الأعوام لإرساء السلام العادل والشامل.. وأضاف: «حقاً أعظم معاناة إنسانية فى عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، فقد بلغ السيل الزّبى، ولن تنتهى هذه المعاناة إلا بإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدسالشرقية على خطوط الرابع من يونيو 1967م، وحصولها على كامل العضوية لدى الأممالمتحدة، فذلك هو الحل الوحيد لإطفاء أهم وأخطر مواقد عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط». . وتابع: «إن سلطنة عُمان تحيى صمود الشعب الفلسطينى وكفاحه المشروع، وتدعو إلى تحقيق السلام القائم على الشرعية الدولية وحل الدولتين». كما عبرت عُمان عن موقفها الداعم للقضية الفلسطينية أيضاً، خلال مشاركتها مؤخراً فى اجتماع اللجنة التنفيذية مفتوحة العضوية على المستوى الوزراى التابعة لمنظمة التعاون الإسلامى، حيث أعربت - خلال كلمتها بهذا الاجتماع والتى ألقاها الشيخ خليفة بن على الحارثى وكيل وزارة الخارجية للشئون الدبلوماسية - عن إدانتها لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى، ورفضها لسياسات وإجراءات تهجير الشعب الفلسطينى من منازله فى مدينة القدس، مؤكدة أيضاً موقفها الثابت فى دعم الحقوق المشروعة فى إقامة الدولة الفلسطينية. نُبل المواقف وترجمةً لعمق العلاقات العُمانية الفلسطينية، جاءت زيارة رئيس الوزراء الفلسطينى الدكتور محمد أشتية والوفد المرافق له – والذى يضم رياض المالكى وزير الخارجية الفلسطينى - إلى السلطنة الأسبوع الماضى، مؤكدة نُبل مواقف السياسة العُمانية من القضية الفلسطينية الحاضرة فى قلوب العمانيين حكومةً وشعباً.. وكان فى استقبال الوفد الفلسطينى الرفيع لدى وصوله مسقط، بدر بن حمد البوسعيدى وزير الخارجية العُمانى وسعود بن هلال البوسعيدى وزير الدولة ومحافظ مسقط والدكتور سعيد بن محمد الصقرى وزير الاقتصاد العُمانى والشيخ خليفة بن على الحارثى وكيل وزارة الخارجية للشئون الدبلوماسية والسفير الدكتور خالد بن سعيد الجرادى رئيس دائرة المراسم بوزارة الخارجية. وكان أول لقاءات رئيس الوزراء الفلسطينى فى عُمان، مع أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء العُمانى لشئون العلاقات والتعاون الدولى والممثل الخاص لسلطان عُمان، وتم خلال هذا اللقاء – الذى جاء بتكليف سامى من السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان - استعراض العلاقات الثنائية الطيبة بين السلطنة ودولة فلسطين، وأوجه التعاون القائم بينهما فى العديد من المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. كما التقى رئيس الوزراء الفلسطينى، مع الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلى رئيس مجلس الدولة بالسلطنة، وجرى خلال المقابلة استعراض العلاقات العُمانية الفلسطينية وموقف السلطنة الداعم للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية والتطورات الراهنة وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأكد رئيس الوزراء الفلسطينى خلال هذا اللقاء، على قوة العلاقات بين البلدين والروابط الأخوية بين الشعبين، وحرص البلدين على مد جسور التعاون على كافة الأصعدة، بما يحقق طموحات وتطلعات الشعبين.. وثمن «أشتية» المساعى العُمانية فى دعم القضية الفلسطينية، وما تبذله السلطنة على مختلف الأصعدة من أجل إقرار حقوق الشعب الفلسطينى فى المحافل الدولية، إلى جانب دعم جهود ومبادرات السلام فى المنطقة، مشيداً بما تشهده عُمان من تطور تنموى وحضارى، ومتمنيّاً لها دوام التقدم والازدهار. وحدة الكلمة وكان اللقاء الثالث لرئيس الوزراء الفلسطينى فى مسقط، مع خالد بن هلال المعولى رئيس مجلس الشورى العُمانى، وتم خلال المقابلة استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وأوجه التعاون القائم بينهما فى العديد من المجالات خاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية. وأكد رئيس مجلس الشورى العُمانى، أن شعب عُمان يقف جنباً إلى جنب مع الشعب الفلسطينى، داعماً له فى استرداد حقوقه المشروعة، وداعياً إلى توحيد الصف ووحدة الكلمة فى سبيل التغلب على كل العقبات لتحقيق مطالب الأشقاء فى دولة فلسطين.. ومن جانبه أشاد «أشتية» بمواقف السلطنة المشرفة تجاه القضية الفلسطينية، شاكراً كل الجهود التى تبذلها عُمان فى دعم ومساندة الشعب الفلسطينى والوقوف معه فى مختلف الظروف الراهنة. مشاورات سياسية وقبل مغادرة رئيس الوزراء الفلسطينى والوفد المرافق له، أراضى السلطنة أول أمس «الخميس»، عقد وزير الخارجية العُمانى «بدر البوسعيدى»، جلسة مشاورات سياسية مع نظيره الفلسطينى «المالكي»، فى مقر وزارة الخارجية بمسقط، جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيزها، وبحث تطورات الأوضاع التى شهدتها مدينة القدس والمناطق الفلسطينيةالمحتلة. وأعرب «البوسعيدى» عن تضامن سلطنة عُمان حكومةً وشعباً مع الأشقاء فى فلسطين، مؤكداً موقف عُمان الثابت الداعم للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، على أساس مبدأ حل الدولتين والقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. من جانبه، أعرب «المالكى» خلال جلسة المشاورات، عن شكر وتقدير دولة فلسطين قيادةً وشعباً لموقف السلطنة المساند للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة، مشيداً بما عبرت عنه عُمان من إدانة للاعتداءات الإسرائيلية وما تبذله من جهود مع الأشقاء العرب والأطراف الدولية لتحقيق السلام القائم على مبادئ القانون الدولى وحل الدولتين.