مع زيارتك لأرض المعارض بمدينة نصر التي تحتضن معرض القاهرة الدولي للكتاب، يمكن ملاحظة أن أكثر زواره من الشباب.. فهم يتسوقون.. بين دور النشر يتجولون.. لصفحات الكتب يقلبون.. للكتّاب ينتقون.. وفي النهاية يشترون.. (بوابة الوفد) قامت بجولة بين الشباب الزائر للمعرض، لمعرفة ملاحظاتهم عليه هذا العام وماذا اشتروا من بين الكتب المعروضة؟
ضد الإخوان محمد حمدي، 24 عاما، يقول: "لفت نظري أن أبرز سمات المعرض هذا العام هي اهتمام دور النشر بطرح الإصدارات التي يتناول مضمونها جماعة الإخوان المسلمين، سواء التي تتبنى وجهة نظرها أو التعريف بها، أو تلك التي تنتقد سياساتها أو تهاجم قياداتها أو تكشف أسرارها". ويضيف: "من خلال جولتي بالمعرض وجدت أن هناك إقبالا جماهيريا من جانب الزائرين على هذه الكتب خاصة التي تهاجمها، وأعتقد أن ذلك بسبب أن الناس فقدت الثقفة في مصداقية الجماعة". تتفق في نفس الرؤية نفين علي، 27 سنة، فتوضح أنها فوجئت بكم كبير من الكتب يتحدث عن الإخوان، وترى أن المعرض دائما يكون انعكاسا للواقع والحالة المسيطرة على مصر. وتتابع أنها من بين هذه الكتب اشترت كتاب "ذكريات محمد حبيب عن الحياة والدعوة والسياسة والفكر"، الذي يسترجع فيه الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين شريط حياته على مدار ما يقرب من سبعين عاما. "الفيل الأزرق" مها شريف، 23 سنة، تقول: "أحب قراءة الأدب، خاصة الروايات الطويلة والقصص القصيرة، وأجد في قراءتها متعة كبيرة". وتبين أنها تختار من بين الروايات والقصص ما يلمس الأوضاع السياسية في البلد، فالعام الماضي اشترت روايتي (فيرتيجو) و(تراب الماس) للأديب الشاب أحمد مراد، اللتان تتحدثان عن نفوذ رجال الأعمال وعن فساد منظومة الحكم قبل الثورة، وهذا العام سوف تشتري روايته الثالثة "الفيل الأزرق"، وأيضا رواية "باب الخروج" للكاتب عز الدين شكري. محمد شعبان، 30 عاما، والذي كان يمسك بكتاب عنوانه "إخواني أوت أوف ذا بوكس"، يقول: "أنا لا أفضل الكتب السياسية، ولكن خلال جولتي بالمعرض لاحظت عنوان هذا الكتاب الغريب، فأمسكت به لأجد أنه لأحد الكوادر السابقة بجماعة الإخوان المسلمين، والذي يحكي تجربته بعد انفصاله عنها، فشعرت أنه سيكون جيدا، فقمت بشراءه". ثورة وسياسة وئام محمود، 22 عاما، تقول: "أدرس علوم سياسية، لذا فعندما سمعت عن وجود كتاب "شهادتي" لوزير الخارجية السابق أحمد أبو الغيط، وكتاب "سنوات الخداع" للدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قررت المجيئ للمعرض لشراءهما، ولكني وجدت أسعارهما مرتفعة للغاية، لذا أراجع حساباتي، وفي الغالب سأشتري الأول فقط، وسأؤجل شراء الثاني لوقت آخر". أما تامر عبد الرحمن، 21 عاما، يقول: "لا يزال الشباب شغوفا بفهم الأمور والمصطلحات السياسية المحيطة به بعد ثورة 25 يناير، لذا أرى أن الكتب التي تتحدث عن الثورة تجذب عدد كبير منهم، كذلك تتصدر الكتب الدينية وكتب الفكر الإسلامي كعادتها للمشهد وللمبيعات". ويبين تامر أنه قام بشراء كتاب "أخطاء شائعة في تفسير القرآن الكريم" للدكتور مبروك عطية، الذي يحب أسلوبه في الدعوة، حيث يبعد عن التشدد، كما سوف يبحث عن كتاب "ثورة الخل والبصل" الذي رشحه له أحد زملاءه. سور الأزبكية.. كتب رخيصة في المكان المخصص لسور الأزبكية، تواجد كثير من الشباب، حيث يجذبهم السور بسبب رخص أسعار الكتب فيه.. يقول محمود عفيفي، طالب بجامعة الأزهر: "حضرت اليوم للبحث عن مؤلفات الشيخ السعودي محمد العريفي، الذي جاء إلى مصر مؤخرا وألقى خطبا عن فضائلها، وما لاحظته أن هذه المؤلفات يسأل عنها كثير من الجمهور في السور". أمام كتب الدكتور الراحل مصطفى محمود وقفت ولاء عطية، 22 عاما، وهي تقلب بينها، تقول: "وجود سور الأزبكية في المعرض فرصة لشراء مجموعة من الكتب للدكتور مصطفى محمود الذي أحب كتاباته وأقتني عدد منها، وكانت تنقصني بعضها فحضرت للبحث عنها اليوم، حيث تباع الكتب في سور الأزبكية بربع أو نصف سعرها أو أقل من ذلك بكثير". ... وأنت.. ماذا اشتريت من المعرض؟