أنشطة ترفيهية وسياحية فى 30 محمية بمشاركة القطاع الخاص.. وتطوير البنية التحتية فى 10 محميات وزيرة البيئة:هدفنا الاستغلال الأمثل للمحميات خبراء يطالبون بالابتعاد عن مركز كل محمية.. والاستثمار فى المحيط الخارجى فقط تمتلك مصر 30 محمية طبيعية، فى مختلف المحافظات، بعضها مسجل كتراث عالمى، مثل محمية وادى الحيتان، وبعضها الآخر نادر الوجود، مثل محمية الغابة المتحجرة التى تعد أثراً جيولوجياً فريداً من نوعه فى العالم كله. ورغم تميز المحميات الطبيعية فى مصر، فإنها لم تنل الاهتمام اللائق بها على مدى عدة عقود، ولذلك بدأت الدولة التفكير فى تطويرها، وتجديد بنيتها التحتية واستغلالها بشكل أفضل، بما يفيد الاقتصاد المصرى بشكل عام وقطاع السياحة البيئية بشكل خاص. وتعادل ال30 محمية طبيعية فى مصر 15% من مساحتها الكلية، تختلف كل واحدة منها فى مزاياها وفقاً لطبيعتها البحرية أو الجبلية. ووفقاً للقانون 102 لسنة 1983، فإن المحمية الطبيعية: هى مساحة من الأرض أو المياه الساحلية أو الداخلية التى تتميز بما تضمه من كائنات حية نباتية أو حيوانية أو ظواهر طبيعية ذات قيمة ثقافية أو علمية أو سياحية أو جمالية، ويصدر بتحديدها قرار رئيس مجلس الوزراء بناءً على اقتراح جهاز شئون البيئة. مليون زائر هو عدد زوار المحميات خلال الفترة من يونيو 2018 وحتى ديسمبر 2020، منهم نحو 350 ألف زائر مصرى، ونحو 750 ألف زائر أجنبى، وفقاً لبيانات وزارة البيئة. وحققت إيرادات المحميات تقدماً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة وصولاً إلى تحقيق ما يزيد على 47 مليون جنيه خلال العام المالى 2019/2020، بنسبة زيادة قدرها 124% مقارنة بعام 2017/2018. وعالمياً، هناك ما يقرب من 210 آلاف محمية طبيعية على مستوى العالم، توفر إيرادات تصل إلى 7.6 تريليون دولار أمريكى، وما يزيد على مليون وظيفة وفرصة عمل، وفقاً لوزير البيئة السابق خالد فهمى. ومن أجل الاستغلال الأمثل لكنوز مصر من المحميات الطبيعية كشفت وزيرة البيئة ياسمين فؤاد، مؤخراً، عن طرح عدد من المحميات فى القاهرةوالفيوم للاستثمار بالمشاركة مع القطاع الخاص وكانت البداية بمحميتى الغابة المتحجرة ووادى دجلة. وقالت الوزيرة إنه تم البدء فى منظومة تطوير البنية التحتية ل10 محميات والعمل على دمج المجتمع المحلى بتلك المحميات للتأكيد على أنهم شريك أساسى فى التنمية، ثم طرح فكرة الاستثمار فى المحميات وبدأنا بمحميتى الغابة المتحجرة ووادى دجلة، وتم العمل على إنشاء نادٍ للعلوم للأطفال يحكى تاريخ المحميات. وأضافت وزيرة البيئة: «ما يهمنا هو الاستغلال الأمثل للمحميات والحفاظ على المنطقة الجوهرية بها واستغلالها والاستثمار فيها وفقاً للأنشطة المناسبة بكل محمية». كانت وزارة البيئة أعلنت فى نوفمبر الماضى، خطتها لطرح الاستثمار بالمحميات الطبيعية للقطاع الخاص، لدعم تقديم الخدمات المطلوبة للزوار بكافة أشكالها داخل المحميات الطبيعية، فى إطار مخطط للارتقاء بمستوى السياحة البيئية، لاستيعاب الزيادة المتوقعة فى استخدامات المحميات الطبيعية وتنوع الأنشطة بها وبما يوفر تجربة سياحية بيئية. وقالت الوزيرة إن محاور تطوير المحميات ودعم السياحة البيئية تتطلب الترويج للسياحة البيئية وتحديث برامج التوعية بما يتفق مع تطورات العصر من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعى واستحداث تطبيقات إلكترونية تحقق الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين