عالم الفن ملىء بقصص الحب التى تحمل بين طياتها العديد من الحكايات... سنقترب فى كل مرة من إحداها واليوم وبعد أن غيب الموت أبطال قصتنا «فاتن حمامة» و«عمر الشريف» مازلنا نعشق خلع رداء سرمدى مصنوع من نسيج الأسطورة ومزين بهالات الأبدية عن قصة حب قاومت الزمن واستمرت؛ ولكن للأسف أن تلك الأقصوصة انتهت مبكرًا بين الاثنين؛ ولكن حافظ عليها هذا القدر الهائل من الغموض والخصوصية التى تضعها فاتن حمامة حول حياتها الشخصية؛ وتوليفة عمر الشريف الخاصة جداً؛ فرغم ما بها من أفكار وآراء صادمة؛ ولكن ليس فى قاموسه عند الكلام عن فاتن سوى تصرف الجنتلمان؛ أما نحن فالمسئولون عن خلق أسطورة فاتن وعمر؛ ربما لأننا نعوض فيها أحلامنا الشخصية التى لم تتحقق؛ جميعنا يرفض تصديق أن فاتن عاشت قصتها الحقيقية مع د. محمد عبدالوهاب؛ بينما استمر عمر الشريف مع معشوقته التى كانت سببًا فى قتل قصة حبهما فى سنواتها الأولى؛ تلك المحبوبة هى الشهرة التى غارت منها فاتن حمامة ولم لا؛ وهى النجمة التى أعطته نقطة البداية فانطلق هو نحو العالمية وأصبحت هى فى الظل فإذا كانت الشهرة تغطى على العيوب، فإنها أيضًا تصبح كالشمس يظهرها نورها حقيقة مشاعرنا، ففاتن حمامة أحبت نجوميتها وأخلصت لها أكثر من حبها لعمر، وبالطبع عمر كان من المستحيل أن يضحى بعالميته ليظل المحب الولهان ولكن ظل الاثنان قصة عابرة للزمن ومغيرة للحقيقة بكل ما بها من تفاصيل نسجها الإعلام حولهما، وحمل عمر الشريف فشل العلاقة الملتهبة، فالوهم كان سيد تلك الحكاية؛ فكلاهما وبالأخص فاتن حمامة كانت الشهرة هى الأهم ولم تكن تؤمن فى قرارة نفسها عندما سافرت مع عمر لتقتحم أخطار المجهول بأن كل أمجاد العالم وكل حوادثه الخارقة للعادة لا تعادل ساعة واحدة من السعادة مع من تحب. فاتن لم تقدر تكون شخصًا عاديًا تسير فى هوليوود مثل أى شخص آخر؛ إنها لم تدرك كونها كانت محظوظة بما فيه الكفاية لتكون مشهورة، فى وقت ما؛ فإنه حان الوقت لشيء رائع آخر اسمه التضحية من أجل الحب فأهلًا به وهو لم يحدث فى تلك القصة !؛ فاتن سافرت مع عمر وهى معتقدة بقدرتها على استخدام شهرتها فى العالم العربى لتصبح هى الأخرى نجمة مثل عمر الشريف وخاصة أنها تتكلم الإنجليزية والفرنسية بطلاقة! فاتن حمامة التى كانت فى العالم العربى أشهر من قوس قزح أصبحت امرأة فى الظل؛ ومهما قيل إنها كانت تعيش فى حلم لا تريد الاستيقاظ منه؛ فإن الحقيقة؛ أن عشق فاتن لنجوميتها أقوى من هذا الحب؛ وإذا كان عام (1963) هو العام الذى فتحت فيه السينما العالمية ذراعيها لعمر الشريف، بعد نجاح فيلم «لورانس العرب»، إلا أنه كان بداية أول طعنة فى صدر قصة الحب بينهما؛ وبالأخص أن فاتن حمامة عندما خطت داخل بلاتوهات هوليوود تأكدت أنها لن تكون سوى زوجة عمر الشريف لذلك فضلت العودة إلى القاهرة لتواصل نجوميتها فى مصر، بينما بقى هو وحيدًا فى هوليوود، وكم هو شاق الفراق الأبدى، ويجعلنا نتعود على النسيان؛ وأعتقد أن كليهما قرر البحث عن بداية جديدة؛ وحب آخر يتسلل إلى القلب ليعيد لأيامه البهجة؛ ولحياته نبضه الجميل. وفى الواقع أن عشق كليهما للنجومية رسم طريق الفراق بكل دقة، فإذا كان عمر يحب فاتن ويؤمن بأنها أيضًا تحبه كان من المستحيل أن يجعلها تغيب عنه، وإذا كانت هى تعشقه فمن المستحيل أن تهم بالرحيِل. للأسف أن الحب عندما يمر من بوابة الأنا يفقد إثارته، واتزانه، ومن الصعب أن يدخل بوابة الخلود والبقاء. ولأن بين الحب والوقت علاقة أبدية فالحب يقتل الوقت بسرعة شديدة والوقت قتل الحب ببطء شديد؛ لذلك كان الطلاق بينهما بعد سنوات فى عام (1974)؛ لتتزوج فاتن فى 1975. بعد أن تأكدت أن عالميتها لن تنطق سوى العربية ففيلمها الوحيد Cairo مع جورج ساندرز، كان شاهدًا على إخفاق سيدة الشاشة عالميًا رغم أنه إنتاج شركة «مترو جولدن ماير» عام 1963، المأخوذ عن رواية بعنوان «غابة الأسفلت» تم إنتاجها عام 1950 وتم تصويره فى مصر عام 1963، ومن إخراج ولف ريلا. ودارت أحداثه عن شاب ضائع، تغريه عصابة دولية للاشتراك فى سرقة آثار توت عنخ أمون، يتعرف على فتاة بسيطة، ضائعة مثله، تحاول الفتاة بحبها له أن تبعده عن هذه العصابة لكنه يحلم بشراء مزرعة، أما العصابة فيتزعمها لص دولى معروف، يستعين بعدد من اللصوص الكبار، والشبان المتلهفين على الثروة، يخطط المهرب مع مجموعة الشبان لسرقة إحدى القطع النادرة من المتحف المصرى، ويتمكن مع زملائه من دخول المتحف ليلاً، ويسرق القطعة الأثرية، لكنه لا يستطيع الهروب بالآثار التى سرقها، لأن الشرطة المصرية تراقبه وتترصد خطاه، ولعنة الفراعنة تطارده، يقع فى أيدى الشرطة المصرية، ويحصل على مكافأة من الشرطة تعينه على الزواج من حبيبته ويشتريان الأرض التى كانا يحلمان بها... وتوتة توتة فشل الفيلم وانتهت حدوتة فاتن وعمر.