أستاذ بالمعهد القومى للبحوث: فى انتظار موافقة الجهات المختصة لإجراء التجارب السريرية على «الفاكسين» المصري مع ظهور جائحة كورونا، تواصلت المحاولات البحثية المصرية لأجل الوصول إلى لقاح فعال يجنب المصريين ويلات هذا الفيروس الفتاك، الذى وصل عدد الحالات الإصابة به ل100 مليون حالة حول العالم، منهم نحو 5 ملايين فى الدول العربية. وفى أبريل الماضى، أعلنت منظمة الصحة العالمية حسبما قال الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، عن أن مصر لديها أربع محاولات لإنتاج الفاكسين، بدأت المرحلة الأولى منذ مارس الماضى، حيث تم فصل الفيروس واستخلاص البروتين الخاص به، وكذلك استخلاص المادة المحفزة للمناعة، ومن ثم حقنها فى فئران التجارب وبعدها يتم أخذ تحليل من فئران التجارب لمعرفة الأجسام المناعية المضادة، مضيفًا أن كل هذه الخطوات تمت بالفعل، وأثبتت نجاحها. هذه المؤشرات الإيجابية، أشعرت العديد من المتخصصين والباحثين ببارقة أمل تلوح فى الأفق، خاصةً فى ظل المنافسة العالمية الشرسة للاستحواذ على كافة مبيعات اللقاح، حيث وصول التنافس العالمى لإنتاج اللقاح إلى ذروته، واختُبر على البشر نحو 63 لقاحًا وصل 21 منها إلى المرحلة النهائيّة من التجارب الشاملة، إضافة إلى ذلك، تم تطوير 172 لقاحًا آخر فى المختبرات، وبحلول ديسمبر الماضى، تم إعلان بدء التطعيمات باستخدام اللقاحين فايزر بيونتيك وموديرنا اللذين وصلت نسبة فعاليتهما إلى 95%، وحتى 23 يناير الماضى، تلقى أكثر من 60 مليون شخص جرعة واحدة على الأقل من اللقاح المضاد للفيروس. من جانبه، قال د. محمد أحمد على أستاذ الفيروسات بالمركز القومى للبحوث، إن المعهد وقع بروتوكول تعاون مع مصنع فاكسين لإنتاج وتصنيع اللقاح المصرى المضاد لفيروس كورونا، وأن هيئة الدواء المصرية أوفدت لجنة فنية لمراجعة استعدادات المصنع لإمكانية تصنيع لقاح فيروس كورونا، موضحا أن اللجنة وضعت بعض الملاحظات التى تم تنفيذها، وفى انتظار الموافقة من هيئة الدواء المصرى، مشيرًا إلى أنه بمجرد أخذ الموافقات الرسمية من الجهات المختصة، سيتم البدء فى تجهيز أكثر من 2000 جرعة للتجارب السريرية ويتم تجهيزها فى شهرين، وبعد نجاح التجارب السريرية سيكون الإنتاج مع نهاية العام. ونوه إلى أن مصنع فاكسين على وشك إنهاء كافة الإجراءات مع الجهات المختصة، وقريبًا سوف يبدأ فى إنتاج الكميات المحددة لإجراء التجارب، ومن ثم البدء فى ضخ كميات فى المراكز الطبية لتوفير كافة الاحتياجات للمصريين، مشيرًا إلى أن المركز القومى له سمة دولية وجهة بحثية معروفة ومعترف بها عالميًا. وأوضح أن المعهد سيقوم بدوره ويعطى كافة البيانات الخاصة بمكونات وتجارب اللقاح للبدء فى إنتاج جرعات لإجراء التجارب السريرية، ومن ثم البدء فى إنتاج كميات كبيرة تكفى ملايين المصريين، مشيرًا إلى أن مركز التميز العلمى، التابع للمركز، الذى أنشأ فى عام 2014، مختص فى إنتاج الأمصال واللقاحات المضادة للفيروسات.. وقال «المركز له خبرة فى إنتاج اللقاحات، حيث نجح فى إنتاج لقاح مضاد لإنفلونزا الطيور فى السابق، ومنذ اللحظة الأولى من انتشار وباء كورونا فى الصين بدأ المركز فى تجهيز كافة المسلتزمات لإنتاج لقاحات وتطويرها». وأضاف «مركز التميز العلمى للفيروسات يعمل على مدار 24 ساعة لتوفير مقر للإعاشة للعاملين بالمركز، به كل وسائل الراحة، حتى يعملوا بأريحية، حتى يتمكنوا من استكمال العمل، وتوفير أماكن للراحة. وتابع «هناك مجموعة من