تعتبر خطوط السكك الحديدية فى مصر هى الأقدم والأكبر فى منطقة الشرق الأوسط، تمتد لنحو 5 آلاف متر حسب تقديرات هيئة السكك الحديدية المصرية، يعمل بالهيئة نحو 86 ألف شخص، وتعتبر القطارات وسيلة التنقل الرئيسية بين المحافظات المصرية ويستخدمها الملايين يومياً. وفقدت مصر خلال 20 عاماً الماضية آلاف الأرواح فى حوادث القطارات، ففى ديسمبر 1993 وقع حادث تصادم قطارى القاهرة والدلتا على بعد 90 كيلو من العاصمة المصرية وأدى إلى مقتل 12 مواطناً وإصابة 60 آخرين، وفى مارس 1994 وقع حادث قطارى الدلتا الذى أدى إلى مقتل 75 راكباً، واتهم سائق القطار بتجاوز السرعة المحددة بالرغم من الضباب الكثيف. واحتل عام 1995 مركز الصدارة فى عدد الحوادث التى جرت به، ففى شهر فبراير قتل 11 شخصاً كانوا يستقلون سيارة اصطدمت بقطار شمال القاهرة، وبعدها بشهرين قتل 49 شخصاً عندما اصطدم قطار بحافلة مزدحمة بعمال النسيج عند تقاطع قرب قويسنا، وفى ديسمبر قتل 75 آخرون إثر اصطدام قطار بآخر، وأيضاً تحمل السائق المسئولية بسبب زيادة السرعة وسط ضباب كثيف. وفى فبراير 1997 تسبب خلل فى الإشارات إلى وقوع تصادم بين قطارين بشمال الصعيد أسفر عن مقتل 11 شخصاً، وبعدها بعام ونصف العام تقريباً وفى أكتوبر 1998 لقى 50 شخصاً مصرعهم، وأصيب أكثر من 80 فى خروج قطار عن القضبان بالقرب من الإسكندرية، بعد فشل سائق القطارفى التوقف عند مصدات نهاية الخط الحديدى، واخترق المحطة إلى سوق مزدحمة، وأشارت التقارير إلي احتمال عبث بعض المسافرين المنبطحين فوق سطح القطار بصمام فرامل الهواء، مما أدى إلى إتلافها. وفى إبريل 1999، أدى تصادم قطارى ركاب إلى مقتل 10 وإصابة أكثر من 50 آخرين بإصابات خطيرة، وفى نوفمبر من العام نفسه أدى اصطدام قطار بشاحنة بين القاهرةوالإسكندرية إلى مقتل 10 أشخاص وإصابة 7 آخرين عندما دهس قطار مجموعة من العمال أثناء تقديمهم المساعدة فى حادث سيارة بمحافظة القليوبية، وفى الشهر نفسه اصطدم قطار متجه من القاهرة إلى الإسكندرية بشاحنة نقل أسفر عن مقتل 10 وإصابة 17 آخرين عندما خرج عن القضبان متجهاً إلى الأراضى الزراعية. وأتى اليوم الأسوأ فى تاريخ مصر والسكك الحديدية الشهيرة فى فبراير 2002 حادث «قطار الصعيد» الذى راح ضحيته أكثر من 373 راكباً بعد مواصلة القطار سيره لمسافة 9 كيلو مترات والنيران مشتعلة به واضطر المسافرون إلى القفز من النوافذ وقد احتلت هذه الحادثة المركز العاشر فى قائمة أسوأ حوادث القطارات فى العالم، وأدت الكارثة إلى استقالة وزير النقل المصرى إبراهيم الدميرى، ومحاكمة 11 مسئولاً بهيئة السكك الحديدية فى مصر، ويعتبر بعض المحللين هذا الحادث أحد الأسباب التى أدت إلى ثورة 25 يناير، خاصة بعد تصريح رئيس الوزراء وقتها عاطف عبيد الذى أعرب عن سعادته بعدم وجود أجانب على متن هذا القطار، وذكرت بعض المصادر إلى أن عدد الضحايا تجاوز الألف قتيل. وفى فبراير 2006 اصطدم قطاران