"لن نخرج من بيوتنا إلا في عربات نقل الموتى".. بهذه الكلمات استنكر محمود عطية أحد سكان النقب جنوب إسرائيل توصيات لجنة بيني بيغن الوزير المكلف بمتابعة ملف النقب بالحكومة الإسرائيلية الخاص بإجلاء الآلاف من بدو النقب من سكناهم. قال بيغن في تصريحات صحفية أمس إن :"الحكومة عاكفة على تنفيذ توصيات لجنته والقاضية بإجلاء الآلاف من سكان البدو من مناطق سكناهم إلى عمق البلدات البدوية المعترف بها"، على حد قوله. اعتبر أن: "هذا المخطط هو الأكبر في تاريخ دولة إسرائيل للمحافظة على أراضيها، وتنميتها حيث ستنفق الحكومة مبالغ طائلة على هذا المخطط، وتقدم تعويضا ماديا كبيرا للأسر المتضررة". استدرك بيغن قائلا :"لكن إذا رفض البدو هذه القرارات، فإننا عازمون على تحويل هذه الأراضي إلى أراضي دولة". وقال محمود عطية : "إذا نفذت توصيات بيغن، سيكون مصيرنا المبيت في العراء". تابع :"إسرائيل ستصادر أرضنا التي ورثناها عن الأجداد ، نحن لا نريد تعويضات مالية، الحكومة الإسرائيلية اعتبرت قرانا من اليوم الأول غير شرعية، لذلك لم تقدم لنا يوما أي مساعدة"، ثم ختم حديثه مشددا "لن نخرج من بيوتنا إلا في عربات نقل الموتى". عطيه الأعسم أحد القيادات البدوية في النقب قال لمراسل الأناضول إن "توصيات بيغن سينتج عنها ترحيل آلاف السكان البدو، وهدم عشرات القرى ، لذلك بات علينا مواجهة هذه المخططات". نقلت مصادر إعلامية فلسطينية عن قيادات عربية في النقب عزمها عقد اجتماعات موسعة لاتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة مخططات الحكومة الإسرائيلية. قال طلب الصانع العضو العربي السابق في الكنيست (البرلمان) في تصريحات صحفية :"إن الحكومة بهذا القرار تهدف إلى السيطرة على أراضي النقب لصالح مخططات باتت واضحة لسكانه". يصل عدد العرب الفلسطينيين في النقب نحو 220 ألف نسمة يعيش نصفهم في قرى وتجمعات أقيم بعضها منذ مئات السنين غير أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ترفض الاعتراف بملكيتهم لأراضيهم وتحرمهم من أبسط مستلزمات الحياة الأساسية من ماء وكهرباء وبنى تحتية. تبلغ مساحة النقب 12 مليون دونم تشكل أكثر من نصف مساحة فلسطين التاريخية. قامت إسرائيل منذ عام 1948 بمصادرة 11 مليون دونم ويقدر ما تبقى من أراض بأيدي الفلسطينيين في النقب بنحو مليون دونم، بحسب مصادر فلسطينية.