لمشاري خطيب وإمام، هكذا قدم الدكتور محمد مرسي نفسه للمصرين، منذ كان مرشحا وحتى اصبح رئيسا لجمهورية مصر العربية. فأينما وجد الرئيس في مسجد يبرز حرصه على ان يكون اماما بل وخطيب ففي المسجد النبوي كان اماما، في صلاة تراويح اماما، حتى في جنازة شقيقته اماما، وفي القصر الجمهوري مع الزائرين والاصدقاء والحرس اماما حتى على بعض من رموز السلفية والازهر الشريف، في التاريخ الاسلامي كان الامير او الوالي او الخليفة يؤم الناس في الصلاة ويخطب الجمعة في أوقات كثيرة والخلفية الاسلامية لدى الرئيس مرسي تجعله يستلهم هذه الصورة للامام او الخليفة فهو ليس قائدا سياسيا فقط لكنه امام ديني ومرشد وداع الى الله في الوقت نفسه، بمعنى هو داعية بدرجة رئيس جمهورية، في احدى الايام فرغ من صلاته ثم تلقف الميكروفون من يد الامام نهض واقفا واستدار فاستقبل ضيوف الرحمن بسمل وحوقل وحمدالله ثم شرع الامام في الوعظ فاحتبست انفاس الحضور وانصتوا لرئيس الجمهورية الواعظ لسان مبحر في العلم الشرعي له حرس يحمونه باجسادهم لو لزم الامر، اذا ما اغضبت كلماته المصلين، اعتدل الرئيس الشيخ محمد مرسي في وقفته وغاص في بحر الارتجال كبحار ماهر وراح يخطب حتى ازداد لسانه ثقلا على ثقل وسط تكبيرات تعالت في بيت الله فأضافت على كلماته شيئا في القدسية، قديما اعتلى كثير من الامراء والخلفاء المنبر فسنوا بذلك سنة استخدامه في الهجوم على المعارضة بتعال لا يغفل التاريخ الحجاج بن يوسف الثقفي الذي توعد معارضية بالقتل من فوق منبر المسجد وزياد بن ابيه امير البصرة الذي خطب في المعارضين خطبته »البتراء« محذرا إياهم من الخروج على حكم بني امية يقول الدكتور أحمد عكاشة استاذ الطب النفسي التطرف الذي ينصرف الى جماعة الاخوان الرحم السياسي التي ولد منها الرئيس محمد مرسي محررا روشيتة نفسية عن وجه الرئيس يقول فيها ان مرسي يميل اكثر الى الانطوائية واتزانه العاطفي الانفعالي متوسط هو انسان محافظ ولكن عنده ميول راديكالية ودرجة ذكائه الاكاديمية جيدة متواضع الجاذبية الجماهيرية والكاريزما الشخصية التي غلبت عليه طيلة الشهور الستة الماضية منذ فوزه في انتخابات الرئاسة وحتى الان ممثل لجماعة الاخوان المسلمين ومتأثر بطباعهم وقواعدهم التنظيمية ويقول عن الاخوان ان قراراتهم تتسم بالاندفاعية وتعني مصلحة الجماعية اكثر من مصالح الشعب فهم لا يعملون بالاسلوب الفردي وانما بنصيحة المرشد العام، موضحا بما انهم يعملون في السر منذ 80 سنة فقد فوجئوا عندما جاءوا الى العلانية بأن كثيرا من قراراتهم لا ينفع معها السمع والطاعة لذلك يكون رد الفعل على قراراتهم غير المدروسة ان يرجعوا عنها ويقول عن الرئيس محمد مرسي انه انضم الى الاخوان المسلمين في سن متأخرة عندما كان يجهز للدكتوراه في الولاياتالمتحدة الاميركية ولذا كانت نشأته صغيرا ليست كباقي اعضاء الجماعة الذين يلقنون في صغرهم التعليمات والسمع والطاعة موضحا ان الانضمام اليهم في سن متأخرة يجعل التفاعل مختلفا عن المتشربين من الصغر قائلا لكن الواضح انه تم غسل مخه بطريقة بحيث اصبح ملتزما بما يقال له حسب نظام الاخوة وهي السمع والطاعة والمرشد، ويقول عكاشة ان الرئيس اقسم على احترام الدستور والقانون وحنث بالقسم ووعد بأن يكون رئيسا لكل المصريين ولم نر ذلك حتى مؤيدوه من الليبراليين تخلوا عنه لما رأوه من مراوغة ملقيا عليه تكييفا نفسيا بأنه »انسان يلتزم بقواعد معينة ولا يستطيع التحلي بالمرونة الكافية لخلع الجلباب الاخواني في سبيل جلباب الوطن« ان تصرفات وقرارات مرسي مرضية للجماعة نظرا للمعاناة التي ذاقتها على مدى 80 عاما في السجون والمعتقلات والتعذيب والاضطهاد مفندا بنوعين هما نتاج السجون ونتاج الاعتقالات الاول يتجاوز المحنة والالم ويصبح متعاطفا مع الانسان وقابلا للتسامح ويخرج منتصرا بأن شخصيته تحولت الى الافضل مثل سيدنا يوسف ومانديلا وغاندي اما النوع الاخر الذي تنتمي اليه جماعة الاخوان المسلمين فيخرج بنوع من انواع المرارة والحقد والرغبة في الانتقام لما حدث له، اصراره على استفتاء الدستور وطرحه للاستفتاء واقراره رغم رفضه شعبيا واصدار الاعلان الدستوري والغاؤه واستبداله بآخر ومنح الاوسمة والنياشين الرئاسية ممارسات فعلها الرئيس بفرمانات رئاسية ديكتاتورية تتجاهل انتقادات المعارضين وصراخ الرافضين ويفسرها عكاشة نفسيا بالتطرق لجذور الظاهر قائلا من الواضح ان جزءا كبيرا من التيار الاسلامي لا شعوريا يتعامل بنفس الطريقة التي كان الحزب الوطني يتعامل بها ويقول محمود سعد الرئيس قال الله لن يرزق من يسهرون حتى الثانية صباحا ولا يصلون الفجر واقول له الرزق من الله وحده ومين قال ان الفلوس مع اللي بيصلي الفجر والكلام في الدين يجب تركه لرجاله، الرئيس طيب ويريد ان يبني وينصت جيدا للاخرين لكننا بذلك نصنع فرعونا جديدا ده حكم الدين؟ الدين بيقول كده؟ بلاش التهليل ده ومتعودوش الراجل على كده لانه مننا.. كلمات قرأتها في الصحف المصرية وكتبتها في مقالة واحدة وهي كانت مقالات عدة. نقلا عن جريدة الشاهد الكويتية