العلماء يعملون على نحو 30 مشروعً بحثيًا، خاصًا بكورونا وبتحضير لقاح أو محاولة لاكتشاف علاج، وتحضير مجموعة كاشفة، وهناك محور ثالث يتم داخل مجموعة الفيروسات بالمركز وهو البدء فى عمل مجموعات كاشفة تستخدم فى الفحص لمعرفة ما إذا كان المريض مصاب بكورونا أم لا، مؤكدًا أن مركز التميز يعمل خلال هذه الفترة على استقبال أسهامات الباحثين سواء داخل المركز أو مراكز بحثية أخرى أو جامعات ممن لديهم أفكار من الممكن أن تواجه الفيروس. هذه ليست المساهمة الوحيدة لمصر للقضاء على الفيروس، فشاركت مصر بنحو 3.6% فى بحوث فيروس كورونا المستجد حول العالم، واحتلت المرتبة الأولى عربيًّا ب148 ورقة بحثية ومثلت الدراسات المصرية المتعلقة ب«كورونا المستجد» 2.8% أى عددها نحو 4998 دراسة، وتركزت على أربعة محاور رئيسية، هي: تأثير الأدوية والمضادات الحيوية على علاج الحالات المصابة بالفيروس، والتطور الجينى للفيروس فى مصر واحتمالية ظهوره قبل الإعلان الرسمى الدولى عنه، ورصد مدى احتمالات تكوُّن المناعة الجماعية لدى المصريين وحركة الأجسام المضادة بأجسادهم، ومدى فاعلية اللقاحات السابقة التى حصل عليها المصريون فى مراحل الطفولة فى خلق مقاومة جزئية للفيروس، إضافة إلى محور «محاولة تصنيع لقاح جديد». ومع زيادة الهلع فى ظل ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بدأت الحكومة المصرية فى تنفيذ خطتها للتصدى للفيروس عبر حزمة شاملة من الإجراءات المشددة منها تقليل الازدحام فى الأماكن العامة ومناطق العمل الخاص والحكومى، ووقف الدراسة فى كافة الجامعات والمدارس وتحويلها إلى نظام التعلم عن بعد (أون لاين) عبر المنصات الإلكترونية، وتفعيل المنظومة الرقمية لتسهيل إنهاء كافة المعاملات والإجرءات اليومية التى يحتاجها المواطنون. بدأت مصر فى استقبال دفعات من من لقاح سينوفارم، الذى أثبت حسبما أكد الدكتور حسام حسنى رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا معدلات أمان تصل إلى 99% ومعدلات فعالية 86%، حيث إن معدل الأمان يعكس مقدار حدوث الآثار الجانبية وهى قليلة تتلخص فى وجود احمرار محل الحقن أو حكة أما نسب الفعالية التى تصل إلى 86% فتعنى أن هذه النسبة ممن تلقوا اللقاح لم يتعرضوا للإصابة. وأعلنت الوزارة عن تخصيص أكثر من 36 مركزًا فى مصر ستتولى توزيع اللقاح على المواطنين، وفى مقدمتهم الفئات الأولى بالتطعيم، وهى الطواقم الطبية فى مستشفيات العزل والصدر والحميات ثم أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، وأكدت أنه سيتم توفير اللقاح بالمجان للأطقم الطبية فى كل المستشفيات على مستوى البلاد، وكذلك لغير القادرين من المواطنين العاديين الذى يقعون تحت بند «تكافل وكرامة» وهو برنامج مساعدات حكومية لغير القادرين، أما بالنسبة للفئات الأخرى فسيتم توفير الجرعات على أن يكون سعر الجرعة الواحدة 100 جنيه. وبحسب منظمة الصحة العالمية، اعتمد لقاح سينوفارم على طريقة تقليدية تتمثل فى حقن فيروس غير نشط (يحتوى على جزيئات فيروسية ميتة تُخلق فى المختبر قبل أن تقتل وهى غير معدية) بينما اعتمد لقاح فايزر بيونتيك على تقنية أحدث تعتمد على استخدام الشفرة النووية للفيروس حتى تحفز الجسم لإنتاج أجسام مضادة. وتصل نسبة فاعلية لقاح فايزر بيونتيك إلى 95 فى المائة بحسب تصريحات الشركة المصنعة بينما تصل نسبة فاعلية لقاح سينوفارم إلى 86 فى المائة بحسب تصريحات وزارة الصحة الإماراتية بعد انتهاء التجارب السريرية فيها.