الوثيقة التى نشرتها جريدة الخليج البحرينية والتى تشير إلى تقديم دولة قطر مبلغ 250 مليون دولار إلى حركة حماس لكى تساعد على تمكين الرئيس محمد مرسى والحفاظ على حياته واستقرار إدارته للبلاد لأطول فترة ممكنة، فى رأيى وثيقة فى غاية الخطورة، وتفتح علينا بابا من الجحيم، لأن هذه الوثيقة إن صحت فهى تعنى الكثير، أولا: تدخل دولة قطر بشكل سافر فى الشأن الداخلى المصرى، ثانيا: قيام الحكومة القطرية بالانحياز ضد فريق دون آخر بالحياة السياسية، ثالثا: قيام حركة حماس بلعب دور خطير على مسرح الأحداث السياسية المصرية، رابعا: إن الرئيس مرسى وجماعة الإخوان استعانوا بدولة عربية وبحركة سياسية لتمكينهم من السيطرة على مؤسسات الدولة، خامسا: قيام الميليشيات الحمساوية بوظيفة الحرس الجمهوري المصري التابع للقوات المسلحة المصرية، سادسا: قيام الميليشيات الحمساوية بوظيفة جهاز أمن الدولة او الأمن الوطني، سابعا: اختراق دول ومنظمات وحركات سياسية للأمن القومي المصري بعلم وموافقة رئيس الدولة وجماعة الإخوان المسلمين. لخطورة الوثيقة التي نشرتها صحيفة جريدة الخليج البحرينية، ونقلتها عنها جريدة الوطن المصرية، أعيد نشرها كما جاء فى تقرير الجريدة البحرينية، وهى عبارة عن رسالة موجهة من علي بن فهد الشهواتي الهاجري مساعد وزير الخارجية القطري للشئون الخارجية إلى الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية، وتؤكد تحويل المبلغ المذكور، بناء على أوامر الشيخ حمد بن جاسم، الى خالد مشعل عن طريق مصرف قطر المركزي. وفيما يلي نص الوثيقة: «مذكرة للعرض على: معالي الشيخ رئيس مجلس الوزراء/ وزير الخارجية ( حفظه الله)..تحية طيبة وبعد..بشأن توجه معاليكم الكريم الوارد بالكتاب رقم ت ح م/ 2013/01 / 9183، المؤرخ 23/ 01/ 2013 والمعني بسرعة توجيه منحة عاجلة إلى حكومة حماس بقيمة 250 مليون دولار (تحت بند منحة أعباء إضافية للمساعدة على تمكين الرئيس المصري والحفاظ على حياته واستقرار إدارته للبلاد لأطول فترة ممكنة). أود إبلاغ معاليكم أن المنحة المصدق بها استخرجت من صندوق (الطوارئ والمنح العاجلة بوزارة المالية) بالشيك رقم (060622496) المؤرخ فى 27/01 / 2013 والمسحوب على مصرف قطر المركزى، باسم السيد/ خالد عبدالرحيم إسماعيل عبد القادر مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). مرسل لمعاليكم للتكرم بالإفادة وتقبلوا معاليكم فائق الاحترام..علي بن فهد الشهواتى الهاجري مساعد الوزير للشئون الخارجية». هذه الوثيقة بنصها الحالي إن صحت وأظن انها صحيحة، تدفعنا لأن نوجه العديد من الأسئلة إلى الجهات الأمنية فى مصر، جهاز المخابرات العامة، وجهاز المخابرات العسكرية، وجهاز أمن الدولة .. هل لديكم علم بالجماعات التى تحمى وتساند الرئيس مرسى؟، ما هو عددهم؟، وما هو مقر إقامتهم فى مصر؟، وما هى نوعية الأسلحة التى يحملونها؟، ومن الذى ينفق على إقامتهم ومعيشتهم وتحركاتهم فى القاهرة؟، وهل من بينهم الأفراد الذين يحيطون بالرئيس؟، وما هي وظيفة الحرس الجمهورى؟، هل يعملون بالتنسيق معه؟، هل يعملون تحت قيادة قائد الحرس الجمهورى أم أن لهم قائد فلسطينياً من بينهم؟، هل مصر التى تنفق عليهم فى مصر أم دولة قطر أم حركة حماس؟، ومن الذي يصدر لهم التعليمات؟، ولمن يقدمون تقريرهم؟، وهل يقومون بحماية الرئيس مرسى فقط أم أن هناك فريقا آخر لحماية قيادات الإخوان المسلمين؟، وما هى علاقة هذه الفرق الأمنية العسكرية الحمساوية بإطلاق الرصاص على الشباب فى المظاهرات؟، هل هم القناصة الذين يقتلون أولادنا فى التحرير ومحمد محمود والاتحادية والقائد إبراهيم وشوارع بورسعيد والسويس والإسماعيلية وطنطا والمحلة؟، هل هم الذين يقومون بخطف وسحل وتعذيب أولادنا؟، هل هم الذين يتحرشون بالفتيات فى المظاهرات لتخويفهن؟، هل هذه الميليشيات التى يعتمد عليها قيادات الإخوان فى تهديداتهم ببحور دماء فى حالة اسقاط الرئيس مرسى؟، أليس إدخال هذه الميليشيات الحمساوية يعد تهديدا للأمن القومي المصري؟، ألا تعد الاستعانة بهم خيانة للوطن وللشعب؟، إذا كانت هذه الميليشيات الحمساوية العسكرية المسلحة تعمل فى مصر بموافقة مرسى وجماعة الإخوان وبدون علم الأجهزة الأمنية فى مصر فنحن أمام كارثة ومصيبة كبيرة، وإذا كانوا يعملون بعلم وموافقة المخابرات العامة والمسلحة وأمن الدولة فنحن أمام مصيبة أكبر؟، أجهزة الأمن المصرية مطالبة بأن توضح لنا حقيقة هذه الوثيقة التى نشرتها الجريدة البحرينية؟.