بذمتك، أنا أرضى ذمتك! هل تذكر شيئاً عن آرثر ميلر غير أنه الوغد المحظوظ، الذى تزوج مارلين مونرو!.. فلنكن صرحاء، رجلاً لرجل، مارلين مونرو تسببت فى شهرته، لكنها شهرة تدور فى مدارها وتعود إليها، شهرة تخدمها ولا تخدمه. لو كنت تقرأ هذا المقال على النت، فأنت فى مأزق، لأنك لن ترى صورته المنشورة فى وسط المقال، لا ريب أن مارلين مونرو جنت حينما شاهدت صلعته المحببة وابتسامته الساخرة، قالت لنفسها لقد جربت الشباب المتأنق أصحاب الشعور «المسبسبة» والجفون المسبلة، وسئمت كرش المنتج الفظ وأنفاسه اللاهثة، وخبرت نذالة السياسيين «يخلعون» عند أدنى خطر، فلماذا لا أجرب اليوم - على سبيل المرح- مؤلفاً مسرحياً مشهوراً! مقال اليوم يحاول أن يبحث عن شىء فى آرثر ميلر غير كونه زوجاً لمارلين مونرو، الرجل مولود لعائلة يهودية، وأرجو ألا يجعلك هذا تأخذ موقفاً منه، لأننا لم نكن قط ضد الديانة اليهودية، بل ضد السياسة الصهيونية، اليهود عاشوا بيننا قروناً طويلة فما وجدوا حضناً دافئاً إلا عندنا، ولكن لعن الله الندالة. على كل حال الرجل كان ناقدا لسياسة إسرائيل وهذا يكفينا منه، كما يمكنك التعاطف معه لأنه ولد فقيراً، فقيراً جداً!.. أيوه مصمم الأزياء تدهور حاله بفضل الكساد العظيم، مما جعله - وهو فى الرابعة عشرة - يواجه العالم الواقعى ويمتهن العديد من المهن البسيطة. واضح أن هذه الأشياء لا تثير اهتمامك وما زلت تفكر فى مارلين مونرو، طيب هل تعلم أنه كاتب مسرحى من الطراز الأول وأحد رموز الأدب والسينما الأمريكية لمدة واحد وستين عاماً!.. وواحد من كبار المدافعين عن الحرية الفكرية، ومندد بكل أشكال القمع، كما أنه حصل على جوائز، جوائز كثيرة! ما زلت تهز رأسك فى إصرار غير مبالٍ بكل مسرحيات العالم، يا أخى الرجل شجاع، وأدان الأنظمة القمعية فى كل مكان بما فيها سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية، اسمع، سأقول لك سرًا صغيرًا: اشتهر ميلر بآرائه اليسارية، وتم اتهامه بالشيوعية فى الخمسينيات، وشملته حملة تحقيق النشاط المعادى لأمريكا ومنها إلى المحكمة، من حسن حظه أنه لم يولد فى مصر وإلا وجد نفسه فى «أبوزعبل». ما زلت أرى ابتسامة خبيثة تتلاعب على شفتيك!!. هل تعلم أن الأمريكان المجانين زعموا أنه ما تزوجها إلا لتمويه مكتب التحقيقات الفيدرالى، الذى كان يلاحق نشاطاته اليسارية، وكأن أحدًا لا يتزوج مونرو إلا فرارًا من حكم حبس!! بصراحة أنت غير مهتم إلا بمارلين مونرو مهما فعلت. على كل حال مارلين مونرو نفسها قالت له وهما يتعشيان على ضوء الشموع فى أحد مطاعم هوليوود: «بصراحة يا عزيزى، ودون أن تغضب، أنا لست معجبة بمسرحياتك على أى حال».