اعتبر الشاب التونسي عمر أولاد أحمد الذي كان أوّل من خطب في التونسيين بعد ساعات من حرق محمد البوعزيزي (مفجر الثورة) نفسه، أن مسار الثورة لتحقيق أهدافها "مازال طويلا". وصف أولاد احمد ما وقع في تونس خلال العامين المنقضين منذ أن حرق البوعزيزي نفسه يوم 17 ديسمبرب"الحادث الفاصل في المسار التاريخي لتونس والوطن العربي"، مسترجعا موقفه آنذاك حيث خطب في الناس عقب الواقعة قائلاً إن :"حرق البوعزيزي نفسه يجب أن يكون تحية وداع لبن علي" قال :"إن الثورة إضافة جديدة من تراكمات مستمرة للحركة الإصلاحية في تونس التي انطلقت قبل قرنين، بل معطى حاسم للحركة الوطنية في النضال ضدّ الاستبداد بمختلف أشكاله". ذكّر أولاد أحمد (33 عاما) باليوم الذي أحرق فيه البوعزيزي نفسه قبالة مقر المحافظة بسيدي بوزيد مهد الثورة، مشيرا إلى حالة الذهول التي أصابت المتواجدين يومها، فقد كان "حدثا مفاجئا"، بحد قوله. أوضح أنه كان يتنقل بين المتاجر يوم الواقعة، حيث كان يشتغل موزعا للمواد الغذائية رغم حصوله على الأستاذية في الرياضيات والإعلام، قبل أن يصل إلى مسامعه خبر حرق الشاب البوعزيزي نفسه غضبا من إهانة تعرّض لها من قبل شرطة البلدية. بعد منتصف النهار بقليل في يوم جمعة وهو يوم السوق الأسبوعي بالمدينة، وبانتقاله إلى مكان الواقعة كان تمّ نقل البوعزيزي إلى المستشفى. قال: "عاد إلى ذهني حجم الاستبداد الذي كنا نعيشه في مراكز الإيقاف الأمنية ومراكز التعذيب من شرطة بن علي، واستحضرت وأنا أمام مقر المحافظة حالة التهميش والإقصاء والبطالة التي كانت مفروضة علينا من سلطة استبدادية". تابع: "لقد أدركت لحظتها أن ما حدث للبوعزيزي اليوم يجب أن يكون تحية الوداع لنظام بن علي، فخطبت في المتواجدين أمام مقرّ المحافظة خطبة عصماء استحضرت فيها الكثير من الكلمات التي كنّا نلقيها داخل أسوار جامعة صفاقس حاثّين حينها زملائنا الطلبة على الاستبسال في وجه ديكتاتورية حزب بن علي". مضى أحمد قائلا :" لقد بدأت باسم الله قاصم الجبارين، وأشرت إلى التهميش وغياب التنمية والبطالة لأصحاب الشهادات العليا، ودعوت الناس إلى التخلّص من الإرهاب الأمني الذي فرضته أجهزة بن علي في قلوبهم والاحتجاج من أجل مطالبهم العادلة، لقد دعوت إلى إنهاء هذا الاستبداد المسلّط على رقابنا والذي دفع بابن جهتنا إلى حرق نفسه، لقد حان التحرّك من أجل الحرّية ". أنهى عمر حديثه بالتأكيد على: "أن مسار الثورة مازال طويلا من أجل تحقيق أهدافها في الحرية والكرامة والتنمية والشغل، وما يعيشه البلد منذ عامين من اضطرابات وتجاذبات وأزمات ليس إلاّ تأكيد على صعوبة هذا المسار وحتمية نجاحه وإن طال". وأحمد من عائلة مهمّشة تعيش في سيدي بوزيد، يتيم الأب وله من الإخوة ثلاثة ومن الأخوات ثمانية مازال أغلبهم في رحلة البحث عن عمل شأنهم شأن أخيهم عمر الذي انتخب عضوا في مجلس شورى حركة النهضة الإسلامية التي تقود التحالف الحكومي يوليو الماضي.