عندما تحل علينا ذكرى مولد الهادى المصطفى عليه الصلاة والسلام نتحسر على الأغانى الدينية الرائعة والتى مازالت ملء الأسماع، لعل أروع أغنية عبرت عن ذكرى الحبيب المصطفى رائعة كوكب الشرق أم كلثوم. «ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء»، تأليف أمير الشعراء أحمد شوقى، وروائعها الدينية الأخرى رباعيات الخيام إلى عرفات الله وغنت رائعتها 1972 «القلب يعشق كل جميل» تأليف بيرم التونسي. ونتوقف عند مداح الرسول المطرب الكبير الراحل محمد الكحلاوى صاحب الأغنية الشهيرة «لجل النبي» ولحن أكثر من 600 لحن دينى ويعادل نصف إنتاجه الغنائى. اتجه فى بداية حياته للغناء البدوى وكون شركة أفلام القبيلة ولكنه اتجه للغناء الدينى وقرر ألا يغنى إلا لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ورفض الغناء للزعيم الراحل جمال عبدالناصر. وأبدع فى أروع الأغنيات فى مدح المصطفى، بجانب «لجل النبى يا قلبى صلى على النبى»، خليك مع الله نور النبى خللى السيف يجول حب الرسول. الأغانى الدينية للعمالقة محدود للغاية عبدالحليم حافظ غنى مجموعة من الأدعية فى منتصف السبعينيات وهى «أدعوك يا سامع دعايا»، «أنا من تراب»، «يا خالق الزهر». «شادية» اختتمت حياتها بالأنشودة الرائعة خد بإيدى، و«نجاة» إلهى ما أعظمك، و«وردة» سبحان الله. ولا ننسى المطربة المعتزلة ياسمين الخيام التى تغنت كثيراً بحب الرسول، أشهرها مقدمة مسلسل محمد رسول الله ورائعتها أم النبي. الأغانى الدينية محدودة لجيل الوسط هانى شاكر ومحمد منير ومحمد الحلو وعلى الحجار ربما لم تحظ بالانتشار المطلوب، أشهرها «صلينا الفجر فين» للحجار، و«سفينة الحجاج». والأغنية الأشهر لمحمد منير «مدد يا رسول الله» تأليف كوثر مصطفى. أما الأجيال الجديدة إنتاجها الدينى شبه معدوم، لا نعلم لماذا، من غير المعقول أن تنعدم الأغانى الدينية فى بلد الأزهر فى ظل هذا الجيل الذى لا يهتم إلا بالغناء الاستهلاكى. وعلى الجميع أن يعلم أن مدح الكحلاوى للرسول الكريم جعل ذكراه خالدة فى وجدان الملايين ويكفيه فخراً لقب مداح الرسول. فى الزمن الماضى كان هناك ما يسمى بالليلة المحمدية، وكانت مخصصة لمدح الرسول، أشهرها الليلة المحمدية 1990 حيث غنت ياسمين الخيام «أمتك يا محمد» والمطرب الكويتى عبدالله الرويشد «اللهم لا اعتراض». كانت تلك الليالى من إنتاج الإذاعة وتوقفت دون أسباب. ولا ننسى المطرب محمد ثروت، حيث غنى «يا رسول الله أجرنا» و«صلوا عليه وسلموا تسليما» و«أشرقت أنوار محمد». ولا ننسى روائع محمد فوزى الدينية وأشهرها «لبيك إن الحمد لك». يبقى للغناء الدينى ومدح الرسول متعة خاصة وليس هناك أروع من مدح خير خلق الله بصورة تخشع لها القلوب والأفئدة. نرجو عودة الغناء الدينى وأن يبقى اتحاد الإذاعة والتليفزيون مشروع إحياء الغناء الدينى وما أحوجنا لهذا النوع من الغناء الدينى ومدح المصطفى طوال العام وليس فى ذكرى مولد النبى.