سورة الانفطار من سور القرآن الكريم المكّيّة، نزلت على النّبيّ محمّد –صلّى الله عليه وسلّم- في مكّة المكرّمة بعد سورة النّازعات، وترتيبها في المصحف الشّريف السّورة الثّانية والثّمانون، وفي الجزء الثلاثين، بدأت السّورة الكريمة بأسلوب شرط، قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}. يدور محور السّورة حول الانقلاب والتّحوّل الكونيّ الذي يرافق قيام السّاعة، وما يحدث في ذلك اليوم العظيم والخطير من أحداث عظام، ثمّ بيان ما يؤول إليه كلٌّ من الأبرار والفجّار يوم بعثهم ونشورهم، وبعد هذه المقدّمة سيكون الحديث عن اللّمسات البيانيّة والتأملات في سورة الانفطار. تأملات في سورة الانفطار ممّ ذكره الدكتور السّامرائي من لمسات بيانيّة وتأملات في سورة الانفطار، حول استعمال "إذا" والفرق بينها وبين "إنْ" في القرآن الكريم، فإنّ "إذا" في كلام العرب تستعمل للمقطوع بحصوله وحدوثه، كما في قوله تعالى في سورة الانفطار: {إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ}. فإنّ السّماء يوم القيامة مقطوع بتشقّقها، وكذلك الكواكب ستتساقط، والبحار ستتفجّر ويختلط بعضها ببعض، والقبور ستتبعثر وينقلب سافلها أعلاها، كلّ ذلك مقطوع بحصوله عند قيام السّاعة، بينما "إنْ" فاستعمالها في القرآن الكريم لما يتوقع حصوله وحدوثه، أو مشكوك في حدوثه، أو مستحيل الحدوث أو نادر، كما في قوله تعالى في سورة القصص: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً}. فاستمرار الظّلام لم يقع في الحياة الدّنيا ونادر الوقوع، ولكنّه احتمال، وقوله تعالى في سورة الطّور: {وَإِن يَرَوْا كِسْفاً مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ}. وهذا لم يحصل ولكنّه احتمال وافتراض، وممّا تقدّم فإنّ التأملات البيانية في سورة الانفطار، وبالتّحديد الفرق بين استعمال "إذا" و"إنْ" في القرآن الكريم بأنّ "إذا" تستعمل للشّيء المقطوع بحدوثه، بينما "إن" تستعمل للشّيء المشكوك بحدوثه، أو النّادر، أو المستحيل الحدوث.