إنَّ علم أسباب النزول علم واسع جدًّا، وهو لم يُحط بكلّ الآيات القرآنية، فهناك بعض الآيات القرآنية لم يردْ سبب نزولها عن النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- وعن أصحابِه -رضوان الله عليهم-، وتعدُّ سورة النمل واحدة من السور التي لم يردْ شيء في سبب نزولها، فأكثر القرآن الكريم لم يذكر له سبب نزول في التفاسير أو في كتب علوم القرآن . وإنَّ هذه السورة الكريمة موضوعها -في الغالب- هو موضوع السورتين: سورة الشعراء قبلها، وسورة القصص بعدها، فهي جاءت بينهما في الترتيب في المصحف الشريف، وكذلك كان ترتيبها في النزول، فصارت كالتتمَّة لسورة الشعراء في بيان بقية قصص الأنبياء، وهي قصة داود وسليمان -عليهما السَّلام-، وفيها تفصيل في قصة موسى وقصة صالح وقصة لوط -عليهم السلام-، كما يوجد تشابه بين هذه السور في البداية والافتتاح بالحروف المقطعة طسم، وتُسمّى هذه السور بالطواسين لأنّها تبدأ بهذه الحروف المقطعة، وكذلك التشابه الموضوعي بينها في وصف القرآن وتنزيله من عند الله تعالى.