يطيب لي في هذه المناسبة الطيبة لقيامة السيد المسيح أن نصلي من أجل شهداء 25 يناير جميعاً الذين سالت دماؤهم وامتزجت معاً علي أرض مصر الطيبة ونذكرهم أمام الله جميعاً. أيها الأحباء أهنئكم جميعاً بعيد القيامة المجيد.. كل عام وأنتم بخير. إن قيامة السيد المسيح من بين الأموات ليست مجالاً للبحث أو الفحص نظراً لكثرة شهود القيامة سواء كانت علي المستوي الفردي كما ظهر لمريم أم يعقوب والمجدلية أو علي مستوي الجماعة، كما ظهر لتلميذي عمواس أو للاثني عشر ولسائر الرسل، بل وإنما ظهر لأكثر من خمسمائة أخ كان معظمهم باقياً علي قيد الحياة زمن كتابة البشائر والرسائل يشهدون ويؤكدون حقيقة رؤيتهم للسيد المسيح القائم من بين الأموات فظهر لهم آثار جراحاته، بالإضافة إلي شهود القيامة الآخرين بدءاً من القبر الفارغ والذي مازال فارغاً حتي يومنا هذا إلي الأكفان والحجر المدحرج عند باب القبر والحراس، ففي فجر الأحد حدثت زلزلة عظيمة ونزل من السماء ملاك دحرج الحجر وقام السيد المسيح من بين الأموات ففزع الحراس عندما وجدوا الحجر مدحرجاً والختم مكسوراً والقبر فارغاً ماذا يفعلون وكيف يتصرفون؟ فسوف تتم معاقبتهم من رؤسائهم لأنهم أخلوا بواجبهم وربما تصل العقوبة إلي الإعدام وإن هربوا ستكون المشكلة أكبر. فتفكروا أن يذهبوا إلي رؤساء الكهنة وأخبروهم بما حدث ثم اجتمع رؤساء الكهنة وقرروا أن يعطوا العسكر فضة كثيرة فاندهش الحراس من هذا وأخبروهم أن يذيعوا بين الناس أن تلاميذ يسوع أتوا في الليل وسرقوا جسده وهم نيام، فنشر الحراس هذه القصة وهذه الكذبة واستعطفوا الوالي حتي يعفو عن الحراس وإن كان الكثيرون لم يصدقوهم بعد الظهورات التي تكررت أكثر من مرة بدءاً من عند القبر لمريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالموه عندما اشتروا حنوطاً كعادة اليهود ليدهنه به وقال لهم قد قام ليس هو ههنا (مرقس 16 : 1-7). وعلي أساس تأكدنا من قيامة السيد المسيح له المجد يكون تأكدنا من قيامتنا في اليوم الأخير لأنه مكتوب في (1 كو 5 : 22) كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع ونستخلص من هذه الكلمات أن قيامة المسيح هى إتمام الفداء والكفارة وهذا ما عبر عنه المسيح عندما نطق بآخر كلماته علي الصليب قائلاً »قد أكمل« بقيامة المسيح أبطل آخر عدو وهو الموت، فالقيامة تحقيق للنصرة علي الخطية من ناحية وعلي الموت من ناحية أخري لأن أجرة الخطية هي الموت لأن موت المسيح وقيامته يطهرنا من كل خطية مقدس من له نصيب في القيامة الأولي، هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم (رو 20 : 6). نصلي من أجل وحدة مصر وشعبها الأصيل لنصل إلي بر الأمان معاً بصلوات قداسة البابا شنودة الثالث. رئىس تحرير مجلة بانوراما [email protected]