وقفت المرأة تؤدى واجبها إلى جانب الرجل فى جميع قضايا التحرر الوطنى، وخرجت فى مظاهرات «25 يناير»، وتقدمت الصفوف تهتف ضد الظلم والاستبداد والتوريث وتطالب بالحرية والعدل والدولة المدنية حتى سقط النظام، وسقطت أول فتاة شهيدة من ورد جناين مصر، وتعرضت المرأة والفتاة للترويع والاعتقال والتحقيقات، وإذا كان الرجل «اتسحل» أمام قصر الاتحادية وتعرى وظهرت عورته، فإن الفتاة سبقته و«اتسحلت» أمام مجلس الوزراء، وتم تلويث سمعتها بأنها كانت تلبس عباية بكباسين! وأهدر شرف الفتيات فى قضية كشف العذرية. واستمرت المؤامرة ضد المرأة لإعادتها إلى قفص الحريم، ومنعها من استكمال واجبها فى تصحيح مسار الثورة حتى تحقق أهدافها فى العيش والحرية، والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وتسلم قيادة المؤامرة جهلة ينتمون إلى التيار الدينى زعموا أنهم يملكون الحقيقة ويوزعون صكوك الشرف والوطنية، ودأبوا على تلويث سمعة بعض الفنانات اللاتى وقفن فى وجه الإخوان لاستيلائهم على الثورة والسلطة، بعد أن فشلوا فى تحقيق الأهداف التى سالت من أجلها دماء الشباب والفتيات فى الميادين، ودبر أعداء المرأة محاولات التحرش الجنسى بالفتيات، وهى فى الأصل تحرش سياسى لتخويف المرأة ومنعها من المشاركة فى تحرير الثورة من قبضة الفشلة. وزاد من غلظة قلب وفظاظة بعض مشايخ الفضائيات، قيام أحدهم معتل المزاج، باتهام الفتيات والسيدات اللاتى ينزلن إلى الميدان للتظاهر، بأنهن «صليبيات» و«أرامل عاريات» وسافرات، ولم يتورع هذا الجاهل من أن يتهمهن بالبحث عن الاغتصاب، وإنهن بلا أدب ولا أنوثة، وناكشات شعرهن كالشيطان، بل أنت الشيطان أيها الجاهل، وهؤلاء السيدات أفضل منك لأنهن شاركن فى اجب وطنى للدفاع عن الثورة، لا تعرفه انت، والتى لولا نجاحها يوم «25 يناير» ما كنت خرجت انت وأمثالك من الجحور، وأصبحت حراً تتمتع بحق التعبير الذى للأسف تستغله فى فحش القول الذى لا يرضى عنه الإسلام، وهل لمجرد اعتراض سيدات على سياسة التكويش والاستحواذ ورفض دعوات القتل على خلفية الاختلاف السياسى يتم اتهامهن بأنهن «صليبيات» و«محدش قادر يلمهن»؟!، هل سيدات مصر مبعثرات يا أيها الشيخ؟!، ألا تعلم أن الفقهاء يحترمون اختلاف الرأى ويعتبرونه رحمة، ألا تتعلم من الإمام الشافعى الذى قال رأيى صواب؟! يحتمل الخطأ ورأي غير خطأ يحتمل الصواب، مطلوب أن تتعلم حسن القول، والابتعاد عن خشونة الرأى، الإسلام برىء من هذه الفظاظة، «ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك». الغريب أن الدستور نص على تكريم المرأة، وتضمنت وثيقته «أنه لا كرامة لوطن لا تكرم فيه المرأة، وأن النساء شقائق الرجال وشريكات فى المكتسبات والمسئوليات الوطنية»، وفى الواقع والتطبيق يريدون التعامل مع المرأة على أنها وعاء للإنجاب فقط، هى مجرد حريم، وإذا كنا نلوم شيوخاً جهلة أهانوا المرأة فإن رئيس الوزراء شخصياً أساء إلى كل أم مصرية عندما اتهمها بأنها لا تنظف ثديها قبل إرضاع طفلها مما يجعله يصاب بالإسهال! وتفضى حاجتها فى الحقول و... الدكتور قنديل ترك كل ما على الساحة من احتقان واشتباكات وتحريض على قتل المعارضين للنظام، وتدهور اقتصادى وأزمات فى كل شىء، وتحدث عن الرضاعة، وياريت كان حديثه بشكل علمى، إلا أنه تكلم عن الأم المرضعة كما لو كانت «جاموسة» أو «معزة» لا تنظف نفسها قبل إرضاع طفلها! هل يصلح من يدلى بهذا الكلام أن يكون مسئولاً عن 90 مليون مواطن! فتيات وسيدات مصر أثبتن أنهن شقائق الرجال فعلاً، وامتلأ بهن الميدان فى جمعة الرحيل، ودعون إلى إسقاط النظام الفاشل والقصاص للشهداء، النساء مارسن حقوقهن فى الدفاع عن الثورة، رغم أنف الجهلاء وإهانة رئيس الوزراء، ولن يعدن إلى قفص الحريم. ألف تحية لفتيات ونساء مصر.