بالقرب من الإسكندرية مما أدى إلى إصابة 20 شخصاً، وفى مايو من العام نفسه اصطدم قطار شحن بآخر فى إحدى محطات الشهت بالشرقية وأسفر عن إصابة 45 شخصاً، وفى أغسطس 2006 اصطدم قطاران أحدهما قادم من المنصورة متجهاً إلى القاهرة والآخر قادم من بنها إلى الاتجاه نفسه، ما أدى إلى وقوع تصادم عنيف بين القطارين واختلفت الإحصاءات عن عدد القتلى فقد ذكر مصدر أمنى أن عدد القتلى بلغ 80 قتيلاً وإصابة 163 بينما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن القتلى بلغوا 51 قتيلاً، فى حين أعلنت قناة الجزيرة أن عدد القتلى 65 شخصاً. وفى يوليو 2007 اصطدم قطاران بشمال القاهرة أسفر عن مقتل 58 وإصابة 140 آخرين. وفى أكتوبر 2009 تصادم قطاران بمنطقة العياط على طريق القاهرةأسيوط ، وأدى إلى مقتل 30 وإصابة 300 آخرين. أما فى عهد الرئيس محمد مرسى فقد وقعت 9 حوادث قطارات فى 7 أشهر فقط، ويعتبر حادث قطار البدرشين أول حادث قطار فى عهده فى يوليو 2012 عندما اصطدم القطار 990 الإسبانى المتجه من القاهرة إلى سوهاج مع القطار 162 الفيوم الذى كان يقف بمحطة البدرشين مما أدى إلى وفاة 15 وإصابة مواطن. وفى 27 أغسطس لقى عاملان مصرعهما وأصيب ثالث بإصابات خطيرة بسبب اصطدام قطارين فى محافظة الشرقية بدراجة بخارية. وفى 10 أكتوبر الماضى، وقع حادث تصادم بين قطار ركاب وسيارة نقل ثقيل خلال عبورها المزلقان بين شبرا الخيمة وقليوب أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين، وفى 27 أكتوبر الماضى، أنقذت العناية الإلهية مئات الركاب من القطار القادم من أسيوط متجهاً إلى القاهرة بعد اندلاع حريق بالقطار أمام كفر عمار بالعياط، وقبل انتهاء الشهر نفسه احترقت العربة الأخيرة من القطار القادم من طنطا متجهاً إلى دمنهور ودمر الحريق العربة ولكن دون خسائر فى الأرواح. وفى 3 نوفمبر اصطدم قطار قادم من الإسكندرية بسيارة نقل مما أدى إلى توقف حركة القطارات لأكثر من 7 ساعات. وفى 20 أكتوبر قتل 6 أشخاص وأصيب 12 آخرون فى قطار قليوب القاهرة بسبب توقف القطار المفاجئ مما أدى إلى تدافع عربات القطار وسقوط عدد من الركاب أسفل العجلات، وقبلها بعشرة أيام. وفى نوفمبر شهدت منطقة منفلوط عبور الأتوبيس الخاص بمعهد أزهرى بمزلقان السكك الحديدية بقرية المندرة فاصطدم بالقطار 165 القادم من أسيوط تجاه المنيا وأسفر عن وفاة 62 طفلاً وإصابة 13، وأخيراً الحادثتان الأخيرتان اللتان وقعتا خلال الأسبوع الماضى، الأولى حادث قطار البدرشين الذى سقطت إحدى عرباته وأدت إلى مقتل 19 مجنداً وإصابة 57 آخرين فى الحصيلة، والأخيرة مصرع 4 أشخاص فى حادث مزلقان الموت بأرض اللواء. أكدت مصادر بهيئة السكك الحديدية أن السكة الحديد تحتاج إلى أكثر من 1٫5 مليار جنيه لتطوير المزلقانات وتحويلها من النظام اليدوى إلى الأتوماتيك فقط، وأكدت دراسات اقتصادية أن المسئول الرئيسى عن حوادث القطارات فى مصر هى العمالة غير المؤهلة