لتعريفهم بما تملكه مصر من موارد والأسس الحاكمة لاستخدامها وأهمية الحفاظ عليها كأحد محاور مجهودات الدولة لحماية البيئة وتحقيق رفاهية المواطنين. ولذلك أطلقت الوزارة الحملة الوطنية «إيكو إيجيبت»، بهدف الترويج إلى السياحة البيئية بعدد من المحميات الطبيعية، مع العمل على رفع الوعى البيئى لقطاع السياحة والسائحين لدعم السياحة المستدامة، كما قامت الوزارة بإعداد الدليل الإرشادى لدمج المعايير البيئية بالقطاع الفندقى وتحديث علامة ال«جرين ستار». وقد انتهت الوزارة بالفعل من تنفيذ 10 مشروعات لرفع كفاءة البنية التحتية بمحميات جنوبسيناء ووادى الريان، وتطوير 16 ورشة فخار خاصة بالمجتمع المحلى بقرية النزلة بمحمية وادى الريان، بما يوفر 90 فرصة عمل مباشرة، كما تم بناء خيمتين تقليديتين كمنافذ بيع للسيدات بمحمية وادى الجمال بما يوفر 345 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، فضلاً عن إنشاء سدان بمحمية وادى دجلة لمواجهة مخاطر السيول. إضافة إلى تطوير مركز لمشاهدة الطيور بمحطات الأكسدة بشرم الشيخ، وإنشاء مركز للتميز البيئى بجبل الزيت، كما تم أيضاً تجهيز مواقع الغوص بشرم الشيخ ورأس محمد ب80 شمندورة ربط لليخوت السياحية بغرض الحفاظ على الشعاب المرجانية وتنظيماً للأنشطة البحرية السياحية. أوجه الاستثمار المقترح تنفيذها فى المحميات الأربع التى تم طرحها على المستثمرين هى: «وادى دجلة والغابة المتحجرة ووادى الريان وقارون»، تتضمن 4 أنشطة فى وادى دجلة، الأول: إدارة وتشغيل مركز الزوار والمبانى الملحقة به، وتجهيز المطعم الموجود على الطراز البدوى أو السيوى، لتقديم الأطعمة التقليدية التراثية للسكان المحليين بالمحميات، من خلال الاستعانة بأفراد من المجتمع المحلى فقط، وتجهيز قاعة العرض بالمركز وتحويلها إلى نادٍ للعلوم لإكساب الطلاب المهارات، وإعداد برامج مختلفة للشرائح المختلفة لطلاب المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، وعمل معرض سنوى للعلوم بالمحمية بالتعاون مع وزارات البيئة والتربية والتعليم ووزارة البحث العلمى. واشترطت وزارة البيئة أن يتم الالتزام الكامل باستخدام الديكورات اللازمة، التى تُظهرالتراث الثقافى المصرى داخل المحميات، وأن يتم الطهو وتقديم المأكولات والمشروبات التقليدية، أما النشاط الثانى، فهو إنشاء وتشغيل خيمة بدوية بالوادى «ك 1.5 – ك6» ويتضمن إعداد المأكولات والمشروبات ومكان يقوم فيه أفراد المجتمع المحلى (بدوى - سيوى - عبابدي- بشارية - نوبى) بعمل مشغولات وهدايا تذكارية يدوية إضافة إلى فقرات للفلكلور التقليدى يكون محدداً بتوقيتات، ويلتزم صاحب العطاء الراسى عليه المزايدة بتقديم الشاى البدوي بنكهات مختلفة لتكون معبرة بشكل كبير عن التراث التقليدى للبدو مثل شاى بالحبق والمرمرية والبردقوش والروزمارى لتعريفهم بأهمية تلك النباتات وضرورة الحفاظ عليها. واقترحت الوزارة إنشاء وتشغيل مخيم بيئى «إيكولودج» على مساحة 2000 متر، من خلال الحفر داخل الصخور الرسوبية المميزة بجانبى الوادى، على أن يتم إنشاء باقى مكونات الإيكولودج من خامات البيئة المحيطة به، على أن يضم 10 غرف فقط للإقامة، كما يتم إنشاء باقى مبانى الإيكولودج والأجزاء غير المنحوتة من الطوب اللبن وأفلاق النخيل، والأبواب من شجر السنط، والشبابيك عن مشربيات مبنية من أفرع الأشجار الموجودة بالصحراء، كما أن طرقات الإيكولودج سوف تكون بلون الصحراء ويوجد بجوار مبنى الاستقبال خيمة