هل الشعب المصرى الشقيق مهتم بما يحدث على أرض الكنانة.. أم أنه تقوقع على نفسه وعاد إلى سيرته الأولى بعد أن اكتشف الوهم الكبير بوصول جماعة الإخوان إلى سدة الحكم.. هل تحولنا إلى شعب من المتفرجين بعد يأسنا من إمكانية تحسن الأوضاع الاقتصادية والأمنية والاجتماعية؟.. هل لا يزال الشعب المغلوب على أمره بنفس حيويته التى كان عليها عند قيام ثورة 25 يناير 2011؟.. لماذا دب اليأس فى نفوسنا ومن الذى أوصلنا إلى هذه الحالة التى كانت سائدة خلال السنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق حسنى مبارك؟.. لقد كان الحلم كبيرًا والأمل فى تحسن الأوضاع من خلال تحقيق حلم المصريين فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ماذا تبقى لنا من حلم الثورة ومن الذى أوصل الشعب إلى هذه الحالة؟.. هل خدعنا عندما انتخبنا الرئيس محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة عضو جماعة الإخوان المسلمين؟... ماذا فعل الرئيس وجماعته وأهله وعشيرته منذ أن تمكنوا من عرش مصر بعد 7 شهور من الحكم؟.. كيف حال الوطن على أيديهم بعد أن استحوذوا سعوا إلى اكمال مسيرة التمكن والقبض على مقدرات الشعب والوطن؟ فشلوا فى تشكيل حكومة تعمل على حل مشاكل المصريين والآن يسعون لتمرير قانون الصكوك الذى يسمح لهم رهن مصر وبيعها مقابل حفنة من الأموال يسدون بها عجز الميزانية العامة للدولة؟ لقد ولدت حكومة د. هشام قنديل الأولى مشوهة وبلا كفاءات ولا خبرات.. وكانت النتيجة بعد توليها أن تصدعت وانكشفت على حقيقتها بعد فشلها فى تحسين الأداء الاقتصادى وإعادة الأمن.. بعد شهور قليلة أصبحت هناك حاجة ملحة لتغيير وزارى كامل.. ولكن الرئيس مرسى رأى أن يبقى على رئيس الوزراء هشام قنديل وتغيير بعض المقاعد الوزارية التى أثبت أصحابها فشلا ذريعًا فى الأداء مثل الكهرباء والبيئة والمالية.. اضافة إلى استقالة وزراء آخرين مثل د. محمد محسوب وزير الشئون البرلمانية والقانونية الذى عجز عن التكيف والتوافق مع رئيس الحكومة إضافة إلى وزير الاتصالات الذى قدم استقالته عبر «النت».. رافضا الاستمرار فى هذه الحكومة العاجزة وربما يكون نادمًا على الشهور التى أمضاها من عمره فى حكومة تعمل سكرتارية لرئيس الجمهورية لا تملك من أمرها شيئًا.. لم يكن الأمر بمستغرب أن يظل الدكتور هشام قنديل يبحث عن وزراء بعد الاعتذارات المتكررة عن عدم قبول الحقائب الوزارية.. وهنا كان قرار الرئيس بالاستعانة بعدد من أعضاء جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة لتولى الحقائب.. رغم أن رغبتهم الأساسية هى فشل الدكتور قنديل وشن هجوم شديد عليه حتى تسوى لهم الأرض عقب الانتخابات البرلمانية المقبلة لتولى الحكومة بشكل صريح. تم ترقيع الحكومة الفاشلة بعشرة وجوه جديدة لتجميل وجهها رغم أن هؤلاء لو كانوا «سوبر مان» ما استطاعوا أن يفعلوا شيئا لأن الوقت غير كاف لإظهار رؤية سياسات فى الوزارات التى تولوا حقائبها.. الحكومة لم تفعل شيئا خلال 5 شهور ماضية فهل تستطيع عمل أى شئ خلال ال3 شهور المقبلة إلى أن تتم انتخابات مجلس النواب. هل تستطيع الحكومة خلال الفترة القصيرة المقبلة فى تحسين أداء الاقتصاد الوطنى وهل ستعمل على تخفيف الهجوم عن كاهل المواطن المصرى.. لا أعتقد ذلك خاصة أن البشاير تؤكد سقوط الاقتصاد فى منحدر يحتاج إلى معجزة لوقف الانهيار.. اضافة إلى قرارات مرسى وقنديل بفرض ضرائب ورفع أسعار سلع وخدمات قبل الاستفتاء على الدستور بأيام وتراجعهم فى نفس اليوم بتجميد تنفيذ القرارات لحين حدوث حوار مجتمعى.. ولكن ما إن حل عام 2013 حتى كنت الزيادات فى أسعار بعض السلع والخدمات عكس تصريحاتهم تمامًا.. فهل الوزراء العشرة الجدد قادرون على تجميل وجه الحكومة أم أنهم استمرار لحكومة فاشلة عاجزة لا حول لها ولا قوة لأن الأمر بيد الرئيس وجماعته وأهله وعشيرته؟!! من غرائب التعديل الوزارى أن تتم الاطاحة بوزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين رغم اظهاره الولاء للإخوان.. فهل تمت إقالته لأنه لم يؤمن مقارات الحرية والعدالة وحرق 25 مقارًا فى المحافظات؟.. أم أن اقالته جاءت لأنه لم يشتبك بقواته مع من قام بحصار مقر الجماعة فى المقطم واستوعب درس محاكمات حبيب العادلى وقيادات الوزارة السابقين؟.. لماذا لم يخرج علينا الدكتور مرسى أو الدكتور قنديل ليقول للشعب لماذا خرج الوزير الفلانى وجاءوا بالوزير العلانى.. هل قصر.. هل أفسد.. هل خرج على الخطوط المرسومة له فى العمل؟.. لماذا تتركونا نضرب أخماسًا فى أسداس لماذا خرج فلان ولماذا جاء آخر؟.. هل هذه حكومة تحترم نفسها وشعبها حتى تعرض عليه الحقيقة خرج وزير الكهرباء الذى أظلم مصر.. وجعلها مهيأة لمزيد من الظلام خلال الصيف المقبل.. وخرج وزير البيئة الذى لا يعرف أحدا له اسمًا!!.. خرج وزير التموين تاركًا الخبز يندب من صنعه وخبزه.. تاركًا طوابير البوتاجاز التى يتقاتل كل الناس للحصول على الأنبوبة.. تركوا المجموعة الاقتصادية التى على يديها سيعلن إفلاس مصر بعد انهيار الاحتياطى النقدى فى البنك المركزى لأقل من 15 مليار دولار. فتح عينك الدين من جيبك قرض صندوق النقد الذى يتم إنهاء إجراءاته الآن ستدفع ثمنه.. المواطن الغلبان سيدفع من قوته وصحته وعافيته وتعليمه ثمنا لهذا القرض.. مزيدًا من الديون من أجل سد عجز الموازنة فماذا بعد أن يصرف هذا القرض ومن الذى سيقرضنا بعد ذلك وموارد الدولة تتقلص يومًا بعد يوم، مصانع نغلق وسياحة مضروبة وشعب يئن من الضرائب العشوائية التى تصب لعناتها على المواطن البسيط.. أين المفر من جماعة كل همها الاستحواذ والسيطرة على مقدرات الشعب ومن رئيس لا يهتم إلا بأهله وعشيرته ومن حكومة فشنك تاهت فى الطريق؟