على مدار العشرين عاماً الماضية شهدت قناة السويس العشرات من حوادث جنوح السفن منها ما تسبب فى تعطل جزئى بالقناة لساعات قليلة ومنها ما تسبب فى تعطل كلى لفترات زمنية متفاوتة. ومن أبرز الحوادث التى تعرضت لها قناة السويس خلال العشرين عاماً الماضية والتى تسببت فى توقف كامل بحركة الملاحة 3 أيام فى عام 2004 بعد جنوح ناقلة النفط «Tropic Brilliance» بعدما اصطدمت بأحد جوانب القناة فى القطاع الأوسط وتسبب الحادث فى استعراض الناقلة وإغلاق المجرى بالكامل لمدة وصلت لنحو 72 ساعة وأعلن حينها الفريق أحمد على فاضل رئيس هيئة القناة لأول مرة إغلاق القناة امام الملاحة الدولية منذ إعادة افتتاحها فى 1974. حوادث الجنوح بقناة السويس تعد من الحوادث العابرة وكان ارتطام ناقلة النفط الكويتية «الصامدون» فى نهاية 2004 بأحد أرصفة القناة وأحدث شرخاً فى بدن الناقلة تسبب فى تسرب بترولى بالقناة قدر بنحو 10 آلاف متر مكعب وتمكنت حينها أجهزة الانقاذ بقناة السويس من تخفيف حمولة الناقلة وعادت حركة الملاحة لطبيعتها بعد تعطل استمر ساعات. وفى مارس 2010 أغلقت قناة السويس التفريعة الشرقية أمام حركة مرور السفن الدولية بالقطاع الشمالى بسبب جنوح ناقلة البترول الليبيرية Mire واصطدامها بأحد جانبى المجرى الملاحى مما تسبب فى شرخ بالناقلة أدى لتسرب مياه البحر إلى جسم السفينة واحتجاز 8 سفن. وكانت السفينة قد تعرضت للجنوح وحدوث ميل بها بعد حدوث ثقب بقاعها ودخول كمية من مياه البحر بداخلها وتوقفت تماماً وبشكل عرضى لتغلق التفريعة الشرقية، مما اضطر إدارة قناة السويس لتعديل مرور السفن التى كانت تسير خلف الناقلة لتمر عبر التفريعة الغربية حينذاك. وفى يوليو 2011 تعطلت حركة الملاحة بقناة السويس بسبب جنوح سسفينة البضائع الصب grat najest وحمولتها 28 ألف طن تعرضت للجنوح عند الكليو 77 قرب الإسماعيلية نتيجة عطل فى أجهزة السفينة، إلا أن أجهزة الإنقاذ تمكنت من سحب السفينة واستئناف حركة الملاحة بعد 7 ساعات من تعطلها. وفى فبراير 2016 جنحت سفينة الصب «نيو كاترين» بمنطقة البلاح وأغلقت القناة حينها المجرى الرئيسى للقناة، لكن الملاحة الدولية لم تتوقف وقتها حيث تم تنفيذ خطة للعبور لتفادى المرور بمنطقة الحادث، واستخدام المجرى الجديد لقناة السويس لتسيير الملاحة بنظام القوافل لانتظام حركة المرور دون تأثير. وكانت السفينة قد إرتطمت بإحدى ضفتى القناة مما تسبب فى إحداث 8 ثقوب بجسم السفينة أدى لتسرب المياه إلى صهاريج السفينة المحملة ببرادة الحديد. وتمكنت وحدات الإنقاذ بقناة السويس بعد 12 يوماً من تعطل السفينة داخل المجرى الملاحى لقناة السويس. وقالت مصادر ملاحية مسئولة بهيئة القناة إن السفينة تم قطرها إلى تفريعة البلاح بعد ارتفاع منسوبها على سطح المياه وتخفيف حمولتها من برادة الحديد على ناقلات الأتربة التابعة للقناة. لكن حادث سفينة الحاويات البنمية EVER GEIVEN يعد الأصعب من نوعه، لأن موقع الحادث جاء فى مكان ليس به ازدواج وهو ما استحال معه تسيير مرور حركة الملاحة واتباع نظام القوافل المتبع سابقاً فى مثل هذه الحالات، ولأن السفينة تحمل على متنها حمولة ضخمة وهو ما يصعب عملية تخفيف الحمولة وتعويمها. وأى إغلاق طويل الأمد سيستدعى إعادة توجيه، وفى حال الابتعاد عن قناة السويس للسفر حول رأس الرجاء الصالح، سيكون هناك أسبوعان آخران للرحلات من آسيا إلى أوروبا، ما يؤدى إلى تكاليف إضافية كبيرة وتعطيل الجداول الزمنية لشركات النقل البحرى.