بدوية ملحق بها مكان للشواء. أما النشاط الرابع، فهو إنشاء 4 محلات تجارية لخدمات الزوار بجوار البوابة الغربية، وتشغيل مركز تدريب الرياضة الدراجات الجبلية. وفيما يتعلق بمحمية الغابة المتحجرة، من المقترح تحويلها إلى مقصد سياحى بيئى ثقافى وترفيهى، من خلال إنشاء متحف مفتوح يحكى تاريخ الحفريات بها على غرار متحف وادى الحيتان، وإقامة مجمع غابة كثيفة للنخيل من المواد الطبيعية ملحق به دورات مياه، ومكان مخصص لتقديم المشروبات الصحية، ومجمع للخيام البدوية يضم كافة أنواع الخيام، على أن تكون العمالة الخدمية لسكان المحميات، إضافة إلى إنشاء مجمع مطاعم يضم سلسلة من المطاعم، على أن يتسم بالطابع المعمارى المستوحى من ثقافات مصر المختلفة فى الإنشاءات والتجهيزات والمناطق المفتوحة، بجانب إنشاء مخيم أخضر أو فندق أخضر مستوحى من البيئة الصحراوية، ويستخدم الطاقة النظيفة وأنظمة الأراضى الرطبة لمعالجة المياه والصرف. وفى محمية وادى الريان بالفيوم، اقترحت إنشاء غابة النخيل للسياحة الزراعية، وإعادة تأهيل مبنى العيون الطبيعية لاستخدامه فى السياحة البيئية، وإدارة وتشغيل 2 متجر وبازار لعرض الحرف اليدوية للسكان المحليين، فضلاً عن إمكانية إقامة إنشاءات متوافقة مع طبيعة المحمية لتقديم الخدمات للزوار، وكذلك إنشاء مخيمات بدوية، وإنشاء مجمع بيئى متكامل لخدمة السياحة البيئية بالقرية البينية بالمحمية للحرف اليدوية ومركز للأنشطة البيئية. أما محمية قارون، فهناك إمكانية لتنفيذ عدة أنشطة من بينها إتاحة المبانى الملحقة ببوابات التحصيل الشمالية والغربية كحق انتفاع أو استغلال للمجتمع المحلى، ما يساعد فى التأمين والتنشيط السياحى للمنطقة، أو إقامة إنشاءات متوافقة مع طبيعة المحمية فى البيت البدوى بجبل قطرانى، والقرية البيئية بشمال قارون، إضافة إلى مركز للحرف اليدوية ومخيمات بيئية، حيث إن منطقة جبل قطرانى مميزة فى مجال السياحة البيئية ولا يوجد سوى مخيم بيئى واحد بها، ما يسهم فى زيادة إيرادات المحمية وزيادة فرص العمل للسكان المحليين. من جانبه، قال الدكتور مجدى علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب ومستشار برنامج المناخ العالمىGEF، إن المحميات الطبيعية يجب الحفاظ عليها كتراث طبيعى نادر. وأضاف علام أن الحفاظ على العناصر البيئية النادرة فى المحميات أهم من الاستثمار فيها، ولذلك يجب عدم التسرع فى خطوات وإجراءات طرح المحميات الطبيعية للاستثمار بالمشاركة مع القطاع الخاص، ووضع أسس وخطط للأنشطة المسموح بها والممنوعة. وطالب أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، بضرورة تحديد عدد الزوار المخصصين لكل محمية طبيعية يومياً، وتحديد الأماكن التى يسمح فيها بالسير داخل المحمية والأماكن الممنوع دخولها والسير فيها، مشيراً إلى أن هناك «حملاً بيئياً» لكل محمية طبيعية يختلف عن الأخرى، كما يجب تحديد أماكن المشى والسير فى كل محمية. «مركز المحمية لا بد أن يستمر إغلاقه أمام الزائرين، والزيارات تكون فى المحيط الخارجى حتى لا يتأثر التكوين البيئى الخاص بها»، هذا ما أكد عليه الدكتور مجدى علام. كما أنه يجب ألا يتم أى بناء كيميائى صناعى داخل المحميات وأن يكون أى بناء صديق للبيئة مثل الكهوف صديقة البيئة المبنية من الطوب اللبن بدون كهرباء أو غاز أو مواد صناعية، لأن السائح الذى يزور المحميات يحب الطبيعة ويكره كل ما هو صناعى، وكذلك الحال مع إنشاء الفنادق التى يجب أن تعمل بالطاقة