آرثر ميللر الكاتب المسرحى الأمريكى الأشهر خلال القرن العشرين، وزادت شهرته بعد زواجه من الفاتنة مارلين مونرو مما جعل أخبارهما ملء السمع والبصر. انفصلا بعد فترة وكان الانفصال قنبلة مدوية بعد غرام ذابت فيه القلوب وهى ممثلة الإغراء الأولى فى العالم وهو المفكر والكاتب الذى عمره يضاعف عمرها. كتب آرثر ميللر مسرحيته «بعد السقوط» وكانت تعبر عن تجربته العاطفية والحياتية مع مارلين مونرو وترصد ما دار بينهما، من خلال منظور فلسفى ونفسى واجتماعى درامى وقدم رؤية خاصة به من خلال حدوتة مسرحية متقنة. كتب الإخوان سطوراً سوداء من خلال ممارساتهم السياسية بعد أن سلمهم العسكر الوطن وخرجوا الخروج الآمن هم ومبارك وعائلته ورجاله الذين حتى الساعة لم يحاسبهم أحد على فساد الحكم ولم نر إلا محاكمات مثل المسرحيات الهزلية مفعولها مسكن وملطف وتعطى الأمل للشعب الطيب المتواكل بأن العدل قادم. لقد تمسكنوا حتى تمكنوا من مصر، وبدأت محاولاتهم الخبيثة للسيطرة على مفاصل الوطن ابتداء بالسطو على مجلس الشعب الذى حُلْ على يد رجال المحكمة الدستورية المحترمين. نجحوا أيضاً بالاتفاق فى الاستيلاء على كرسى الرئاسة وجلس «مرسى» على الكرسى. صدرت قرارات غير منطقية أدت إلى سقوط الإخوان فى الشارع السياسى. وتأكد للشعب المصرى أنهم مدّعون ومخادعون وراغبو سلطة فقط وهذا ما ذكرناه مراراً من خلال ممارساتهم منذ عام 1928، حيث يتحالفون مع الشيطان من أجل البقاء والتوغل والوصول إلى السلطة. حرروا بعد محاولات مستميتة بدستور إخواني رغم معاينة حزب الوفد وباقى التيارات المدنية تقف وكتيبة الدفاع عن مدنية الدولة بإصرار وعناد تام للخروج بدستور يعبر عن مصر وليس عن الإخوان والتيارات الدينية المتعصبة. سقط الرئيس بإصداره قرار عودة مجلس الشعب ونُفذ القرار لأيام ثم أكدت المحكمة الدستورية أن مجلس الشعب مخالف دستورياً وتم حل المجلس. السقطة الثانية هى عدم الوفاء بوعد ال100 يوم وتحول الوعد إلى «خطة ال100 نوم» وكانت سقطة مدوية بعد عدم وفائه بوعده الانتخابى، واتضح أن الإخوان كدابين زفة حتى فقدت مصر ريادتها وتاه شعبها بين الطرقات باحثاً عن لقمة العيش وسط أكوام القمامة المنتشرة فى كل مكان. وكانت المفاجأة بسقطة جديدة أدت إلى هزيمة نكراء سقطت معها مؤسسة الرئاسة والحكومة وحزب الإخوان والمرشد العام وحاشية السلطة ومستشارو السوء فقد أصدر الرئيس قراراً بعزل النائب العام. أنا شخصياً أتحفظ وعندى أسئلة كثيرة حول ممارسات النائب العام فى بعض السلوكيات والتصرفات حيال الفساد فى مصر ورجال النظام السابق وكان يجب أن يقدم استقالته بعد الثورة. ولكنى أرفض سقوط هيبة القضاء وسيطرة الإخوان عليه، فالنائب العام هو محامى الشعب وحافظ حقوقه فإذا سقط سقط القضاء وسقطت مصر، وانتشرت الفوضى أكثر مما هى عليه وضياع الحق بين المصريين. النائب العام الذى كرمه مبارك ووهب له منصبه بعد أن كان أداته فى التنكيل بالمحترم الأستاذ الدكتور حلمى مراد ورفاقه وأذاقهم عذاب الحبس فى قسم النزهة بجوار المجرمين لمدة ثلاثة أيام بحجة دفع الكفالة ودون علم ذويهم وذلك عقاباً على ما كتبه حلمى مراد كاشفاً فساد نجله المبجل. وبعد الثورة النائب العام مع احترامى الشديد لشخصه لم يقترب من مبارك وعائلته ورجاله الفاسدين بالقدر الثورى المطلوب لتحقيق العدل، وكذلك جميع الفاسدين فى كل القطاعات ولم يطبق الشرعية الثورية فى التطهير وكان يجب عليه أن يبادر بالاستقالة.. ولكن!! المسألة منذ 11/2/2011 لم تتعد سوى بيانات واتهامات ووعود وقضاة تحقيق ونيابات ربنا يسامحهم وبذلك اشتركوا جميعاً مع الإخوان والعسكر فى إجهاض الثورة وضياع دماء الشهداء هباء. كلى ثقة فى رجال القضاء الشرفاء وهم دائماً يقومون ويحاسبون من يخرج على الخط القويم لسلوك القضاء وذلك بإبعاد المخالفين والمتجاوزين حتى لا يشوه الأغلبية المحترمة الشريفة من قضاة مصر. إن اعتماد الرئيس على مستشارين قليلى الخبرة أو جاهلين بالقانون والدستور، فمنذ دستور 1923 دستور الوفد الذى ينص على أنه لا يجوز عزل النائب العام نهائياً، والله دى حاجة تكسف، وقعتوا الرئيس فى شر أعماله مما يؤكد أننا نعيش عشوائية على أعلى المستويات والجميع يتلمس أن يباركه الرئيس وكله تمام يا أفندم ويصنعون الفرعون الجديد. إن آرثر ميللر كان صادقاً مع نفسه وسجل التجربة وأطلق عليها «بعد السقوط» وكان هذا اعترافاً صريحاً قوياً وجريئاً بأن زواجه من مارلين مونرو كان سقوطاً مدوياً. ومن هنا أتوجه بسؤال صريح واضح وأتمنى له إجابة من السيد الرئيس «مرسى» رئيس مصر وليس رئيس الإخوان، هل ستعترف بالسقوط؟ وماذا ستفعل بمصر بعد السقوط؟ ماذا سيحدث هل تنزف دماء الشعب المصرى الذى يرفض بشدة الإعلان الدستورى المعيب. ، نصيحة لك يا ريس انتحر كما فعلها هتلر. --- المنسق العام لحزب الوفد