للعمل بعد إغلاق معهد وردان الخاص بتدريب العاملين فى هذا المرفق أصبح التعيين فى الهيئة يتم بشكل مباشر ومن أية مؤهلات والتى تفتقد للخبرة اللازمة لإدارة المرفق. وأكد أحد العاملين بالهيئة أن التحويلات والسيمافورات لا تجرى بها أية صيانة دورية حقيقية لذلك فهى تتعطل بشكل مفاجئ، بالإضافة إلى تدهور عربات القطارات التى تحتاج إلى عمليات تحديث وتطوير وصيانة مستمرة. حوادث القطارات فى العالم بدأت حوادث القطارات فى إنجلترا عام 1650 عندما قتل صبيان بعربة قطار مصنعة من الخشب وفى عام 1815 قتل 16 شخصاً بسبب انفجار الغلاية خلال التسيير التجريبى لقطار جديد. أما أبشع حوادث القطار فى العالم فكانت لقطار ملكة البحر فى سيريلانكا فى 24 ديسمبر 2004 وتسبب فى وفاة 1700 شخص عندما اختبأ السكان فى القطار بزعم أنه أكثر أمناً فى مواجهة إعصار تسونامى ولكن العاصفة تسببت فى تقلب القطار الذى حطم عدة سيارات فشل ركابها فى الخروج منها. وفى 6 يونيو 1981 سقط قطار بيهار الهندى من فوق الجسر إلى نهر باجماتى وكان يحمل على متنه بين 800 إلى 1000 راكب ولكن لم يتم العثور سوى على 200 جثة، وفى 12 ديسمبر 1917، نقلب قطار سانت ميشيل دوميان الذى كان يحمل الجنود الفرنسيين من شمال إيطاليا ليعود بهم إلى فرنسا عندما فوجئ بخلل فى قضبان القطار، مما أدى إلى سقوط القطار إلى الوادى مما تسبب فى اشتعاله وتحطمه، ولم تستطع السلطات التعرف سوى على 425 جثة من ألف جثة. وفى 22 يناير 1915 فقد سائق قطار جادا لاجارا السيطرة على الفرامل أثناء هبوطه منحنى خلال نقله أسر القوات المكسيكية فى وقت الثورة وسقط القطار إلى وادى صحراوى وقتل فيه أكثر من 600 ونجا 300 فقط. وفى 13يناير 1917 خلال الحرب العالمية الأولى تسبب تعطل الفرامل فى مقتل ألف شخص أغلبهم من الجنود، وفى 4 يونيو 1989 قتل أكثر من 650 شخصاً فى حادث قطار يوفا بالاتحاد السوفيتى وأصيب 700 آخرون بسبب تصادم قطارين كانا يحملان أطفالاً لقضاء الإجازة على البحر الأسود وانفجرت أنابيب البترول فى القطارين. وفى 3 مارس 1944 تسبب تسرب الأبخرة الكربونية المتصاعدة من قطار بالفانو فى مقتل 426 شخصاً عند تعطل القطار فى نفق آرمى بإيطاليا. وفى 3 يناير 1944 أسفر تصادم 3 قارات فى نفق تورو ديل بييرزو بإسبانيا عن مصرع 500 شخص، وفى 14 يناير 1985 تسببت السرعة فى انفصال 4 عربات من عربات القطار الخمس أثناء مرور قطار آواش على جسر يربط بين مدينتى اربا وكورا فى إثيوبيا مما تسبب فى مصرع 428 وإصابة 500 شخص. وفى إيران عام 2004 قتل أكثر من 300 شخص عندما انفصلت بعض عربات القطار وظلت تزحف أكثر من 20 كيلومتراً قبل خروجها عن القضبان واحتراقها. وفى تنزانيا لقى 300 شخص مصرعهم فى 2002 بعد فقدان السائق السيطرة على القطار بالقرب من العاصمة ولكنه نجح فى السيطرة على القطار قبل اقتحامه وسط المدينة وإصابة 1200 شخص وقد اتهم السائق بالفشل فى السيطرة على الفرامل.