النظيفة، فضلاً عن التنقل والحركة داخل المحمية بوسائل طبيعية تماما دون تدخل صناعى كيميائى. وأضاف علام: «فى هذه الحالات الخيام والأكشاك الخشبية تصبح أفضل من المبانى، وبدلاً من أن نبنى سوراً حجرياً حول أى مكان ممكن إقامة هذا السياج باستخدام الحبال.. ومخلفات الزائرين تتم إزالتها فوراً خارج المحمية وممنوع استخدام الوقود ولذلك يمنع استخدام السيارات داخل المحميات الطبيعية، لأن حرق الوقود يؤثر على التكوين البيئى والطبيعى للأحجار فى الأماكن المحيطة ويغير شكلها». «الحفاظ على العناصر الحيوية بشكل متكامل هو الغرض والهدف الأسمى من الاستثمار فى المحميات الطبيعية، ولذلك الترفيه يمكن أن يقتصر على المشى داخل المحمية وأى نشاط يكون خارج مركزها، ومن المهم تخصيص جزء خارج المحمية يحتوى على مركز لعرض الفيديوهات المعلوماتية الخاصة بكل محمية»، بحسب أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب. أما عن العائد الاقتصادى من الاستثمار، فأشار «علام» إلى أنه سيتوقف على الترويج والتسويق الخارجى للمنتج السياحى، وهذه مشكلتنا الأكبر فى مصر: «مفيش تسويق وترويج خارجى جيد». فيما قال وليد البطوطى، الخبير السياحى ومستشار وزير السياحة الأسبق، إن الاستثمار فى المحميات الطبيعية يعتبر إضافة جديدة للسياحة المصرية ونتيجة للتعاون والتنسيق بين الوزارات. وأضاف «البطوطى» أن السياحة البيئية مهمة جداً ولها محبوها من مختلف دول العالم، وكان يجب الاستثمار فيها منذ زمن طويل، ولكن المهم الآن أنه بدأ التفكير فى استثمار المحميات الطبيعية المصرية بشكل جيد. ومع انتشار جائحة كورونا ظهرت مطالبات بعدم الاستثمار فى المحميات الطبيعية الآن والانتظار حتى انتهاء الجائحة وعودة الحياة لطبيعتها من جديد، ولكن ذلك ليس صحيحاً والأفضل أننا نرفع كفاءة هذه المناطق وتجهيزها بحيث عندما تعود الأجواء الطبيعية فى العالم سيكون لدينا فى مصر تنوع غير طبيعى فى المنتج السياحى سواء سياحة صحراوية أو شاطئية أو استشفائية أو علاجية وغيرها من المنتجات السياحة. وأشار«البطوطى» إلى أن الاستثمار فى هذه المحميات الطبيعية لا يقتصر على البنية الأساسية والأنشطة المقترح تنفيذها، ولكن الدولة بدأت العمل على الاستثمار فى العنصر البشرى أيضاً، لتأهيل مرشدين بيئيين للتعامل مع السياح الأجانب الذين سيأتون إلى هذه المناطق الطبيعية وسيحتاجون بالطبع إلى من يشرح لهم المعلومات الخاصة بهذه المناطق، وهذه خطوة جيدة من الحكومة يجب الإشادة بها. وقال: «السياح المستهدفون من السياحة البيئية هم سياح العالم كله، لأن مختلف الجنسيات تهتم بهذا النوع من السياحة التى تعتمد على الطبيعة والمناظر الجميلة سواء كانوا اليابانيين أو الألمان أو إيطاليين أو فرنسيين أو الإنجليز والأمريكيين وغيرهم من مختلف دول العالم، «الكل يهتم بالسياحة البيئية». وأضاف: «مصر تمتلك عدداً كبيراً من المحميات الطبيعية التى من الممكن استغلالها واستثمارها، فمصر من شرقها لغربها مليئة بالمحميات سواء فى سيناء والصحراء الشرقية أو الصحراء الغربية فى الفيوم وسيوة، بالإضافة إلى القاهرةوالمحافظات الأخرى، ولذلك فهذه الخطوة الهامة ستؤثر بشكل إيجابى على قطاع السياحة بشكل خاص والاقتصاد المصرى بشكل عام. ارقام * معلومة 47 مليون جنيه إيرادات المحميات الطبيعية خلال عامين مليون زائر للمحميات خلال عامين 350 ألف زائر مصرى للمحميات 750 ألف زائر أجنبى للمحميات 30 محمية عدد المحميات فى مصر