فرّ المئات من السكان المحليين خلال الساعات الماضية من مدينة غاو شمال مالي وضواحيها، خاصة المنحدرين من أصول عربية وقبائل الطوارق. جاء ذلك بعد أكثر من خمس غارات جوية شنّها الطيران العسكري الفرنسي وحلفاؤه في حربه ضد الجماعات المسلحة شمال مالي، في وقت متأخر من ليل الجمعة. تمكن سكان غاو من مشاهدة الشعاع المنبعث من القصف ضد مواقع المسلحين تمثل في ثكنة عسكرية تابعة للجيش المالي في السابق على بعد 500 متر من مطار غاو. في حين تحصّن المسلحون من حركة أنصار الدين في مواقعهم وفي الأقبية والدهاليز التي أعدوها على شكل خنادق، للإطالة من حرب الاستنزاف التي يتوعدون بها القوات الفرنسية والمالية. اضطر كل من كان يشاهد القصف للنزول من أعلى أسطح المنازل، واللجوء إلى الطوابق الأرضية الطينية للاحتماء، بعضهم كان يحمل مصاحف ويطلب السلامة والنجاة، والآخرون كان يرتعدون من الخوف خاصة ما تعلق بالنساء والأطفال الذين تعذر إخراجهم من وسط مدينة غاو، بحسب موفد الأناضول. يعتقد سكان غاو أن الغارات التي تستهدف مدينتهم، هي من تنفيذ الطائرات الحربية الفرنسية بدعم من طائرات التجسس الأمريكية. نفت مصادر طبية وقوع ضحايا جراء القصف باستثناء وفاة ثلاث نساء ناجم بسبب الصدمة والخوف جراء شدة الانفجارات. كما وقعت خمس حالات إجهاض بسبب الرعب لنساء حوامل فقدوا أبناءهن. جاء ذلك فيما قال شهود عيان :" أن القوات الفرنسية سيطرت على مطار مالي في الشمال".